دفاعاً عن رياض سلامة: «الجديد» تَردح… وmtv «تقاوم» الاستعمار الفرنسي!

استنفرت القنوات المهيمنة أمام ملفّ استجواب القاضية الفرنسية أود بوروزي لسلامة، وباتت «فجأة» تخشى «التدخلات الخارجية». النبرة العالية كانت من «الجديد» التي خصّصت مقدّمة نشرة الثلاثاء المسائية فقط للهجوم على «كارهي» سلامة وللدفاع عنه وصولاً إلى حدّ تبرئته تقريباً!

لم يعد مستغرباً، ولو قليلاً، دفاع بعض القنوات اللبنانية المستميت عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وبات تكرّر الأمر كما تكرار الحديث عنه عاديَّين بقدر الحديث عن سعر الصرف وغير ذلك من أزماتنا اليومية. إذا كان الدفاع عن الحاكم مرّةً، رغم كلّ الانتقادات وردود الفعل، لمَ لا مرّتَين وعشراً ومئة؟ هكذا، استنفرت القنوات المهيمنة أمام ملفّ استجواب القاضية الفرنسية أود بوروزي لسلامة، وباتت «فجأة» تخشى «التدخلات الخارجية»… هي التي لم تألُ جهداً في التسويق لكلّ أنواع التدخل الخارجي أو على الأقلّ المساهمة في ذلك، بدءاً من الدعوة إلى «وصاية دولية» و«عودة الانتداب»، وصولاً إلى التهويل من «إغضاب» الولايات المتحدة و«المجتمع الدولي»، وعدم انتخاب رئيس «لا توافق عليه» بعض الدول، و«حثّ» الحكومة اللبنانية على قبول شروط صندوق النقد كما هي، وحتى إلى التطبيع مع كيان العدو على اعتبار أنّه «يعيد لبنان إلى سلّم أولويات الدول الغربية»! هكذا يتبيّن أنّ مكمن «الاستنفار» ليس مبدأ التدخلات الخارجية (المرفوض في كلّ الأحوال) بل لأنّ القنوات «عتلانة همّ» سلامة. ولو لم تُجبر على نقل فعاليات القمّة العربية في جدّة، لاستمرّت في إعطاء الموضوع الحيّز الأهمّ من نشراتها.

البداية طبعاً مع mtv، فهواؤها مفتوح للدفاع عن سلامة و«حزب المصارف» طالما أنّها تبثّ. المفارقة هنا، أنّها لم تعطِ وقتاً طويلاً لقضية بوروزي مقارنةً بما قامت به القناة عند الهجوم على القاضية غادة عون. لكن في الحالتَين، اعتبرت نفسها في الصفوف الأمامية لجيش الدفاع عن سلامة. ولذلك، فهي ليست بحاجة إلى التطويل طالما أنّ موقفها «معروف». هكذا التزمت القناة بالسردية التي قدّمها محامو سلامة حول عدم قانونية الاستدعاء وحقّه في عدم حضور أيّ جلسة استجواب، مع إضافة بعض «التحف» حول «التدخلات الخارجية بالشؤون اللبنانية»، التي لا تصدَّق خصوصاً أنّها تخرج من هذه القناة بالذات، مع الإشارة إلى اعتياد المحطة على انتقاد فرنسا نظراً إلى انعدام أيّ تأثير لذلك، على عكس دول غربية أخرى وتداعيات انتقادها المحتملة. لكنّ الصدمة بدت واضحة عند القناة مساء الثلاثاء، فلم تُشر في مقدّمة نشرتها لا من قريب ولا من بعيد، إلى مذكّرة التوقيف الدولية، ما يعني على الأرجح أخذ قسم التحرير وقته في درس طريقة التعاطي مع الخبر. أمّا مساء الأربعاء، فكان التركيز على القمّة العربية في جدّة.

نزار نمر- الاخبار

Leave A Reply