أشرب شاي الصباح في انتظار الموت

أشرب شاي الصباح

في انتظار الموت،

قد لا تعجبك مثل هذه الجملة

لكني أجدها أكثر انغراسًا في هواء هذا الصباح

وأكثر وقاحة من تحية مغلفة بعبارات أنيقة

أشربه على حافة نهر

يهدر ماؤه القادم من بعيد

بأبشع نشيد

أشربه لا لشيء، فقط لأن الناس تفعل هذا كل يوم

وأفعل مثلما يفعلون

كي أتخفى في ركن الحياة المعتم

أنا وآلامي التي جاد بها عليّ الوجود.

ينظر الناس إلى دعاباتي

والأخطاء اللغوية في كلماتي

ويشيحون بوجوههم عن الأنين الذي بين الحروف

الكلمات التي لولاها لكنت آكل والعدم من صحن واحد

بينما كأس الشاي أشربه وحيدًا في انتظار الموت

أنتظر ليس لأنني بصحة جيدة

وعضلاتي مثل حجر الوادي الصقيل

أنتظر لأن أجندة الموت مزدحمة

شعوب كثيرة على لائحته،

مقاتلون خلف قطعهم المعدنية

أرانب ملساء وخرفان تثغو بكل ألم بين كماشات شرسة

أمهات بدمعاتهم المنحبسة في المآقي

يزدرد الوقت نهودهن الرطبة

وأطفال يحملهم زرافات مع لعبهم النيئة

قرابين للفراغ

ومريدون بكل اليقين الذي تدربوا عليه

يجرهم الموت بين أزقة الحياة

ترشح من أجسادهم دماء الخيبة الداكنة.

أطيق كل شيء في هذه الحياة

سوى أن أكون رقمًا في جوقة الأتباع وهم يغسلون أخطاء شيخهم

في حوض الخطيئة الفسيح.

أحبها تلك الأخطاء الأولى التي مثل الحب الأول تترك خدوشًا عريضة

في جدران القلب اللينة

ونحملها معنا أينما ارتحلنا كما نحمل أسماءنا

ووجوه أحبتنا طي محفظة الأوراق.

ترجمة: أحمد هلالي

(غان سان بيتر، بلجيكا – 2019).

المصدر: ضفة ثالثة

Leave A Reply