السبت, مايو 18
Banner

نجم في رتبة القيامة في دير سيدة اللويزة – زوق مصبح: لا إمكان للتعايش بين الخوف والايمان

احتفل الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بيار نجم رتبة قيامة السيد المسيح على مذبح كنيسة دير سيدة اللويزة في زوق مصبح، عاونه فيه لفيف من الكهنة وحضره حشد كبير من المؤمنين من أبناء البلدة والبلد ات المجاورة.

بعد الانجيل المقدس، القى الاباتي نجم عظة تناول فيها “أهمية هذه الرتبة في الكنيسة وفي الحياة المسيحية”، شارحا عمقها الديني والانساني في محبة الله للانسان وبركاته… ورأى في القيامة “يوم المنطق الجديد، يوم التحدي والدعوة إلى التتلمذ الحق”. كما، رأى في ذلك “صعوبة منطق القيامة واهميته حيث لا ضمانات ملموسة، وحده كلام الرب يكفي، والقبر الفارغ يشهد. ففي مسيرة النسوة نحو القبر تلك الصبيح نجد درب تتلمذنا للمعلم القائم من بين الأموات”.

أضاف: “مثل النساء نسير حاملين طيوبا نجعلها على جسد يسوع. نفتش عن يسوعنا، نتكلم معه، يشفي امراضنا، يعطينا أجوبة على تساؤلاتنا وحلولا لامراضنا، نبحث عن يسوع صانع المعجزات، نسير. الطريق نفسه اليوم السابق، يوم الدفن، رأينا أين وضعوه، ونأتي اليوم لنكمل مسيرة الدفن. لقد أتت النساء لتبكين يسوع فعاين مجد قيامته وهربن مرتعدات، كم من المرات، نبقي يسوع راكدا في ظلمة قبورنا، نؤمن به ربما، نحبه طبعا، نكرمه ببضعة صلوات، ونطيبه برائحة البخور، انما نحيا دوما كأشخاص لا يؤمنون بالقيامة، يبقى يسوع في نطاق العاطفة، في إطار الذكريات الجميلة، في واقع الخوف، نكرمه، ونبقيه ميتا، اما يسوع القائم من بين الأموات، فهو المعلم، يدفعنا دوما إلى التضحية، لا يقدم لنا دربا سهلة، بل يقودنا إلى حياة جهاد وبطولة، إلى حياة تتلمذ وقداسة”.

واكمل الاباتي نجم: “هذه الدرب تتطلب تضحيات وممنوع فيها انصاف الحلول، لقد كانت النساء سائرات في الطريق يتسألن من عله يزيح لهن الحجر عن باب القبر، لم تذهب النساء الى يسوع بمنطق القيامة، بل بمنطق ضعف وتردد تجاه العائق الذي يفصلهن عن جسد يسوع. مسيرة النسوة نحو القبر بصيص رجاء، لقد ذهبت النسوة مترجيات ان أحدا ما سوف يزيح الحجر، هذا الأحد لم يكن لهن الرب ذاته، بل انسان اخر يقدم حلولا عابرة، كن يبحثن عن هذا الأحد والرب عينه كان قد قدم الحلول. كم من المرات، نحن أيضا، على دروب حياتنا نفتش عن الخلاص يأتينا من البشر، من قوة الانسان او المادة او الجمال او السلطة لنزيح احجار المشاكل العظيمة عن قلوبنا، فنفشل في إيجاد من هو قادر، ونكتشف ان الرب كان يعمل وهو القادر على إعطاء الحل. إن الله لم يفتح باب القبر ليعيد إغلاقه من جديد، الرب يعطي الحل الجذري والنهائي، وهو وحده القادر على إزالة حجر الموت عن عقولنا وقلوبنا”.

وقال: “لا إمكان للتعايش بين الخوف والايمان. إن كنت اؤمن ان المسيح قد قام وانه يشركني في قيامته، فما من أمر يخيفني، لا الموت ولا الألم، ولا الظلم الاجتماعي، ولا الفقر ولا الأمراض، فهي كلها شرور نسبية تعبر، ويبقى الإنسان القائم من بين الأموات متحدا بيسوع القائم، لا يمكنني أن اؤمن واصمت، فالايمان ينتج الإعلان، ليملك منطق القيامة”.

وختم نجم: “المسيح قام حقآ ويقوم من جديد حين اتخطى لحظات فشلي ويأسي، ويقوم اليوم حين اعرف كيف احول صلبان حياتي من آلة عذاب ويأس إلى وسيلة خلاص، يقوم المسيح في حياتي حينما تنتصر روح المغفرة والتسامح في داخلي، فالمعلم فوق الصليب خاف على صالبيه وطلب لهم الرحمة، عذبوه فأحبهم، وقتلوه فغفر لهم، واعطاهم الخلاص”.

Leave A Reply