الأحد, مايو 19
Banner

قطاع المحروقات يلوّح بالإضراب: لدولرة الجعالة كما البنزين

عزة الحاج حسن – المدن

مع توجّه مصرف لبنان إلى رفع الدعم تدريجياً عن استيراد البنزين، وقبل دولرته بالكامل، رفعت نقابات المحروقات صوتها للمطالبة بدولرة “جعالتها” بالكامل.

عقد اليوم الأربعاء ممثلون عن نقابات أصحاب المحطات وأصحاب الصهاريج ومتعهدي نقل المحروقات وموزعي المحروقات، اجتماعاً تحت عنوان “البحث في ما آلت إليه أوضاع القطاع وتأثيراته السلبية على المحطات والصهاريج”. أما في واقع الأمر، فالاجتماع خصّص لمطالبة وزارة الطاقة برفع جعالة المحطات والموزعين وغيرهم ودولرتها… وإلا فإلى الإضراب.

وحسب مصدر من بين النقابات المجتمعة، فالمجتمعون لم يأتوا على ذكر الإضراب لأنهم تلقوا وعوداً من وزارة الطاقة برفع جعالتهم. لكن الأخيرة لم تلتزم بالوعود التي أطلقتها سابقاً. وعليه، فإن نقابات المحروقات لن تتأخر عن إغلاق المحطات والتوقف عن التوزيع والعمل، فيما لم يتم رفع الجعالة بشكل مبدئي ودولرتها في وقت لاحق، تزامناً مع دولرة صفيحة البنزين.

دولرة الجعالة

تمثل التكاليف المضافة إلى سعر صفيحة البنزين نحو 17 في المئة من ثمنها الإجمالي، تحتسب بكاملها بالليرة، وتشمل جعالة المحطات وتكلفة النقل والتوزيع والرسوم وغير ذلك. هذه التكاليف هي ما تطالب نقابات المحروقات برفعه ودولرته، بمعنى آخر تطالب النقابات المذكورة بزيادة تلك الجعالة على غرار رفع سعر صفيحة البنزين. وهذا الأمر سينعكس بالطبع ارتفاعاً إضافياً في إجمالي سعر صفيحة البنزين على المستهلك.

جعالة المحطات على سبيل المثال تبلغ نسبة 5 في المئة من مجمل سعر صفيحة البنزين ويتم تقاضيها بالليرة اللبنانية. من هنا، تطالب محطات المحروقات بالعودة إلى قرار حكومي اتخذ في عهد حكومة الرئيس رفيق الحريري، يقضي بتحديد جعالة المحطات بـ7.5 في المئة. تلك النسبة طالبت المحطات بتطبيقها، لكن وزير الطاقة الحالي وليد فياض لم يلتزم بها.

ويقارن أصحاب محطات المحروقات بين جعالتهم قبل الأزمة وجعالتهم اليوم، فيبدو الفارق كبيراً. إذ كانت جعالة المحطات قبل الأزمة 1900 ليرة عن كل صفيحة بنزين، أي قرابة 1.4 دولار. أما اليوم فلا تتجاوز قيمة الجعالة 80 سنتاً أي أقل من دولار.

عند احتساب الجعالة وفق المعادلة أعلاه، تكون المحطات وباقي النقابات قد تجاهلت كلّياً تغير قيمة الدولار مقابل الليرة فالـ80 سنتاً تساوي اليوم 27 ألف ليرة في مقابل 1.4 دولار أي 1900 ليرة سابقاً. وعلى الرغم من أنها قد تكون مجحفة بحق محطات المحروقات، لكون نفقاتهم التشغيلية بمعظمها اليوم بالدولار، إلا أنها تبقى مضاعفة ومضنية بالنسبة إلى المستهلك.

دولرة الصفيحة

بالنتيجة، يتجه مصرف لبنان إلى رفع يده كلّياً عن استيراد البنزين، وبعد خفضه نسبة تأمين الدولارات عبر منصة صيرفة من 70 في المئة إلى 55 في المئة، يعمل اليوم على مزيد من الخفض في الأسابيع المقبلة تصل إلى حدود الصفر.

وعليه، سيصبح مجمل سعر صفيحة البنزين بالدولار الفريش، أما جدول تركيب الأسعار فليس واضحاً حتى اليوم كيف سيتم ترتيبه. فوزارة الطاقة استمرت بتسعير المازوت بالليرة اللبنانية على الرغم من دولرة سعر المازوت بالكامل. الأمر الذي دفع بمحطات المحروقات إلى التوقف التام عن بيع المازوت بالمفرق وحصر بيعه بالجملة فقط وبالدولار الفريش.

أما البنزين ففي حال استمرت وزارة الطاقة بتسعيره بالليرة في جدول تركيب الأسعار، ودولرته بالكامل لدى الشركات المستوردة، فذلك سيُحدث أزمة لا محالة.

المحطات وباقي نقابات المحروقات تتجه -حسب المصادر- إلى الإغلاق وتنفيذ خطوات تصعيدية في سبيل دولرة جعالتها قبل دولرة صفيحة البنزين، بما يحفظ لها أرباحها مهما تبدل سعر صرف الدولار لاحقاً.

Leave A Reply