الفوعاني: للتفاهم بين الافرقاء توصلا لانتخاب رئيس

اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية ل”حركة امل” مصطفى الفوعاني خلال ندوة عبر تطبيق zoom عن “الاستقلال في مفهوم حركة أمل”، ان “الحركة تؤمن بلبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، وتسعى الى حفظ حدود الوطن وحفظ المجتمع، وتؤكد ضرورة التصدي لكل اطماع العدو الصهيوني”.

وارتكز على “نظرة عميقة انطلق منها الامام موسى الصدر يوم القى محاضرة في الجامعة الاميركية لمناسبة عيد الاستقلال، وفيها يركز على ضرورة حفظ الوطن والانسان، ومن يقرأ المحاضرة ير كأنه يتحدث اليوم لا في العام ١٩٧٤، وهذه رؤيوية نافذة إذ يرى الإمام موسى الصدر أن الاستقلال في مفهومه العميق ليس فقط تحررا من الجيوش الاجنبية بل يمتد معناه إلى التحرر السياسي والاقتصادي والفكري والثقافي والنقص في استقلال لبنان بالطائفية وبالشكل الذي تمارس هي بلاء لبنان واساس محنته، رغم أني أؤمن بطبيعة عملي وقناعاتي بأن الدين والاديان ثروة بشرية كبرى تؤدي خدمة أفضل”.

وتابع:”في مسألة الدفاع عن الوطن خاطب الامام الدولة : أيها المسؤولون إذا كان الدفاع عن الجنوب متعذرا عليكم بسبب أو بآخر، فليسمح لنا كمواطنين أن ندافع كدفاع المقاومة ونتصدى لجيوش العدو والذين يدخلون قرانا. كما أعلن الامام : ماذا بقي لنا من الاستقلال؟ الاحتفال بعيد الاستقلال. فاذا اختيرت الطائفية للبنان لانسجامها مع الفئوية قبل الاستقلال، وكانت وسيلة للانفتاح والتعايش، فهي اليوم تمنع وتخدش الاستقلال وهي تحول دون التطور والتنمية. إن مفهوم الاستقلال عندهم تحول إلى استغلال سياسي، وحرية الاقتصاد الحقيقي عندهم حرية الاحتكار، والاستقلال الفكري والثقافي غدا حرية فرض ثقافة معينة لمؤسسات اجنبية هي التي تحكم في هذا المجال. هذا هو الاستقلال الذي يريدونه ماذا بقي لنا من الاستقلال؟ بقي لنا الاحتفال به، لقد خلقوا القلق وعدم الثقة، أما طائفة الله والمؤمنين به فهي الإنسان الذي لا يرضى بظلم أخيه الإنسان والذي لا ينمو على امتصاص دماء الآخرين. فالوحدة الوطنية بنظرنا هي تمتع كل فرد بمختلف معاني الاستقلال في التعبير في التفكير في العمل، في الحياة، في الغذاء. في الدواء، في الخبز، هذا مفهومنا للوحدة الوطنية”.

واضاف:”أراد الامام الصدر ان يترجم الوطنية الحقة بعيدا من الشعارات فاقترح على الطلاب أن ينام في كل شهر واحد منهم في الجنوب ليلة واحدة كالمرابطين في الجنوب، حتى يلمس كل القرى الحدودية، بذلك سنجدد دائما احساسنا ومعايشتنا للمحرومين هناك، ودعا أيضا الطلاب إلى قضاء ليلة مع الفقراء في الكرنتينا أو عكار، أو جرود الهرمل فالله جعل انبياءه كلهم من الفقراء والايتام”، لافتا الى ان “هذه النظرة بعمقها يؤكدها الرئيس نبيه بري في كلمة له في العام ١٩٨٩ إذ رأى : ان الاستقلال الحقيقي لا يكون: أن يقفوا على محطة الذكرى، في محاولة لتغييب الذاكرة. ولأنهم يحاولون إعادة انتاج أنفسهم والنظام، فإننا نفتح صفحة التاريخ ليوم مقاوم، ليوم استقلال حقيقي. امضوا في صناعة فجر الاستقلال، لأنكم التعبير عن ممانعة شعبنا ومناعته في مو اجهة الاحتلال الإسرائيلي، والاستغلال الداخلي الذي أرادوا تكريسه وطمس حقيقتكم”.

وقال:”لم يبدأ الاستقلال في الثاني والعشرين من تشرين الثاني كما يزعمون. بل بدأ، فعلا على بوابة بيروت الجنوبية عند خلدة في السادس والسابع من حزيران العام 1982، يوم نهضت مجموعات أفواج المقاومة اللبنانية من مدينة الزهراء للتصدي للاجتياح. بدا الاستقلال فعلا شعبيا مكرسا في الحادي والثلاثين من آب 1982 في مدينة صور برفع شعار (إسرائيل شر مطلق) و(التعامل معها حرام)، و(مقاومة حتى تحرير الأرض والإنسان)”.

وتابع:”هناك مسافة بين ما سموه استقلالا وبين الفعل المقاوم من أجل استقلال وطن ارادوه عنوانا لمرحلة طويلة من استغلال شعبنا وحرمانه، وأردناه مفهوما واضحا مكتسيا بالتضحيات لمعنى الدولة والعاصمة والحدود، ولمفهوم الوطن والمواطن والمواطنية. لهم رصاص الأهاريج، وعليكم أيها المقاومون ضريبة الدم، انتم المنارة والهداية من فوهات بنادقكم، أنتم الأمل”.

وتحدث عن “الجهود التي بذلها الرئيس نبيه بري ويبذلها من اجل الخروج بحلول لازماتنا الداخلية ولا سيما ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وهو أشار بذلك اذ قال: كي لا يتحول الإستقلال إلى ذكرى يجب ان يبقى الإستقلال نهج حياة وفعل يومي لإرادة وطنية واحدة وموحدة، حيال كل العناوين المتصلة بحياة الدولة ومؤسساتها وإنسانها في الحرية والكرامة والأمن والإستقرار. وأضاف الرئيس بري: الإستقلال بدأ قبل 79 عاما من الآن برئاسة وحكومة أين نحن اليوم”؟

وأكد الفوعاني أن “ما يبدو من إنسداد أفق نتيجة تعنت بعض القوى السياسية التي اضاعت بوصلة الحوار لتدخل في متاهات لا توصل إلى انجاز الانتخابات الرئاسية، يستدعي الاصرار على إجرائها، ولا بد من الانتباه إلى المخاضات التي يمر بها لبنان وضرورة العودة إلى فتح ابواب الاتصال بين مختلف الفرقاء السياسيين وصولا إلى تفاهم يسهل انتخاب رئيس جديد يكون قادرا على الجمع واعادة انتظام عمل المؤسسات”، مشيرا الى ان “الوضع المتأزم يستوجب تحييد المشكلات الداخلية وعدم تلكؤ المؤسسات الدستورية وبالأخص الحكومة ولو كانت حكومة تصريف أعمال، عن القيام بواجباتها الاساسية وبأدوارها التي تحتمها عليها المسؤولية الوطنية منعا للشلل في ادارات الدولة، ولتأمين إحتياجات الناس خصوصا على أبواب فصل الشتاء، ووقف الانهيارات المتلاحقة في القطاعات كافة، وإنهاء جنون اسعار المواد الاستهلاكية والطبابة”.

وختم مؤكدا ان “حركة امل دانت بشدة العدوان الاسرائيلي المستمر والمتمادي على الشقيقة سوريا واستباحة الاجواء اللبنانية لقصف العمق السوري”، داعيا المجتمع الدولي إلى “عدم الكيل بمكيالين وإدانة الكيان الصهيوني على ارتكاباته الارهابية وجرائمه المستمرة ايضا على الشعب الفلسطيني بشكل يومي يستهدف الاطفال والنساء والشيوخ وتهديم المنازل. والشعب الفلسطيني الذي يسطر اروع البطولات في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية يتحصن بالدعم والمؤازرة والوقوف إلى جانبه من كل المؤسسات الدولية والانسانية والحقوقية”.

Leave A Reply