برّي: لسنا من يريد الحرب ونتنياهو يريد توريط إسرائيل

يراقب رئيس مجلس النواب نبيه بري مسار التطورات السياسية والعسكرية الاسرائيلية بعناية شديدة نظرا الى خطورة ما يفعله وما سيقدم عليه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من مفاجأت لان ما يمارسه يؤشر بحسب بري الى توريط الاميركيين في هذه الحرب، اي بالاحرى ادخالهم في ميدان المواجهات المفتوحة. لم يسمع بري في ما تلقاه من رسائل من واشنطن وكان اخرها من كبير المستشارين في البيت الابيض اموس هوكشتاين ان بلاده لا تريد المشاركة في الحرب. لا يقول رئيس المجلس هذا الكلام من باب الدفاع عن واشنطن مع انتقاده الدائم لها لدعمها اسرائيل وخصوصا بعد “اكتوبر” وحضور اسطولها الى المتوسط، لكنها لم تظهر الى الان استعدادا لفتح فوهات فرقاطاتها واطلاق صواريخ في اتجاه لبنان او غيره في وقت يستمر فيه نتنياهو في مشوار جنونه في غزة. وثمة جملة من النقاط التي يركز عليها رئيس المجلس امام مراجعيه وزواره من ديبلوماسيين وابرزها انه والامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله “لسنا من يريد الحرب”، لكنهما في المقابل لن يقفا متفرجين على الة الحرب الاسرائيلية واستهدافها الجنوب وكل لبنان. وانها هي من اقدمت على البدء في خرق القرار 1701 وتخطي ” قواعد الاشتباك المرسومة” قبل سنوات من عملية “طوفان الاقصى”.

واضافة الى ذلك كانت السباقة على ارض الجنوب في استهداف المدنيين وقتل الاطفال واستهداف المستشفى الحكومي في ميس الجبل والاعتداء على المسعفين وعناصر الدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية واخواتها في الحقل الاغاثي والانساني. لم تكتف بذلك بل اعتدت على الجسم الاعلامي لاخفاء جرائمها وعدم التصويب عليها.

ولا يحتاج بري هنا الى التوقف باعجاب امام خطابي السيد نصرالله والوقوف عند الدلالات التي اطلقها “الرجل الحريص على امن لبنان واستقراره مع تشديده في الوقت نفسه على ثبات عنصر المقاومة في درء الاعتداءات الاسرائيلية والتصدي لمخططات نتنياهو وحكومته اليمنية التي فقدت مصداقيتها امام الإسرائيليين”. واذا كان بري يعبر عن ارتياحه لاداء المقاومة وتكتيكاتها على طول الحدود مع اسرائيل وفي قلب الجنوب، فان مفتاح الحرب وتكبير شعاع المواجهات يبقى عند الاسرائيلي الذي وصل في مساحة اعتداءاته الى الزهراني وعلى مقربة من مدينة صيدا. ويتوقف عند تضحيات حركة “امل” واستنفارها من باب واجب الدفاع عن ارضها وسقوط شهيد لها في اشارة الى تضامنها وتكافلها في الدفاع عن ارض الجنوب وكل لبنان في جبه اسرائيل والمساهمة في تعطيل مخططها ضد لبنان حيث تتطلب المرحلة في هذا التوقيت الابتعاد عن الخلافات.

وعند تبلغه صدور اصوات نيابية وشعبية بان “لبنان لا يريد الحرب” والرجوع الى الماضي ورفع لافتات في بيروت والمناطق، يذكر اصحاب هذه الحملات – كانت وراء دعم جهات من التغييريين وقوى 14 أذار في الانتخابات النيابية الاخيرة -بان اسرائيل هي التي تريد الحرب وهي التي قتلت واعتدت واحتلت جنوب لبنان ووصلت قواتها الى قلب العاصمة وتراجعت تحت ضربات المقاومة. في السياسة يعبر بري عن اعجابه باداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من خلال حركة لقاءاته واتصالاته في الخارج مع مسؤولين غربيين وعرب من السابع من تشرين الاول الفائت حيث يقوم بسلسة من الجهود لتجنيب لبنان آلة الحرب الاسرائيلية مع التذكير باشادة ميقاتي بتصرف “حزب الله” وتعاطيه مع كل هذه الازمة المفتوحة واطمئنانه الى “عقلانيته” اضافة الى طلبه من الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل ممارسة الضغوط عليها بغية وقف حلقات استفزازها في جنوب لبنان.

ويتلاقى ميقاتي وبري هنا على نقاط عدة مع تركيزهما على الة وقف اطلاق النار وقتل الفلسطينيين في غزة.

واذا كان المشهد العسكري هو الطاغي على اهتمامات بري وكل المسؤولين ، يجري التوقف اليوم عند استقبال رئيس المجلس وفدا من تكتل نواب “القوات اللبنانية” للبحث معه في الاقتراح الذي قدموه للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في مجلس النواب بعدما كانوا يعتبرون ان التئام البرلمان في جلسة تشريعية من “المحرمات الدستورية ” قبل انتخاب رئيس للجمهورية. ويجري في هذا الوقت التحضير لمخرج في ملء اعضاء المجلس العسكري في الجيش لتسيير شؤون المؤسسة الى حين انتخاب رئيس للجمهورية .

رضوان عقيل – النهار

Leave A Reply