لقاء إيجابي بين فرنجية وأبو فهد.. لهذه الأسباب تأجلت زيارة الخليفي!

هدأت كل المحركات الرئاسية دفعة واحدة بفعل إخفاق كل المساعي التي بذلت لإيجاد ثغرة في جدار الاستعصاء السياسي الآخذ في الارتفاع رفضا لكل المبادرات.

جمّد الرئيس نبيه بري حوار الأيام السبعة، وأرجأ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز الحليفي زيارته التي كان من المفترض ان تبدأ اليوم الخميس، أما المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان فعودته ما تزال في علم الغيب، وقد أشارت معلومات الى إحتدام الخلاف بينه وبين المستشار باتريك دوريل حول الملف الرئاسي في لبنان ما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون الى التدخل لمعالجته وتحديد مسؤولية كل منهما.

وفي الوقت الذي يتمسك فيه كل طرف سياسي بموقفه، يترقب اللبنانيون المزيد من الازمات المستجدة نزوحا وتربية واقتصادا ومالا، في ظل تسابق بعض التيارات على إستخدام كل منها لتصفية الحسابات السياسية ما يحول دون الوصول الى المعالجات المرجوة.

في غضون ذلك ما يزال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني يجري لقاءاته مع القيادات والتيارات السياسية اللبنانية ويستمع الى وجهات نظرها حول الاستحقاق الرئاسي، وقد كان اللقاء الأبرز في هذا الاطار مع رئيس تيار المرده سليمان فرنجية في بنشعي بحضور النائب طوني فرنجية حيث تم إستعراض كل جوانب الاستحقاق ومستقبل ترشيح فرنجية، وقد أكدت المعلومات الى ان اللقاء كان إيجابيا جدا.

وتشير هذه المعلومات الى أن أبو فهد لم يقدم عروضات أو أية إغراءات لفرنجية الذي بدوره لم يطلب شيئا لنفسه، بل أكد لضيفه ان ترشيحه هو ملك لحلفائه ول 51 نائبا منحوه أصواتهم في الجلسة الأخيرة، وانه ما اعتاد إحراج الحلفاء، مشددا على انه لن يسكت عن بعض التصريحات المسيئة، وأن تيار المرده مستمر وباق ولديه حضوره الوازن في الحياة السياسية ولن يتهاون أمام أي إستهداف.

وفي قراءة للقاء بنشعي، فقد خرج الموفد القطري مرتاحا وراضيا عما سمعه من فرنجية الذي إستقبل أمس السفير القطري في لبنان ما يوحي باتجاه قطر الى تعزيز العلاقة معه ومع نجله طوني الذي يحظى باحترام كبير لديها، وذلك بمعزل عن مفاوضات الرئاسة.

يمكن القول، إن الموفد القطري بات على قناعة بأن النتائج التي سيخرج بها من مجموع لقاءاته المستمرة الى منتصف الشهر الجاري، لن تكون أفضل من النتائج الفرنسية، وذلك بفعل تمترس كل تيار سياسي على شجرة مواقفه المرتفعة.

وأمام هذا الاستعصاء الكامل فقد تم إرجاء زيارة الوزير محمد بن عبد العزيز الحليفي الى لبنان، خصوصا انه مكلف أيضا بملف المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وهو كان في واشنطن ومن ثم إنتقل الى إيران التي سيزور وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان قطر في الأيام المقبلة.

ويبدو أن القطريين قرروا تجميد الملف اللبناني مؤقتا، بانتظار نتائج الحراك باتجاه الملف الأميركي الايراني والذي في حال أفضى الى نتائج إيجابية فإنها حتما ستنعكس على لبنان وقياداته ما يجعل عملية إقناعها بالنزول عن الشجرة أسهل وأقل كلفة!..

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply