كإغماءة في النّهار

مانغاليش دبرال*

أدلّةُ الطاغية

هناكَ العديدُ من الأدلّة على براءةِ الطاغية

أظافرُه أو أسنانُه ليستْ طويلة

ولا تَحمَرُّ عيناهُ

بل يبتسمُ دائماً

وفي كثيرٍ من الأحيان يدعوكَ إلى منزلِهِ

ويمدُّ يدَهُ الناعمة نحوَك

يُصدَمُ الطاغية دائماً بأنَّ الناس يخافونه

في منزلِ الطاغية سيوفٌ قديمةٌ وبنادق

معروضةٌ هناك للديكور وحسب

وسراديبُ الموتى لديه مكانٌ جميلٌ

تطفو هناك بالقربِ من الأعمالِ الفنيّةِ الشهيرة

على خلفيةٍ موسيقيّةٍ رائعةٍ

وسطَ ذلك الأمان الذي لن تشعر فيه في أي مكان آخر

يحظى الطاغية بشعبيةٍ كبيرةٍ اليوم

وما يزالُ الكثيرُ من الموتى اليوم يزورونَ منزِلَهُ.

(1992)

■ ■ ■

يومٌ في دِلْهِي

في تلكَ المدينةِ الصغيرةِ ذاتَ صباح

أو في المساءِ أو في يومِ عطلة

رأيتُ جذورَ الأشجارِ

تتشبّثُ بالأرضِ بإحكامٍ

هبّتِ الرّياحُ

وكان يطفو في حركتِها تلكَ لُغزٌ ما

في الشارعِ الفارغ

يمكنُ هناكَ أن يظهرَ شخصٌ ما فجأةً

أو يمكن أن تسمَعَ صوتَ أحدِ الأصدقاء

وفي مدّةٍ قصيرةٍ

وصَلت إلى هذهِ المدينةِ الصغيرةِ

مدينةٌ كبيرةٌ مليئةٌ بالضوضاء والسُّخامِ والعَرَقِ والجَشَع.

(1994)

■ ■ ■

الشِّعْر

يأتي الشِّعرُ كإغماءة في النّهار

وكالنّومِ في اللّيل

ويَسأَلُكَ في الصّباح:

هل تناولتَ عشاءَك؟

(1978)

■ ■ ■

كان عليَّ الذّهابَ إلى مكانٍ ما

كان عليَّ الذهابَ إلى مكانٍ ما، ولم أفعلْ

كان عليَّ فِعلُ شيءٍ ما، ولم أفعلْ

الشّخصُ الذي انتظرتُهُ لم يَصِلْ

كان عليَّ أن أغنّي أُغنيةً مُبهِجَةً، ولم أستطعْ

كلّ هذا لم يحدثْ، لذلك كان عليَّ أن أغُطَّ في نومٍ عميقٍ، ولم أفعلْ

من المريحِ أن نعتقدَ

أنّ هذا المكان الذي كانَ عليَّ الذهابَ إليه

غيرُ موجودٍ، ولا هذا العمل

ولا الانتظارُ موجودٌ،

ولا الأغنية ولا حتّى الّنوم موجود.

(1997)

* ترجمَ القصائدَ إلى الإنكليزية عن الأصل الهندي مناش فراق بتاشارجي، وترجمها إلى العربية عماد الأحمد

المصدر: العربي الجديد

Leave A Reply