في لبنان “متاحف خاصة” لا تزال صامدة “بلا دعم”

كارين اليان ضاهر – اندبندنت

تبرز في لبنان المبادرات الخاصة بأثرياء في البلاد للحفاظ على التراث الثقافي. ففي ظل غياب الدولة عن المشهد نتيجة الأزمة الاقتصادية التي طاولت مختلف القطاعات، استطاعت بعض الأسر أن تحافظ على إرث لبنان الثقافي بمتاحف خاصة أراد من خلالها مؤسسوها مشاركة الناس شغفهم هذا ونقل ما جمعوه من مقتنيات ثمينة في حياتهم مع إصرار على الصمود بتمويل ذاتي بالكامل، على رغم الأزمة وغياب الدعم لهذه الكنوز الثقافية.

في المقابل، ثمة متاحف خاصة عريقة أغلقت أو في طريقها إلى الإغلاق بسبب غياب دعم الدولة. وبينما تأخذ المتاحف الخاصة المتمركزة في بيروت الحيز الأكبر من الاهتمام فتسلط عليها الأضواء، تكثر تلك التي في خارج العاصمة ولا تقل أهمية لما فيها من غنى تراثي وثقافي ولما فيها من مقتنيات ثمينة ونادرة تعكس الوجه الحضاري للبلاد، ومن هذه المتاحف ما تحول إلى مكان رئيس للتعليم والإلهام والحوار يجتمع فيه عشاق العلم والثقافة.

متحف ميم للمعادن

يعد متحف ميم للمعادن نادراً من نوعه، ويحتوي على أكثر من 2000 معدن من أكثر من 77 دولة في مختلف أنحاء العالم، تتميز بأشكالها المتنوعة وألوانها وقصصها فتثير إعجاب كل زواره من كبار وصغار، بخاصة مع وجود ثاني أهم مجموعة من المعادن الخاصة في العالم.

يضم المتحف مقتنيات فريدة من نوعها، وفق ما أفادت مديرته سوزي حاكيميان، وتشير إلى أن سليم إده (أحد أبرز الشخصيات اللبنانية المغتربة في العاصمة الفرنسية باريس) كان يجمع المعادن منذ عام 1997 إلى أن قرر مشاركة شغفه هذا مع الناس ليعيشوا هذه التجربة ويكتشفوا قسماً من أهم المعادن من مختلف أنحاء العالم.

تضيف حاكيميان “كانت هذه الانطلاقة لإقامة المتحف الذي أراده مؤسسه أن يكون في وسط العاصمة وعلى علاقة مع جامعة، فأقيم في حرم الابتكار والرياضة التابع لجامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين.

افتتح متحف “ميم” في عام 2013 ويضم مجموعة من مقتنيات سليم إده من المعادن التي تعرض بأساليب متطورة وتجهيزات هدفها إبرازها بشكل أمثل. ويحتوي المتحف أيضاً على أجهزة إلكترونية وألعاب، إضافة إلى كتيب الإرشاد التقليدي الذي تعرض فيه المقتنيات مع التفسيرات المطلوبة.

وإضافة إلى المعادن، يضم المتحف مجموعة من الأسماك المتحجرة التي اشتراها إده من بيار أبي سعد، الذي يملك مجموعة خاصة منها، بحسب حاكيميان، كانت هناك غرفة إضافية في المتحف لإقامة المعارض المؤقتة من مجوهرات وغيرها، إلى أن اتخذ القرار بالاستفادة منها لعرض الأحافير كإرث لبناني قيم لا تفريط فيه، موضحة أن لبنان كان تحت سطح البحر قبل مليون عام، وتتوافر فيه أفضل الأحافير من الحقبة الممتدة بين 90 مليون إلى 100 مليون سنة قبل الميلاد، مشيرة إلى أن المتحف ينتظر التوسع عبر إقامة زوايا خاصة للتاريخ الطبيعي في وقت قريب.

تقول حاكيميان إن “المتحف ممول بالكامل من مؤسسه من دون أي دعم من الدولة أو وزارة الثقافة. وعلى رغم أن التحديات كثيرة، لم يتوقف يوماً عن العمل، خصوصاً أنه يعد مصدر رزق لكثيرين ووجهاً حضارياً وثقافياً للبنان. وفي الوقت نفسه قرر الحفاظ على تذكرة دخول بسعر زهيد لاستقطاب العدد الأكبر من عشاق الثقافة فيما الدخول مجاني للأطفال دون 12 سنة.

تختتم مديرة المتحف إفادتها بمناشدة الدولة دعمه عبر استراتيجية لنشر الثقافة على نطاق أوسع، قائلة إنه “حتى تستمر المتاحف لا بد من توافر حياة ثقافية لتستقطب مزيداً من الناس”.

متحف سرسق

يعد متحف سرسق أحد أهم المعالم الحضارية للعاصمة اللبنانية ومن أهم نقاط الجذب على المستوى الثقافي بمجموعاته الفنية القديمة منها والمعاصرة وببرامجه وأنشطته التفاعلية، اسم المتحف الرسمي هو “متحف نقولا إبراهيم سرسق” ويقع بمبناه الأنيق الذي تختلط فيه الملامح العثمانية والإيطالية في أحد أحياء بيروت الشهيرة التي تعرف بـ”حي السراسقة”.

يحكي مبنى المتحف كثيراً عن تاريخه العريق الذي يعود إلى عام 1912 عندما بناه نقولا إبراهيم سرسق، الذي كان أحد وجهاء بيروت، على نمط الفلل الإيطالية وكان ذواقاً ومحباً للفن، وأوصى بنقل ملكية قصره ومحتوياته إلى مدينة بيروت شرط تحويله إلى متحف للفنون الوطنية والعالمية لنشر المعارف الفنية ودعم الفنانين اللبنانيين وعرض أعمالهم فيه والترويج لها.

بعد وفاته في عام 1952، انتقلت ملكية قصره إلى بلدية بيروت إلا أن وصيته لم تحترم فتحول أولاً إلى مضافة رسمية لاستقبال الملوك ورؤساء الدول الذين يزورون لبنان، بناءً على أمر رئيس الجمهورية آنذاك كميل شمعون، لكنه عاد وتحول إلى متحف في عام 1961 وقد افتتح بـ”معرض الخريف” الذي أصبح تقليداً سنوياً بعدها، ثم توالت المعارض الكبرى المحلية والعالمية فيه من الفن البلجيكي المعاصر إلى الفن الإسلامي، ثم أصبح يبني شيئاً فشيئاً مجموعاته الخاصة، حتى بات يمتلك اليوم خمس مجموعات مختلفة، منها ما يعرض بشكل دائم في أدواره العليا وهي مجموعة نقولا سرسق من المفروشات والإكسسوارات التزيينية والأعمال الفنية التي اقتناها أو تلقاها كهدايا والمجموعة الشرقية التي تضم تحفاً من الفن الإسلامي القديم وصولاً إلى الفن العثماني والأيقونات البيزنطية، ومجموعة فؤاد دباس التي تتألف من نحو 30 ألف صورة فوتوغرافية للشرق الأوسط تعود إلى ما بين عام 1830 وستينيات القرن العشرين، ومجموعة الفن الحديث والمعاصر، وتضم أعمالاً لفنانين عالميين ولبنانيين.

كما تضاف إلى هذه المجموعات القيمة “مجموعات خاصة” يمتلكها المتحف، وتضم مجموعة من أعمال الطباعة الحرفية اليابانية التي قدمتها سفارة اليابان هدية للمتحف بعد إقامته معرضاً خاصاً لهذا الفن، وإضافة إلى معارضه الدائمة، يستقبل المتحف معارض مؤقتة ويقيم أنشطة تفاعلية متنوعة.

في ظل الأزمة الحالية، يمر المتحف بأوقات عصيبة في غياب أي دعم للحفاظ على هذا الصرح التاريخي العريق والوجه الثقافي المهم للبلد، فكان الحل الوحيد بإغلاق أبوابه في أيام معينة وبالحد من أنشطته ومن المعارض التي تقام فيه، مع حرص مسؤوليه على بقائه مجانياً والاعتماد على عائدات المعارض المؤقتة حتى لا يشكل الحاجز المادي عائقاً يمنع وصول الثقافة إلى الفئات الاجتماعية كافة.

متحف الحرير

يقع متحف الحرير في بلدة بسوس بجبل لبنان، وتحديداً في مصنع حرير سابق افتتح في أوائل القرن العشرين حتى عام 1950 مع تراجع الصناعة التي غلب عليها الإنتاج الضخم من الحرير الصناعي الصيني.

في عام 1973، اشترى جورج والكساندرا عسيلي العقار وحرصا على ترميمه وتحويله إلى متحف فتح أبوابه للناس في عام 2001 بهدف إعادة سرد تاريخ صناعة الحرير التي استمرت 1500 عام، إلى حين إقفال مصنع الحرير الأخير. علماً بأن إنتاج الحرير قد شكل جزءاً من تاريخ لبنان وتراثه، ويذكر بالتبادلات الخارجية منذ القدم بين لبنان والشرق من جهة والغرب من جهة ثانية.

يشمل المعرض دودة القز كجزء من المجموعة الدائمة للمتحف، حيث تعرض فيه عملية “تفريخ” دودة القز التي تؤدي إلى إنتاج خيوط الحرير والنسيج في مراحل مختلفة، كما تعرض فيه منتجات الحرير المصنعة محلياً كفساتين السهرة اللبنانية التقليدية والسراويل الحريرية التي كانت ترتديها الأميرات في القرن التاسع عشر، وفساتين من الحرير ارتدتها ملكات وأميرات وسيدات مجتمع من حول العالم، ويتضمن المتحف أيضاً جناحاً مخصصاً للحرير وجناحاً يضم كنوز عائلة أنطاكي في حلب، ويعود تاريخها إلى القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20.

كما يمكن لزوار المتحف مشاهدة صور للمزارعين العاملين في مجال إنتاج وجمع الحرير وديدان الحرير، وكان المتحف يقيم أيضاً معارض مؤقتة من حول العالم، واستضاف أيضاً مجموعات خاصة من الأزياء القبلية، لكن من بداية الجائحة ومع اشتداد الأزمة، أقفل أبوابه ولم يفتح حتى اليوم نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

متحف الصابون

في عام 1996، بادرت أسرة عودة وهي من المصرفيين في صيدا جنوب لبنان إلى إعادة تأهيل مصنع الصابون القديم، الذي بني في القرن الـ17 وحولته إلى متحف يسترجع تاريخ البلاد في صناعة الصابون وتطورها مع مرور الوقت من عصر الفينيقيين إلى عصر الدولة العثمانية، وكانت الأسرة قد اشترت المبنى في عام 1880 وأبقته آنذاك معملاً للصابون استمر في الإنتاج حتى الحرب الأهلية في عام 1975 إلى حين إعادة تأهيله وافتتاحه من جديد.

وافتتح المتحف ذو البناء القرميدي بقناطر حجرية في عام 2000، ويمكن لزواره مشاهدة عرض توضيحي لكيفية صناعة صابون زيت الزيتون التقليدي والتعرف على تاريخ تقاليد “الحمام”.

ويقدم القسم التاريخي للمتحف القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء عمليات التنقيب في الموقع من بقايا فخار تعود إلى الفترة الممتدة ما بين القرنين الـ17 والـ20.

متحف نابو

بنى رجل الأعمال جود عدرا متحف نابو في منطقة الهري في شمال لبنان، ليضم مجموعته التي تحتوي على أكثر من 2000 قطعة من أعمال فنية معاصرة فريدة تعود لأهم الفنانين وآثار تعود إلى أوائل العصر البرونزي والحديدي وإلى الحقب الرومانية واليونانية والبيزنطية، إضافة إلى مخطوطات نادرة ومواد إثنوغرافية، كما يتضمن المتحف مجموعة فريدة من الرقميات المسمارية التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين 2330 و540 قبل الميلاد، وتروي هذه الرقميات حكايات ملحمية ومعلومات عن جماعات عرقية وخرائط المدن القديمة، ويحمل المتحف اسم إله الكتابة والحكمة في بلاد ما بين النهرين.

متحف روبير معوض

هو قصر روبير معوض الذي يقع في منطقة زقاق البلاط في وسط العاصمة بيروت، بني القصر في عام 1890 من قبل عائلة فرعون السياسية، وأضاف هنري فرعون تحسينات عديدة عليه وزوده بعديد من التحف الثمينة طوال فترة إقامته فيه، وفي عام 1990 انتقلت ملكية القصر إلى روبير معوض الذي أعاد ترميم المبنى والواجهات، فيما حافظ على كل ما تركته عائلة فرعون، كما أضاف غرفتين خاصتين بمجوهرات معوض وأضاف مكتبة كميل أبو صوان التي أعادها إلى لبنان وتحتوي على مخطوطات قديمة ونادرة.

وتحول القصر فعلياً إلى متحف في عام 2006 وهو يحتوي على مجموعة واسعة من القطع التراثية من تحف شرقية وغربية وإسلامية ومسيحية وقطع أثرية ثمينة جمعتها كل من عائلتي فرعون ومعوض، كما أقيمت فيه ندوات وأنشطة ثقافية عديدة وقد رسم ووقع أول علم لبناني فيه، ومن أبرز قطعه الثمينة ثاني أضخم ماسة في العالم ويبلغ وزنها 79 قيراطاً وتعود إلى عام 1893، وساعة جيب من الزمرد يعود تاريخها إلى القرن الـ15، والعقد الماسي الذي وضعته الملكة إليزابيث الثانية يوم زفافها عام 1947، وأسلحة قديمة وسجاد وقطع حجرية منحوتة ورخام متعدد الألوان وقطع معدنية قديمة وفخار إسلامي وتماثيل فينيقية ورؤوس أعمدة بيزنطية وزخارف خشبية من دمشق وحلب.

وبسبب الظروف والطوق الأمني المفروض في محيط المتحف في وسط بيروت، أقفلت أبوابه وهو لا يستقبل الزوار حتى اللحظة.

قصر دبانة

يعد من أهم المعالم التاريخية والأثرية في مدينة صيدا، بني في عام 1721 ليكون مقراً لوالي المدينة العثماني، وفي عام 1850 اشتراه يوسف لطفي دبانة الذي كان قنصلاً لصقلية ونابولي ثم انتقل إلى أبنائه وأحفاده، واحتله مسلحون في فترة معينة حتى عاد إلى العائلة وقرر روفائيل دبانة ترميمه وتحويله إلى متحف، وهو كذلك من عام 2001 ويستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم برسم دخول زهيد رفعه القيمون عليه بشكل بسيط أخيراً للاستمرار في ظل الأزمة.

معايير المتاحف

يتخطى عدد المتاحف الخاصة 25 متحفاً، وفق ما توضحه في حديثها مع “اندبندنت عربية” المديرة العامة للهيئة العامة للمتاحف آن ماري عفيش، لكن لا يعد كل عرض لمقتنيات متحفاً بالمعنى الحقيقي للكلمة، علماً بأنه إضافة إلى المتاحف التي أقامها أثرياء من لبنان وأسر قررت مشاركة الناس ما جمعته من مقتنيات، هناك متاحف سياسية مهمة أسستها جهات معينة وأحزاب مثل متحف الاستقلال في مدينة جونية الساحلية لحزب الكتائب، إحياء للذكرى الـ44 لاندلاع الحرب الأهلية، ومتحف مليتا الذي أقامه “حزب الله” عن المقاومة، وقد افتتح في جنوب لبنان في عام 2010 احتفاءً بالذكرى العاشرة لانسحاب إسرائيل من لبنان، ومن المتاحف الخاصة أيضاً تلك التابعة لجامعات.

وفق ما توضحه عفيش، ثمة معايير معينة يستند إليها في تصنيف المتاحف التي تقام بمبادرات خاصة وبتمويل خاص أياً كانت القطع التي تعرض فيها وأياً كانت القصة التي تخبرها، وبعد أن كان تصنيف هذه المتاحف يتم عبر وزارة السياحة، انتقلت هذه المسؤولية بمرسوم إلى وزارة الثقافة في عام 2016، فتضع الهيئة العامة للمتاحف المعايير لتصنيفها كمتاحف وإدراجها ضمن لوائح المتاحف الوطنية، بعد أن يتقدم مؤسسوها بطلب إلى الوزارة.

في مثل هذه الحالة ترسل الوزارة خبراء في المتاحف للكشف والتقويم والتأكد من مطابقتها المعايير العالمية المعتمدة “ICOM” التي وضعتها الـ”يونيسكو”. ويتحقق الخبراء من المكان وما إذا كان موافقاً للمعايير المطلوبة وتتوافر فيه شروط السلامة العامة وشروط استقبال الزوار ومن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى هذا الأساس يصدر الفريق تقريراً يؤكد أن المتحف مطابق للمعايير وأنه يرمز إلى التراث الوطني مع وصف للمكان ودعوة لتصنيفه كمتحف في حال وجود عرض متحفي مقبول مع شرح وطريقة عرض هادفة. كما أن الوضع القانوني للمكان من المسائل التي تؤخذ بالاعتبار.

تقول عفيش، إن “جميع المعايير مطلوبة من النواحي التقنية والقانونية، إضافة إلى شروط تتعلق بالمجموعات المعنية، ويمكن الموافقة على أي نوع من المجموعات في حال توافر الشروط وأتت مطابقة للمعايير، فالأهم هو ألا تنخفض مستويات المتاحف، بل أن تكون على مستوى متحف وطني، فيما نحرص على تشجيع هذه المبادرات التي تشكل وجهاً ثقافياً مهماً للبنان”.

وزارة الثقافة اللبنانية لا تقدم أي دعم مادي لهذه المتاحف، فتمويلها خاص وسيبقى كذلك، فيما تكتفي الوزارة بالدعم التقني والفني والمواكبة والتوجيه بهدف تطويرها على مستوى دولي وعبر إقامة لوائح بالمجموعات التي فيها للتوثيق ودعوتها لإقامة أنشطة ومنشورات وتشجيعها لتنشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجذب العدد الأكبر من الناس نحو هذه الأنشطة الثقافية.

ولعل أبرز الأنشطة التي تعاونت فيها الوزارة مع متاحف في بيروت وخارجها، “ليلة المتاحف” بدعم من ممولين بمناسبة الشهر الفرنكوفوني، في ما عدا ذلك استطاعت هذه المتاحف الصمود بتمويل ذاتي في قسم منها، لكن منها ما يواجه صعوبات كثيرة تمنعها من الاستمرار ما يهدد بخسارة هذه الكنوز الثقافية ما لم يتم التحرك بجدية للحفاظ عليها.

Follow Us: 

Leave A Reply