قصيدة غزة ٠٠٠للشاعر الدكتور وهيب عجمي

قصيدة غزة ٠٠٠للشاعر الدكتور وهيب عجمي

٠٠٠الى الذين سطًَروا بدمائهم ملاحم
البطولات الإسطورية
**********
غَزَّة وملائكةُ الإنتصار
*********
أمضى من السَّيفِ في ميدانِكِ ِالرَّجلُ
ياغزَّةَ العِزِّ كمْ تسمو بِكِ الجُمَلُ

أهلوك أسدٌ وماشاخت عزائمهمْ
ميراثهمْ أدبٌ أعلامهم ثقِلوا

فضائلٌ وكراماتٌ خصالُهُمُ
عَراقَةٌ أصلُها ماشابهُ زغَلُ

فللزواجِ لديكِ اليومَ قِصَّتُهُ
وصار فيكِ شُموخاً يُضْرَبُ المَثَلُ

عَريسُكِ الصِّدْقُ والتَّقْوى شَريكَتُهُ
ويولدُ النَّصرُ مِنْ زوجيكِ والأمَلُ

هذا عريسُكِ للأوطانِ مَفْخَرَةٌ
بِهِ تغاوَتْ جُفونُ الشَّمْسِ وَالمُقَلُ

يا أيُّها الثائرُ المغْوارُ كمْ هَتَفَتْ
لَكَ الشُّعوبُ الَّتي بالمَجْدِ تَحْتَفِلُ

أنت المقاوم طوفانٌ به حِممٌ
ينتابه غضبٌ جمٌ فينفعلُ

مفاجآتُكَ صارَتْ رَمْزَ وَحْدَتِنا
يُتَوِّجُ الوَعْدَ فيها الصِّدْقُ والمُثُلُ

صِدتَ العدى في قتالٍ لاحدودَ له
ورحتَ تفعَلُ ما لاتفْعَلُ الدولُ

فاقَ الخيالَ جهادٌ أنتَ فاعلهُ
في قَبْضةِ العزمِ فاهنأْ أيها البطلُ

فَتَقْلعُ الصَّخرَ بالشِّريانِ تجدلهُ
وَتقْدَحُ اليَدَ بالصُّوّانِ يشتعلُ

فَتَقْذِفُ الغَيْمَ نِيراناً مُكَهْرَبَةً
يَخْشاكَ إثنانِ إسرائيلُ والأجَلُ

فالنّارُ أنْتَ وتَرْمي النًارَ مُلْتَهِباً
وَتُضْرِمُ الرِّيحَ فَالأعْداءُ لَنْ يصِلوا

وأنتَ مافوقَ ظَهْرِ المَوْتِ تَخْطَفَهُمْ
ما صَدَّتْ الخَطْفَ عَنْ أرواحِهِمْ حِيَلُ

تَقَطَّعوا طَيَّ ساحاتِ الوَغى إرَباً
تَناثَرَتْ في الرَّوابي مِنْهُمُ كِتَلُ

هُمُ اعْتَدوا حَمَلوا الألْغامَ واقْتحَموا
فَكانَ أنْ أُحْرِقوا دَهْماًبما حَمَلوا

ذابَتْ جَماجِمُهُمْ بَيْنَ الحَديدِ كما
على الطَّواحينِ ذابَ الفَحْمُ وَالكُحُلُ

وما تَنازَل شِبْلٌ عَنْ شَهادَتِهِ
إلا وكانَ لِأمْرِ اللهِ يَمْتَثِلُ

إنَّ الشَّهيدَ حُسامُ النَّصْرِ والِدُهُ
وَأُمُّهُ جَبَلٌ ماهَزَّها ثَكَلُ

فَغَزَّةُ الطُّهْرِ مزاراتٌ مُقَدَّسَةٌ
أحْجارَها بالدًِما أهْلُ الفِدا غَسَلوا

مُقاوِماتٌ خَبزْنَ الصَّبرَ أرغفةً
وما ثَناهُنَّ إرهابٌ ولا كسلُ

مقاومون مدارُ الكونِ ملعبُهم
همُ همُ صعدوا في الحرب مانزلوا

همُ همُ ولدوا من حِضنِ خالقهم
كأنَّ مسكنَهُم نِبْتونُ أو زُحلُ

همُ ملا ئكةٌ تعلو بأجنحةٍ
تهوي كصقرٍ على الأفْعى وتنْتَشِلُ

اجسامُهُمْ تَحْتَمي في عينِ ِحارسهم
ولا يرى الخَصْمُ في عينيهِ ما حَمَلوا

فالجوُّ قاذفةٌ والبحْر ُصاعقةٌ
وهُمْ على الرَّحبِ ماذاقتْ بهم سُبُلُ

أللهُ أكبرُ تربو في حناجرِهمْ
اكتافهم تُطْلِقُ الحُمّى وتبتهلُ

تنشقُّ للثّائرين الأرضُ تَحْضُنُهم
وتبلع المعتدي والموت متّصلُ

آمنْتُ مِنْ زمَنٍ ألأرضُ أرْضُهُمُ
والحَقُّ هذا ولا شَكٌّ ولا جدَلُ

همْ قاتلوا من بأرضِ الطُّهر ِقاتلَهمْ
أداؤهمْ ليسَ منه في الوغى عِللْ

حتّى إذا لم يجدْ صاروخُهُمْ هدفاً
لمْ ينفجرْ غضباً لمْ يثنِهِ الفشلُ

كالبرقِ عادَ إلى مهدِ انتفاضته
لكي تصوِّبَ في تَهديفِهِ الرُّسلُ

ينقضُّ برقاً على الاعداءِ يصعقهمْ
وقد أصابهُمُ من بأسِه شَلَلَ

قَدِ التقاهمْ على عشقٍ فقبَّلهمْ
والعاشِقون بفيهم تلتقي القُبَلُ

شكرا أقول لأعدائي على وجعي
إلى صوابي أعادوني وقدْ جهلوا

فهُمْ وحوشٌ بغير السَّيف ما ارْتدَعَتْ
ويردَعُ الوحشَ عن أوطانِنا الأَسَلُ

إنَّ السَّلام سرابٌ لا وجود له
شريعةُ الذِّئبِ لا يحيا بها الحملُ

هُمُ الذِّئابُ على أوطانِنا حَكَمَتْ
وما الذِّئابُ بِحُكْمِ النّاسِ تعتدلُ

تحمّلَ الكونُ ظُلماً في مسيرتِهِ
وفي فلسطينَ ظلمٌ ليس يُحْتَمَلُ

أطفالُها ذُبحوا أجدادُها عُدِموا
نساؤها سُبيتْ أبناؤها اعتقلوا

والعُرْبُ ناموا على الاسيافِ وانتحروا
بكى عليهمْ حَداةُ العيسِ والإبلُ

هُمُ على طاولاتِ الغيرِ دميتُهُ
مصادرون مساجينٌ وما خجلوا

إلى متى سيظلُّ العارُ مسكنَهم
ويُغرِقُ العربَ في آبارهم وحَلُ ؟

أما سمعتمْ صهيلَ السَّيفِ في وطني
إذاً لماذا عليكمْ يَحْكُمُ الفشلُ؟

دعوا الجيوشَ لكي تغدو مقاومةً
عدوا الجيوش بنصرِ الشعب واحتفلوا

كونوا مقاومةً تسترجعوا شرفاً
تألقوا مثلما أجدادنا الأولُ

يا سامعَ الصَّوتِ لاتسمعْ كلامَهُمُ
إياكَ إياكَ فالاعرابُ قد ثملوا

إذا تركتَ سلاحاً صِرْتَ مثلهم
همْ أُهمِلوا عندما أسيافَهم هملوا

فاحْفَظْ سِلاحَك يحفظْك السِّلاحُ وكنْ
به القويَّ فلا يصطادُك الكسلُ

الشاعر الدكتور وهيب عجمي لبنان

Leave A Reply