فوضى وانهيار اقتصادي وإعادة رسم لنفوذ الدول.. كيف يبدو العالم بدون إنترنت؟

في عصر أصبح فيه استخدام الإنترنت متاحاً ومهماً في كل مكان تقريباً، مثل الهواء الذي يتنفسه البشر، يتخيل الكثيرون أن مرور يوم واحد دون تصفح الشبكة العنكبوتية مشابه لعالم ديستوبي (عالم الواقع المرير والمخيف).

ولكن مجرد تخيل فكرة أن العالم من الممكن أن ينفصل بشكل مفاجئ عن الإنترنت في يوم ما، يجب النظر إليها برؤية أعمق، خصوصاً في ما يتعلق بشأن التأثيرات الواسعة المتوقعة لمثل هذا الانقطاع.

“بلدات رقمية مهجورة”

توقف الاتصال الرقمي بشكل مُفاجئ سيكون أول صدمة يشعر بها العالم، ويتوقع الذكاء الاصطناعي وقوع “فوضى” جرّاء ذلك، حيث لن تصل رسائل البريد الإلكتروني، وتتعطل الرسائل الفورية، وتتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى “بلدات رقمية مهجورة”.

وستتوغل هذه الانقطاعات في الاتصال عبر كل جانب من جوانب الحياة الشخصية والمهنية، حيث ستصيب كل شيء بـ”الشلل” انطلاقاً من التفاصيل الصغيرة، مروراً بالمواصلات، حتى الدبلوماسية العالمية.

تعطيل البحث العلمي

تخيل عالماً حيث لا تُظهر نتائج لعمليات البحث في محرك غوغل، وتتجمد قواعد البيانات عبر الإنترنت. سيؤدي هذا الانقطاع المعلوماتي إلى تعطيل البحث العلمي، وشلل المساعي الأكاديمية، وتترك فجوة كبيرة في السعي إلى المعرفة.

“دوامة” اقتصادية

ستكون الآثار الاقتصادية واسعة وعميقة، إذ سينهار نظام التجارة الإلكترونية العملاق، مخلفاً درباً من الخراب المالي، وستواجه اقتصادات العمل الحر والعمل عن بُعد، أزمة وجودية، مما يؤدي إلى البطالة الواسعة والتشرد الاقتصادي.

في الوقت نفسه، ستتجمد الأنظمة المالية المرتبطة بالإنترنت، مما قد يأخذ الاقتصاد العالمي إلى “دوامة” ليس من المعروف نتائجها.

عزلة اجتماعية

لن يقوم انقطاع الإنترنت فجأة بفصلنا عن الويب فقط، ولكن عن بعضنا البعض أيضاً. وستصبح العزلة الاجتماعية الناتجة عن فقدان الشبكات الاجتماعية الرقمية “ظاهرة”، خاصة بالنسبة للجيل الأصغر.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الفراغ في المعلومات الموثوقة والمحدثة يمكن أن يصبح بيئة خصبة لانتشار الشائعات.

نهضة “مُحتملة”

في هذا العصر الرقمي المظلم، قد نشهد تراجعاً تكنولوجياً، وعودة إلى أيام ما قبل الإنترنت. ومع ذلك، يمكن أن يشعل هذا شرارة الابتكار، والعثور على تقنيات بديلة، ربما أكثر استدامة، قد تتحول طرق التعليم والبحث، مع إحياء الطرق التقليدية والتفاعلية بشكل أكبر.

آثار جانبية بيئية.. نقطة ضوء؟

من الناحية البيئية، قد يكون لهذا السيناريو تأثيرات مختلفة، إذ من المتوقع أن يؤدي تعطل البنية التحتية الرقمية إلى استهلاك أقل للطاقة ونفايات الإلكترونيات. وقد يعود البشر إلى استخدام الورق والمواد الصديقة للبيئة.

نظام عالمي جديد

سيشهد المشهد الجيوسياسي تحولات فارقة. قد تشهد الدول المستثمرة بشكل كبير في البنية التحتية الرقمية تراجعاً في نفوذها وتأثيرها عالمياً، بينما قد تكتشف تلك التي تعتمد بشكل أقل على الإنترنت ميزات استراتيجية جديدة.

كما سيتعين إعادة التفكير في استراتيجيات الأمان الوطني، حيث يصبح مراقبة الإنترنت وجمع المعلومات الرقمية ذكريات من الماضي.

عالم بدون اتصال رقمي

فقدان الإنترنت سيفرض إعادة تقييم عالمي لاعتمادنا على الاتصال الرقمي. سيختبر صمود المجتمعات، ويتحدانا لإعادة التفكير وتشكيل نسيج حياتنا اليومية. في هذا العالم غير المتصل، سنجد أنفسنا نتنقل ليس فقط في فقدان التكنولوجيا ولكن في إعادة تعريف مجتمعنا العالمي.

Follow Us: 

الشرق للأخبار

Leave A Reply