الأحد, مايو 19
Banner

الحوار الجدي لانتخاب رئيس للجمهورية لم يبدأ بعد وأقرب فرصة رأس السنة

كتبت صحيفة “الديار” تقول:

اظهرت الجلسات النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية ان معظم الافرقاء السياسيين يغلبون الخطاب الطائفي والمذهبي وتصفية الحسابات ويتلهون بالسجالات التي لا فائدة منها، في حين ان الوطن بحاجة الى مشروع انقاذي والى توافق داخلي لتقريب وجهات النظر الى ان يصار معركة رئاسية تنافسية ديموقراطية يفوز بها الذي يحصل على الاكثرية النيابية.

واذا كانت التسوية هي العنوان السائد لاي استحقاق لبناني سواء اكان حكوميا او رئاسيا او نيابيا، فلتجتمع القوى المسيحية لتتفق على شخصية وطنية موضوعية كي تدعمها الكتل من الطوائف الاخرى. ولكن لا حياة لمن تنادي!

ويواصل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وضع الفيتوات على عدة شخصيات لان باسيل يعتبر في قرارة نفسه ان لديه حظوظا في الوصول الى قصر بعبدا ولذلك يقطع الطريق على اي مرشح مسيحي ليعزز فرصته بتلقف اشارات جديدة قد تطرأ على المشهد اللبناني التي ربما تعيد خلط الاوراق وتسهل وصوله الى سدة الرئاسة.

والمؤسف وفقا لاوساط سياسية مطلعة قالت لـ «الديار» ان توقعات باسيل غير منطقية لناحية ان يصبح رئيسا اضافة الى ان حساباته السياسية لا تتماشى مع الواقع ولذلك ترى هذه الاوساط السياسية ان فيتو باسيل على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كما على قائد الجيش العماد جوزاف عون ناهيك عن رفضه الحوار مع القوى المسيحية على غرار الكتائب والقوات اللبنانية لايجاد مرشح وسطي مقبول مسيحيا من هؤلاء الاطراف يعطل البلد.

في هذا السياق، قالت اوساط مقربة من حزب الله لـ «الديار» ان الاجتماع الذي حصل بين امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لن يكون الاول ولا الاخير بل سيتبعه اجتماعات اخرى بين السيد وباسيل الى ان يتم الاتفاق على مرشح.

بداية ، المقاومة تسعى لتعزيز الهدنة بين حركة امل والتيار الوطني الحر لتكون مكونات 8 اذار تتعامل مع بعضها بلغة الحوار والهدوء ليصار لاحقا الى الاتفاق على مرشح رئاسي يرضينا جميعا. واضافت الاوساط المقربة من حزب الله ان المقاومة واقعية وتعلم ان لدى باسيل 20 نائبا ومن دون كتلته لا يمكن ان نبادر الى ترشيح شخصية قبل الاتفاق في ما بيننا. وبعد ان يحصل اجماع على اسم ، سنحاور سائر الكتل النيابية لنقنعها بمرشحنا وبالتالي للحصول على الاكثرية النيابية التي تضمن فوز مرشحنا الرئاسي.

وفي المعلومات السياسية الهامة ووفقا لمصادر سنية مطلعة في بيروت، ان الوزير جبران باسيل ما زال رافضا لانتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية حيث ان الرئيس السوري بشار الاسد وسماحة السيد حسن نصرالله حاولا اقناع باسيل بانتخاب فرنجية الا ان باسيل لم يقبل بذلك.

هل من خوف على تفاهم الترسيم البحري مع فوز نتنياهو بالاغلبية البرلمانية؟

في هذا النطاق، اوضح مسؤول في حزب الله للديار ان بنيامين نتنياهو كان موجودا لقرابة 15سنة في الحكم في الكيان الصهيوني، وكان لبنان طيلة هذه المدة قويا ومقاومته ايضا، فالبنسبة لحزب الله لم يتغير اي شيء مع فوز نتنياهو بالاغلبية البرلمانية. واضاف المسؤول ان كل ما في الامر ان عدوا من حزب يميني فاز على عدو اخر من حزب يساري ولكن لم يتغير شيئا في الجوهر.

وحول ضمان تفاهم الترسيم البحري بين لبنان والعدو الاسرائيلي، فهذا الدور هو للولايات المتحدة التي حصلت المفاوضات بواسطتها اما اذا تراجع العدو الاسرائيلي عن التفاهم ومنع لبنان من استخراج غازه فسماحة السيد حسن نصرالله كان واضحا ان المقاومة ستعود فورا للمعادلة التي ارستها وهي ان لا استخراج للغاز في لبنان يعني لا استخراج للغاز عند العدو.

البطريرك الراعي يدعو لحوار وطني بحضور الامم المتحدة

وبموازاة ذلك، فجر البطريرك الماروني قنبلة سياسية عبر دعوته لحوار يجمع القيمين على البلد بحضور الامم المتحدة اي تدويل الحوار الوطني وهذه الدعوة نابعة من خوف البطريرك الراعي على مصير المسيحيين في لبنان وعلى موقع المسيحيين الاول في البلاد اي رئاسة الجمهورية حيث قالها بكل وضوح ان هناك مؤامرة على موقع رئاسة الجمهورية عبر الشغور الرئاسي الحاصل.

من جهة اخرى، استغربت مصادر مطلعة هذه الدعوة مشيرة ان الراعي لطالما طالب بالحياد واعتبره خلاص لبنان فكيف به اليوم يدعو للتدويل.

وتابعت هذه المصادر بقولها لـ «الديار» ان الحوار السويسري الذي كان سيمثل اشخاصا من الصف الثالث والثاني من الاحزاب والكتل اللبنانية لم يحصل لان سفارات عدة ابرزها السفارة السعودية عملت جاهدا لاجهاضه لعدة اسباب ابرزها عدم رضاها عن التمثيل السني حيث كانت شخصيات من تيار المستقبل ستحضره. اضف على ذلك، اعترضت بعض الشخصيات على الحوار السويسري بحجة انه يهدد المناصفة وتوقيته خاطئ وسينسف اتفاق الطائف علما ان كل هذه الذرائع ليست حقيقية.

ولفتت الى ان دعوة الرئيس نبيه بري لحوار لبناني-لبناني لم يلق ترحيبا حتى اللحظة من عدة كتل نيابية وبالتالي يجب ان يتمكن اللبنانيون من التحاور مع بعضهم اولا كبداية طريق لتذليل عقبات امام الاستحقاق الرئاسي ولايجاد مساحة مشتركة يجتمعون عليها.

القوات اللبنانية: ليس هناك خلاف مسيحي – مسيحي بل بين مشروعين متناقضين حول لبنان

من جهتها، تضع القوات اللبنانية كل جهودها لتوحيد صفوف المعارضة باتجاه مرشح واحد وهو ميشال معوض. وردا على سؤال اذا كانت ستجري حوارا مع قوى مسيحية معارضة، قالت القوات ان هذه الجهود تصب بين مكونات المعارضة وليس بين قوى مسيحية فقط لانها مسيحية ذلك ان الخلاف ليس مسيحيا بل بين مشروعين متناقضين حول لبنان. وتشدد المصادر القواتية ان المطلوب اليوم الوصول الى الدولة القادرة على امساك زمام الامور مشيرة الى ان النقاش لا يزال جاريا بين صفوف المعارضة لانه نقاش يلتقي على عنوانين. العنوان الاول: اعادة الاعتبار الى الدولة والعنوان الثاني هو حسن ادارة هذه الدولة. ذلك ان الانهيار الذي انزلق اليه لبنان هو نتيجة سيطرة فريق 8 اذار على مؤسسات الدولة من بينها الرئاسة الاولى. من هنا، نريد رئيسا للجمهورية مؤمنا بالمبادئ السيادية والاصلاحية.

واضافت المصادر القواتية : قد يقول قائل انه لا يمكنكم تحقيق ذلك ولكن نقول في الوقت ذاته لا يمكن ان نذهب الى تسوية على قاعدة التنازل عن رئيس لا يلتزم باتفاق الطائف يطبق الدستور ويرفض ممارسات سياسية تتناقض مع الدولة. من هذا المنطلق، لا نريد حوارا مسيحيا – مسيحيا بل نريد رص صفوف المعارضة انطلاقا من وحدة الموقف والمبادئ.

لقاء تحريضي على حزب الله في ذكرى اتفاق الطائف

من جهتها، تعمل السعودية كل ما في وسعها للتحريض على حزب الله بتحريض اللبنانيين على سلاحه وتخويفه منه، وان المقاومة تسيء لسيادة لبنان. اليوم، في ذكرى اتفاق الطائف، يجتمع المبعوث الاممي في سوريا الاخضر الابراهيمي والسفير السعودي وليد البخاري والرئيس حسين الحسيني اذا كانت صحته جيدة والنائب مروان حمادة ونواب كثر وشخصيات عدة.

البعض سيحيي اتفاق الطائف على انه الاتفاق الذي اوقف المتاريس والدماء والتقاتل والبعض الاخر سيستخدمه منبرا لشن هجوم على سلاح حزب الله.

من جانبه، قال النائب وضاح الصادق لـ «لديار» انه يدعم اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية وارسى السلام في لبنان وهو يعترف ان هذا الاتفاق بحاجة الى تعديلات ولكن يقول اولا: «فلنطبقه وننفذ بنوده على ارض الواقع ومن ثم نجري التعديلات اللازمة».

Leave A Reply