“التقدمي” يجدّد التحدي بذكرى التأسيس.. محطة جديدة من النضال في 15 أيار

كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: يطلّ الأول من أيار، ذكرى تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي وعيد العمال العالمي، في محطة مفصلية من تاريخ لبنان والدور السياسي والنضالي الذي يقوم به “التقدمي” عشية الاستحقاق الانتخابي والمعركة الكبيرة التي يتقدّم صفوفها من أجل لبنان الغد، لبنان الحريات والديمقراطية والسيادة والاستقلال، لا لبنان التبعية والاحتلال المقنّع ولبنان الفقر والجهل والتخلّف.

تُشكّل الذكرى هذا العام مناسبة لتأكيد التاريخ الطويل للتقدمي بدءاً من معمودية الدم في الباروك في العام ١٩٥١ مروراً بثورة ١٩٥٨ وصولاً الى المشاركة في إرساء دولة المؤسسات والتعاون الوثيق الذي تجلّى آنذاك بين الشهيد كمال جنبلاط والرئيس فؤاد شهاب، إلى أن تحمّل “التقدمي” وزر الدفاع عن لبنان الهوية طوال فترة الحرب، محافظاً في الوقت نفسه على القضية الأمّ المتمثلة بفلسطين وعدم التفريط بهذا الحق المقدّس.

وانطلاقاً من رؤية “التقدمي” التاريخية للبنان الدولة المدنية، ومن روحية البرنامج الاصلاحي للحركة الوطنية، يتحضر وحلفاؤه اليوم لخوض الانتخابات النيابية في 15 أيار ضمن لوائح تشبهه دفاعاً عن لبنان وصوناً لاستقلاله وسيادته وطناً عربي الهوى والانتماء، هذا الوطن الذي هناك مَن يريد إقحامه في مشاريع إقليمية مشبوهة بهدف النيل من سيادته واستقلاله وجعله تابعًا لمنظومة الممانعة التي تدور في الفلك السوري الايراني. وسيكون ل”التقدمي” موقفه اليوم في الاحتفال المركزي الذي يقيمه في مدينة عاليه.

وبين المشروع السيادي والقرار الحر وبين إبقاء لبنان بقوة السلاح تحت الوصاية، يحتدم التنافس الانتخابي بين المرشحين، فيما بدء العد العكسي ليوم التحدي الكبير، حيث أعلن وزير الداخلية بسام مولوي ان كل التحضيرات اللوجستية لإجراء الانتخابات النيابية قد اكتملت، وأنه أصدر أوامره لجميع المحافظين والقائمقامين والبلديات والمخاتير لضرورة التعاون لإنجاح الانتخابات والتنسيق الكامل مع الأجهزة الامنية لتجنب المشاكل التي قد تحصل طيلة اليوم الانتخابي الطويل.

مصادر سياسية متابعة تحدثت عبر “الانباء” الالكترونية عن الكثير من المطبّات والفجوات التي ترافق العملية الانتخابية، كاشفةً عن نقص فاضح في التحضيرات اللوجستية ومن أبرزها الكهرباء، متسائلة عن مدى قدرة شركة كهرباء لبنان الالتزام بالقرار الذي تم الإعلان عنه بأنها ستقوم بتأمين 14 ساعة كهرباء في مراكز لجان القيد. وبالتالي كيف ستتم أعمال الفرز التي تبدأ لحظة اقفال الصناديق وقد تستمر الى ما بعد منتصف الليل أو حتى ساعات الفجر الأولى في ظل لوائح كثيرة ومعقدة، وبالتالي مَن يضمن شفافية أعمال الفرز في حال انقطاع الكهرباء. هذا عدا الأمور اللوجستية الأخرى من مالية وغيرها.

المصادر رأت أنه من غير المنطقي ترك الأمور على عاتق البلديات التي بغالبيتها لا تملك ثمن مادة المازوت وتأمين الكهرباء للناس لمدة ست ساعات يومياً، لأن المطلوب من البلديات تأمين أكثر من مولد أو مولّدين لكل قلم.

توازياً، أعرب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا في حديث مع “الانباء” الالكترونية عن خشيته من أن تكون التحضيرات اللوجستية التي يتحدثون عنها مجرد حبر على ورق ما قد يؤثر على العملية الانتخابية، سائلاً: “ما علاقة مجلس الدفاع الأعلى بالانتخابات النيابية وما الرابط بين عمله كمجلس دفاع وانتخابات محلية، وما دخل مجلس الدفاع بأمور صغيرة كهذه؟ فعمله يقتصر على الامور الاستراتيجية المتعلقة بالسياسة الخارجية او موضوع السلاح ولا علاقة له بالقضايا اليومية”.

وفيما تزداد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية تأزماً وضبابية لا سيما وأن الاتفاق لا يزال مبدئياً مع صندوق النقد الدولي، ما يثير تساؤلات حول واقع البلد ما بعد الانتخابات وتحوّل الحكومة الى تصريف أعمال، توقع قاطيشا أن الوضع الاقتصادي بعد الانتخابات سيكون أصعب بكثير مما هو عليه اليوم والدولار سيصبح بلا سقف وأن البلد بتقديره يتجه الى المجهول برغم كل الضجيج الانتخابي، مقدّراً أن السبب الاساسي لبقاء لبنان بمحنته هو سلاح حزب الله فاذا كنا نريد دولة مستقلة ذات سيادة غير منقوصة يجب ان نعالج موضوع السلاح وطالما بقي السلاح متفلت لا أمل بقيامة لبنان.

وكي لا يصل البلد الى أوضاع أسوأ مما هي عليه اليوم ستكون المسؤولية أكبر على اللبنانيين للاختيار بطريقة صحيحة وعدم السماح للأكثرية النيابية بأن تكون رهينة لدى فريق يريد ارتهان البلد أكثر لصالح مشاريعه الاقليمية العابرة لحدود لبنان ولأحلام أبنائه.

Leave A Reply