لهذه المعطيات والمسلمات فرنجيه لرئاسة الجمهورية

مرسال الترس – الجريدة

منذ بدأ مجلس النواب اللبناني، في الأول من تشرين الأول الماضي، خوض غمار الانتخابات الرئاسية لاختيار الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال، وطيف سليمان فرنجيه يحلّق فوق ساحة النجمة.

كانت “اللقمة” قد وصلت إلى فم سليمان فرنجيه في العام 2016، قبل الاتفاق على دخول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا.

للرجل حيثيته ومعطياته لأن يكون أحد الأسماء البالغة الجدية عند أي استحقاق رئاسي، استناداً الى سلسلة من المسلمات، ومن أبرزها:

مارونياً، هو ابن بيت سياسي عريق في السياسة اللبنانية، لم تشبه شائبة. وإذا كانت القوى السياسية المتحكمة بالساحة المارونية اليوم، وأبرزها “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”الكتائب” قد أعلنت انكفاءها عن تأييده، فليس لأنه لا يمثل مارونياً، بل لأنه الأقدر على التواصل مع الجميع، خلافاً لآخرين كُثُر، ولأنه تخطى جميع العقبات التي رُفعت في وجهه، وفتح صفحات جديدة من منظار تعزيز الوجود المسيحي في الشرق، في وقت كان سواه إما متساهلاً، أو متواطئاً، أو منغمساً في مخططات واستراتيجيات لم تجلب إلاّ الويل على الطائفة، وهدرت الكثير من حقوقها في تركيبة النظام، وما زالت تفتش عن مصالحها الضيّقة عند هذا الاستحقاق أو ذاك، وفق ما يرى المتحمّسون لترشيح فرنجيه.

يشير هؤلاء “المتحمّسون” إلى أنه عندما دخل “التيار البرتقالي” و”القوات” نفق اتفاق معراب، أقدما على عزل كافة القوى الأخرى، وحصرا بنفسيهما التمثيل الماروني تحديداً والمسيحي عموماً، ولم يقيما وزناً لأية قوى حزبية أو سياسية أخرى لا أحد يستطيع إنكار تمثيلها. في حين أن الجميع يدرك الخلفيات الحقيقية لقوة “البرتقالي” و”القوات” الانتخابية المرتبطة بهذه الظروف المحلية أو تلك الامتدادات الخارجية، منذ ما بعد الطائف حتى الانتخابات الأخيرة،

أما فرنجيه، فقد أكد مراراً وتكراراً، أنه على استعداد لإعطاء كل ذي تمثيل قدر تمثيله، وليس إلغاء الآخرين كما فعل الآخرون.

وإذا ما تم احتساب موقف الصرح البطريركي الماروني على مسافة واحدة من الجميع، فإن حيثية “الفيتو” التي يمتلكها “التيار الوطني الحر” و”القوات” مارونياً، ما هي الاّ نقطة ضعف جراء علاقتهما، صراعاً أو تحالفاً، التي لم تجلب إلاّ الويل على الطائفة المارونية، وما يحصل بالنسبة للاستحقاق الرئاسي وصلاحيات الرئاسة هو نتيجة ما ارتكباه من أخطاء بحق الطائفة، بحسب مؤيدي رئيس “المرده”.

لكل هذه المعطيات وسواها، يبقى فرنجيه مرشحاً طبيعياً ودائماً لرئاسة الجمهورية. وبالتالي فإن ترشيحه ما زال قائماً، وهو لم يتأثّر بالمواقف التي صدرت عن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وعن رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع.

في رأي المتحمّسين لوصول فرنجيه إلى قصر بعبدا، فإن رئيس الجمهورية لا يختاره شخص ولا يملك أي شخص القدرة على منع أي مرشّح. وتبعاً لذلك، فإن ورقة فرنجيه “لم تحترق”، وهي ما تزال ورقة قوية، والوقت كفيل بإثبات قدرة فرنجيه على التواصل مع جميع القوى، وكذلك قدرته على خلق مناخ مريح خارجياً لإعادة ربط لبنان بالخارج بعد فترة من العزلة، خصوصاً أنه قد يكون الوحيد من بين الأسماء المطروحة للرئاسة، الذي يستطيع الموازنة بين دمشق والرياض، بحسب المتحمّسين لفرنجيه.

Leave A Reply