فرنسا ستتحرّك رئاسياً مطلع ايار… وترقب إشارات البخاري

كتبت صحيفة الديار تقول: لم تظهر حتى الآن اية علامات واضحة تترجم الانفراجات الاقليمية، بعد الإتفاق السعودي- الايراني على الساحة اللبنانية فيما خص ّ الاستحقاق الرئاسي.

وعلى عكس الاجواء الايجابية الخارجية المؤثرة على لبنان، فان حالة الجمود والمراوحة الداخلية مستمرة، لا سيما في ظل الانقسام العامودي الذي تحدث عنه الرئيس نبيه بري مؤخرا، وغياب او تعثر محاولات فتح قنوات الحوار بين الافرقاء الساسيين، للتفاهم على الاستحقاق الرئاسي .

مرجع بارز : فترة الانتظار لن تكون مفتوحة

ونقلت مصادر مطلعة لـ « الديار» عن مرجع بارز، ان حالة الاستعصاء الداخلية حتى الآن تتناقض مع الاجواء والمستجدات التي سجلت وتسجل في المنطقة، لافتا الى ان الاتفاق السعودي – الايراني لا بد ان يكون له مفاعيل على لبنان، ولا يراهن احد على تعثره لانه وقع لينفذ بكل ابعاده.

وحرص المرجع على القول، ان تحديد موعد ترجمة هذا الاتفاق وغيره من المستجدات الايجابية، لا سيما المتعلقة بالانفتاح السوري العربي على لبنان ستاخذ بعض الوقت، لكن فترة الانتظار لن تكون مفتوحة . ورأى ان هناك مناخا لملامح بدء مسار صحيح للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي على نار هادئة، آملا ان تتذلل العقبات الداخلية امام انتخاب الرئيس قبل تموز المقبل.

ترقب الموقف السعودي بعد عودة البخاري

وفي هذا السياق، تقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان الجميع يعوّل على الموقف السعودي، وان الانظار تتجه الى المملكة وما يمكن ان تقوم بها في شأن الاستحقاق الرئاسي، بعد التدخلات الفرنسية الاخيرة باتجاهها، وعلى ضوء الوضع المستجد في علاقتها مع ايران.

وتنقل المصادر عن قيادي بارز قوله انه بعد عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت، علينا ان نتابع وننتظر ما سيقوم به من اتصالات ولقاءات، وما يمكن ان يصدر عنه من موقف علني او خلال هذه اللقاءات . ووفقا للقيادي، فان صدور موقف مباشر او غير مباشر سيعكس مسار تعاطي السعودية مع الاستحقاق، وان صمته ايضا سيكون شكلا من اشكال التعبير .

ووفقا للمعلومات المتوافرة، فان السعودية لم تعط فرنسا مؤخرا جوابا واضحا حول مبادرتها، وان كل ما توافر حتى الآن هو ما نقلته الجهات الفرنسية المعنية لمسؤولين لبنانيين، بان هناك تغيرا في الموقف السعودي يحتاج الى مزيد من البحث والمتابعة.

ومن غير المستبعد ان تحمل الايام القادمة اشارات اكثر وضوحا في هذا المجال، لكن الاطراف اللبنانية لا تتوقع بان تقول المملكة انها تؤيد او تضع «فيتو» على هذا المرشح او ذاك.

تفسيرات لبنانية متناقضة للموقف السعودي

وفي هذا المجال، لا زالت التفسيرات للموقف السعودي موضع تجاذب بين القوى السياسية اللبنانية وفقا لاهواء كل فريق . فالمعارضة وعلى رأسها «القوات اللبنانية» تؤكد حسب مصدر نيابي في تكتل «الجمهورية القوية» لـ «الديار»، انه لم يطرأ اي جديد على الموقف السعودي حول الاستحقاق الرئاسي، فهي ترفض تزكية اسم مرشح معين، وكذلك الضغط على اي طرف في لبنان للقبول بهذا المرشح او ذاك وتحديدا بسليمان فرنجية، وتفضل ترك هذا الامر لارادة اللبنانيين والتعامل مع الرئيس الجديد وفقا للمواصفات التي تحدثت عنها.

اما الفريق الآخر فيقول لـ «الديار»، وفقا لمصدر نيابي في «الثنائي الشيعي»، ان الاتفاق السعودي – الايراني لا بد ان ينعكس على لبنان، وان الرياض تأخذ بعين الاعتبار الاجواء الناتجة عنه، من دون ان يعني ذلك انها ستقف مباشرة مع فريق دون آخر.

إنزعاج سعودي من كلام جعجع

وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لـ» الديار» امس ان السعودية منزعجة مما صدر عن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مقابلته التلفزيونية الاخيرة في بعض المواقف والعبارات، خصوصا عندما قلل من اهمية الاتفاق السعودي – الايراني واعتبره انه غير موجود، وعندما وصف الرئيس السوري بشار الاسد بالجثة، متجاوزا كل الحدود والاعتبارات للوضع المستجد على صعيد العلاقة بين الرياض وكل من طهران ودمشق.

خطوات فرنسية لتفعيل حراكها

من جهة اخرى، علمت « الديار» ان مراجع لبنانية تلقت من الجهات الفرنسية معلومات مفادها بان باريس عازمة على المضي في تنشيط تحركها بشأن الاستحقاق الرئاسي، وانها في صدد القيام بمزيد من الخطوات مع مطلع ايار، وهي تدرس التحضير لها على اكثر من صعيد. لكن مصير اللقاء الخماسي الذي جرى الحديث عن انعقاده في ايار لم يتوضح بعد، بانتظار استكمال الحراك الحاصل على غير محور.

حركة بو صعب

وفي ظل الجمود الداخلي، قالت مصادر مطلعة لـ»الديار» ان تحرك نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الاخير ولقائه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، هو محاولة لا ترتقي الى مستوى المبادرة الرئاسية، وان الهدف من تحركه، كما نقل عنه، هو محاولة احداث خرق في الجمود الحاصل، وفتح ثغرة او باب لحوار غير مباشر مع الاطراف السياسية من اجل الخروج من حالة المراوحة، وربما توفير المناخ لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

وقال مصدر نيابي ان تحرك بوصعب هو بمبادرة شخصية، وقد تهدف ايضا لاعادة فتح قنوات التواصل والحوار المباشر بين التيار الوطني الحر وحزب الله، خصوصا ان العلاقة بينهما في الوقت الحاضر تقتصر على اللقاءات بين نواب الكتلتين، على هامش النشاط البرلماني في المجلس.

اضاف المصدر ان بوصعب يرغب في ما يمكن وصفه العمل لاعادة تصويب العلاقة والحوار حول الاستحقاق الرئاسي. ولم يستبعد ان يتطور البحث اذا نجح مسعى بوصعب الى مناقشة امكانية توفير مناخ انعقاد جلسة انتخاب الرئيس وتأمين نصابها، من دون ان يعني تغيير موقف التيار المعارض لفرنجية.

لا حوار بين «القوات» و»الوطني الحر»

وفي خصوص ما وصف بمبادرة يسعى اليها النائب غسان سكاف، قال مصدر نيابي في «التيار الوطني الحر» لـ»الديار» ردا على سؤال حول الاتصالات الذي يحكى عنها لحوار مباشر بين «التيار» و»القوات»، انه لا شيء جديدا على هذا الصعيد. ولفت الى ان التواصل بين الطرفين يقتصر على احاديث بين نواب الفريقين في مجلس النواب، على هامش النشاط العادي حول مواضيع مختلفة.وفي المقابل، اكد مصدر نيابي في «القوات» لـ»الديار» ان «القوات» ما زالت على موقفها، وانه لا يوجد حوار مع «التيار الوطني الحر» حتى الآن، لافتا ان موقفنا واضح من موضوع الرئاسة، وننسق ونتشاور مع اطراف المعارضة.

ازمة النازحين السوريين

على صعيد آخر، ما زالت التطورات المتصلة بازمة النازحين السوريين تتفاعل على غير صعيد، لا سيما في ظل محاولة استغلال الوضع لتأجيج الموقف، واحداث توترات في لبــنان.

وعلمت «الديار» انه بعد الاجتماع الموسع الذي ترأسه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مؤخرا، تتجه الجهات الرسمية اللبنانية المختصة الى خطوات عديدة في اطار تطبيق القوانين المرعية بحق الذين لا تنطبق عليهم صفة النازحين، والموجودين في لبنان بطريقة غير موثقة او شرعية .

لذلك، طلبت وزارة الداخلية من مفوضية اللاجئين «الداتا» الخاصة باللاجئين . وذكرت المعلومات ان المدير العام للامن العام بالانابة العميد الياس البيسري، الذي كلف بمتابعة هذا الملف، طلب «الداتا» من المفوضية التي وعدته بالتجاوب مع طلبه.

كم افادت المعلومات ايضا، ان البيسري زار دمشق وبحث مع مسؤولين سوريين في ملف النازحين بعلم من ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي.

من جهة ثانية، طلب وزير الخارجية عبدالله بو حبيب خلال لقائه رئيس ادارة الشرق الاوسط في الخارجية السويدية صوفي بيكر توضيحات رسمية حول التصريحات المتداولة في «فيديوهات» المواطن السويدي كمال اللبواني ( معارض سوري الاصل ) التي يحرض فيها النازحين السوريين على مخالفة القوانين اللبنانية، وعلى العنف والكراهية وحمل السلاح.

Leave A Reply