صمود جنوبي عند خطوط النار.. وواشنطن تتمسَّك بدور اليونيفيل

كتبت صحيفة “اللواء”: … وفي اليوم العشرين، خفت حدَّة المواجهات على طول الحدود المتوترة بين لبنان واسرائيل. وشهدت قرى الجنوب بعض الهدوء، الذي افسح في المجال امام حزب الله وجمهوره لتشييع الشهداء الذين سقطوا في الايام الثلاثة الماضية، على وقع اصوات القذائف القريبة والبعيدة، بما في ذلك القذائف الفوسفورية.

وعادت الحركة الطبيعية الى معظم الجنوب، على نحو افضل، وسط اصرار جنوبي على الصمود، وعدم المغادرة، على الرغم من اطلاق قوات الاحتلال، من مواقع براينت على خراج بلدة عيتا الشعب قذائف فوسفورية، ادت الى احراق عدد من الاحراج في المنطقة.

ونقل عن الرئيس نبيه بري قوله: «ما يحصل من حرائق تضرمها القذائف الفوسفورية الابيض المحرمة دولياً هو برسم المجتمع الدولي»، واجرى اتصالات للمسارعة في اخمادها.

دبلوماسياً، طالب وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب والذي التقى عددا من السفراء (9 سفراء) وابلغهم موقف لبنان، طالبا نقله الى حكوماتهم، من انه من غير المقبول ان تستمر اسرائيل بتهديد لبنان باعادته الى العصر الحجري، معتبرا ان لبنان يرى ان وقف التوتر يبدأ بخطوة وقف النار..

وفي الاطار الجنوبي، اكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر ان الولايات المتحدة ملتزمة بمهمة القوات الدولية في جنوب لبنان.. نافيا علمه بوجود خطط لسحب قوات اليونيفيل من الجنوب.

قيادة الجيش ورئاسة الأركان

وفي الواجهة، بقي هاجس ملء الفراغ في المؤسسة العسكرية، عبر ايجاد حل لقضية قائد الجيش الذي يُحال الى التقاعد بعد شهرين ونيف، ورئيس الاركان الشاغر منصبه منذ اشهر، وهو المؤهل حسب قانون الدفاع الوطني بملء الشغور في قيادة الجيش لحين تعيين قائد جيش اصيل.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك حاجة إلى حل لموضوع الشغور في قيادة الجيش وهناك ٣ خيارات، اثنان منهما يصعب تحقيقهما الأول هو صدور التمديد من وزير الدفاع والوزير لا يقبل به كما أن قائد الجيش أبلغ المعنيين رفضه لذلك، كما كانت الحال عليه مسألة التمديد للعماد جان قهوجي ومدير المخابرات في حينه، أما الخيار الثاني فيتصل بالتعيين داخل مجلس الوزراء للاعضاء الثلاثة في المجلس العسكري أي رئيس الأركان ومدير عام الإدارة والمفتش العام، وهذا الخيار صعب بسبب مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر فضلا عن وجود طرح مقابل يقول أنه في الأمكان إنجاز ٤ تعيينات أي إضافة تعبين قائد الجيش إلى تعيينات المجلس العسكري، وهذا الطرح متداول من قبل الفريق الذي كان يعارض الفكرة ولكن ليس معلوما جدية السير به، وهناك صعوبة في إقراره نظرا إلى فرض قائد جيش على رئيس الجمهورية المقبل.

ولفتت المصادر إلى أن الاقتراح الثالث الذي يقضي باللجوء إلى مجلس النواب عبر قانون يرفع سن العمداء والضباط سنة إضافية عندها يبقى قائد الجيش الحالي في موقعه وكل العمداء وهذا يشمل جميع الاسلاك الأمنية بما في ذلك مدير عام قوى الأمن الداخلي ونائب مدير أمن الدولة، مشيرة إلى أن ما حصل بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الدفاع حول ارسال الأول الكتاب إلى الوزير سليم بشأن رفع اقتراحات وكأنه يقول بالتعيين في مجلس الوزراء وقد صدر بيان عن الوزير سليم بشأن ما جرى.

وحضر هذا الملف في الاجتماع الذي عقد في عين التينة بين الرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، من زاوية انه لا يجوز ان يطال الفراغ المؤسسة العسكرية التي هي المؤسسة الوطنية الضامنة، للاستقرار والممثلة للوحدة الوطنية.

ونقل عن الرئيس ميقاتي قوله: ان موضوع قائد الجيش ورئيس الاركان يمكن ان يطبخ على نار خفيفة، لان مؤسسة الجيش لا تعني طرفاً بل تعني كل اللبنانيين.

واعاد وزير العدل هنري خوري الكتاب الذي بموضوعه رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في قيادة الجيش، معتبرا انه عند وجود الاصيل لا صلاحية على الاطلاق للوكيل في كل امر يعود امر البت به للأصل.

وحسب مصادر في كتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) فإن نواب الكتلة على استعداد للمشاركة في جلسة التمديد لقائد الجيش شرط ان ينحصر جدول الاعمال ببند التمديد فقط.

ورأت المصادر ان تعيين رئيس الاركان في الواجهة اولاً، لانه بامكانه ان ينوب عن قائد الجيش اذا حصل الشغور.

وحسب معلومات «اللواء» من مصادر نيابية معنية، فإن الرئيس بري طلب من الرئيس ميقاتي التريث، وعدم الاستعجال، لئلا يؤثر الامر سلباً على محاولة التيار الوطني الحر التقارب مع الرئاستين الثانية والثالثة، على ان تبدأ الخطوة الاولى بتعيين رئيس للاركان في جلسة يتفق عليها ويشارك فيها جميع الوزراء، لتتخذ طابعاً جامعاً.

برنامج باسيل 5 نقاط تقرّبه من المحور

وقبل ان يلتقي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رؤساء احزاب وكتل المعارضة، لا سيما حزبي الكتائب والقوات اللبنانية، وكتل المعارضة التي تقاطع معها على تسمية الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة الاولى، عقد باسيل مؤتمرا صحافيا افرج فيه عن سلة الاقتراحات التي ناقشها مع الشخصيات الرسمية والحزبية التي التقاها وتتضمن 5 نقاط:

1- الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، والمطالبة بفتح تحقيق لمحاسبة اسرائيل على جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين العزّل. والالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة.

2- التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسٍه، ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصّة لشن هجمات تجرّ لبنان الى الحرب، ومنع انزلاق لبنان اليها.

3- الإسراع في اعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس اصلاحي جامع بالتفاهم والاّ بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية..

4- التعاطي مع النزوح السوري كعنصر تفجير للبلد، واتخاذ الإجراءات لتخفيف سريع لأعداد النازحين.

5- استعادة حقوق لبنان، والتزام بالقرار 1701، وبمبادرة بيروت العربية للسلام واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلّة، وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحماية كافة حقوق لبنان وموارده في المياه والغاز والنفط.

جولة حمية

ومن مطار رئيس رفيق الحريري الدولي، جال وزير الاشغال العامة علي حمية، يرافقه رئيس مجلس ادارة شركة «الميدل إيست» محمد الحوت في المطار، وتحدث عن اجراءات اتخذت لتأمين سير انتظام العمل فيه وسلامة الطيران على حد سواء.

ورداً على سؤال حول المتطلبات الدولية المتعلقة بالعوائق أمام سلامة الطيران، قال: «هذا الموضوع يجب أن نقوم به بشكل دوري، وبناء عليه فقد تم تأمين التمويل له، ونحن في القريب العاجل في صدد الإعلان عن التعاقد مع مديرية الشؤون الجغرافية للمسح الجوي فوق المطار، كي يصار إلى تحديد دقيق جدا للعوائق أمام إقلاع وهبوط الطائرات».

أما بالنسبة لشركة الـMEAS المعنية بصيانة وتشغيل المطار، فأعلن أنه «سيصار إلى تحويل مبلغ -بقرار من مجلس الوزراء- لتقوم هذه الشركة بالمهمات المنوطة بها».

وعن الـFast Track (الممر السريع)، قال: «سنستأنف العمل به عبر مجلس الإنماء والإعمار بعد توقفه منذ العام 2017، فهذا الممر يزيد القدرة الاستيعابية للمطار بحوالي 2 مليون راكب، فضلا عن أنه يساهم في تخفيف الازدحام عن الممرات العادية في المطار».

اضاف: «أما بخصوص سلك الإطفاء في المديرية العامة للطيران المدني الذي يعاني من شغور مزمن في فرقته، فسجري مباراة لتعيين 25 موظفا في السلك تطبيقا لقرار مجلس الوزراء».

وردا على سؤال عن إمكانية طلب المساعدة الدولية لحماية المطار، قال: «هذا الأمر لن يحصل أبدا، ولا يمكن أن نطلب من أحد أي مساعدة في هذا الخصوص، فالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية مولجة بهذا الأمر، وهم وحدهم المسؤولون عن حماية المطار والمرافق العامة».

عين الحلوة

وفي تطور مريب، تجددت الاشتباكات عند محور البركسات- الصفصاف، وشهد المخيم نزوحاً الى مدينة صيدا ومحيطها.

هدوء.. في الجنوب

ميدانياً ساد هدوء حذر على طول الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة. الى ذلك، حلّق الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة صباحّا واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية وهدد المنازل. قرابة الحادية عشرة، استهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي خراج بلدة بليدا محلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. بعد الظهر، شنت مسيرة للجيش الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبب بخسائر بشرية.

Leave A Reply