انقسام لبناني حول مهمة لودريان.. هل يتراجع باسيل عن دعم أزعور؟

غسان ريفي – سفير الشمال

تستقبل التيارات السياسية المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان اليوم بإنقسام واضح حول مهمته اللبنانية، والتي يراها البعض انها استطلاعية بعد النتائج التي أظهرتها جلسة 14 حزيران، فيما يرى البعض الآخر انها تحمل مبادرة ما سيطرحها لودريان في اللقاءات التي سيعقدها خلال زيارته التي تؤكد المصادر انها “لن تكون يتيمة بل سيليها سلسلة زيارات تهدف للوصول الى قواسم مشتركة على مرشح رئاسي”.

هذا الانقسام حول مهمة لودريان يعكس تعاطي الاطراف اللبنانية معها وفقا لتمنياتهم وليس وفقا لحقيقة ما يحمله في جعبته.

تشير المعلومات الى ان الامير محمد بن سلمان الموجود في باريس لمتابعة أمور عدة في مقدمها استضافة المملكة العربية السعودية لإكسبو 2030، عقد لقاء مطولا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبحثا في بنود جدول أعمال تم إعداده بعناية حول المنطقة ككل، ومنها الملف الرئاسي اللبناني وكانت وجهات النظر متطابقة بالكامل بين الرجلين، ما يؤكد ان مهمة لودريان اللبنانية تأتي هذه المرة بتكليف فرنسي – سعودي لإيجاد حل للأزمة الرئاسية.

وعلى وقع الزيارة الفرنسية، يبدو ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عاد من قطر خالي الوفاض بعد ان كان الخاسر الاكبر في جلسة 14 حزيران، حيث فشل في قطع الطريق على رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وضاعف من التباعد بينه وبين حزب الله، وبدا عاجزا عن ضبط نواب تكتل لبنان القوي الذي تسرب منه سبعة أصوات من حليفه الطاشناق ومن التيار الوطني الحر، وفوق ذلك عدم القدرة على منح المرشح جهاد أزعور 65 صوتا الذي كان يمني النفس بحصوله عليهم لتقديمهم الى لودريان وفتح باب التفاوض من منطلق قوة مع الفريق الداعم لفرنجية.

كلام باسيل في مقابلته التلفزيونية أمس الأول، أوحى بأنه يتجه للتخلي عن أزعور، حيث أكد أن “ليس من عاقل يستطيع ان يكمل في مواجهة نتيجتها الفشل” معترفا بذلك، ان أزعور كان مرشح تحدٍ وان هناك استحالة في ايصاله الى الرئاسة، وبالتالي قد يكون الخيار الآخر لباسيل هو الوزير السابق زياد بارود الذي طرح الرئيس ميشال عون اسمه أمام الرئيس بشار الأسد، كما لم يوفر باسيل من الانتقاد والهجوم حزب القوات اللبنانية، ما يؤشر الى عودة الخلافات وتبادل الاتهامات، خصوصا ان القوات ما تزال متمسكة بأزعور، ما سيؤدي الى فرط عقد الاجماع المسيحي عليه.

ايحاء باسيل بالتراجع عن أزعور، قابله تشديد على رفض فرنجية وقد وجه رسالة بهذا الصدد الى حزب الله راكمت من الاخطاء التي تسجلها دوائر الحزب الذي يزداد تمسكا بمرشحه المنطلق من قاعدة ثابته قوامها 51 صوتا.

أمام هذا الواقع، يبدو المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان مطلعا على دقائق الامور لا سيما انعدام الثقة بين مكونات “التقاطع” الذي لم يخفف من حدة الحقد والكراهية بين باسيل والقوات اللبنانية، لذلك وبحسب المعلومات فإن اسهم سليمان فرنجية ما تزال مرتفعة، خصوصا أن فرنسا والسعودية اللتين تحرصان على عدم التدخل في الاسماء، تزدادان قناعة ان التطورات الايجابية في المنطقة والمصالحات التي تترجم بخطوات عملية تجعل من فرنجية الرجل الانسب للمرحلة المقبلة.

Leave A Reply