انتشرت مؤخراً أنباء عن عزم شركة ميتا، إطلاق مشروع عملات مشفرة ورموز تستخدم داخل التطبيق رغم فشل محاولتها السابقة إطلاق عملة ليبرا / دايم، لتعود للتخطيط لإطلاق عملة افتراضية ومسكوكات لصناع المحتوى في تطبيقاتها.
وقدمت الدكتور ليل ريد، محللة في فريق الأبحاث Thematic Research Team لدى شركة GlobalData العاملة في مجال البيانات والتحليلات، رأيها في هذه الخطوة التي قد تنفذها ميتا.
ميتافيرس وويب 3
وقالت ريد: «ستكون العملات المشفرة والرموز الرقمية أحجار الزاوية لفكرتين كبيرتين حسبما ترى GlobalData ذلك خلال العقد القادم: إنها ميتافيرس وويب 3. ومن خلال تطوير رموز داخل التطبيق، ستعطي ميتا المستخدمين – وخصوصاً جيل الشباب منهم – سبباً للبقاء ضمن مملكتها. ومن المهم بالنسبة لميتا أن تبقى وثيقة الصلة وجاذبة لجيل الشباب في الحقبة الجديدة من عالم التواصل الاجتماعي وإلا ستواجه خطر فقدان الاهتمام بها.»
وكانت شركة ميتا، التي غيرت اسمها من فيسبوك، قد أعلنت سابقاً عن مشروعها العملاق ميتافيرس، الذي يبدو أنه سيكون عبارة عن عالم افتراضي يشعر المستخدمون بأنهم يعيشون فيه حياة شبه كاملة من خلال مجسم لكل منهم يسمى أفاتار، حيث يتحكم كل مستخدم بمجسمه ويتفاعل مع مجسمات المستخدمين الآخرين ويشتري ويبيع الممتلكات والعقارات والسلع وغيرها من الأمور. وفي حال تنفيذ هذا المشروع، فلا بد من وجود عملة تستخدم فيه، لذلك قد تكون هناك صلة بين مشروع العملة هذا وعالم ميتافيرس القادم.
تنويع مصادر الدخل
وقدمت الدكتور لورا بيتروني، رئيسة المحللين في فريق Thematic Research Team أيضاً، رأيها في هذه المسألة قائلة: «ميتا بأمس الحاجة إلى تنويع مصادر دخلها والبحث عن طرق للحفاظ على مستخدميها. لقد اعترفت مؤخراً بأن خدمات مثل فيسبوك وإنستغرام تفقد بريقها وتتناقص شعبيتها، خصوصاً في أوساط المستخدمين الشباب».
وأضافت: «يتمثل طموح ميتا في أن تصبح ويتشات الغرب، كما أن تحركها لتنويع دخلها المعتمد كلياً على نموذج الإعلانات التجارية، الذي يواجه تحديات تشريعية، يمثل خطوة باتجاه ذلك الهدف».
وتمتاز ويتشات الصينية بأنها منصة شاملة تقدم شتى الخدمات للمستخدم، بما في ذلك خدمات دفع النقود وتحويلها فيما بين المستخدمين، وكذلك تسديد الفواتير وطلب السلع لشرائها ودفع ثمنها، والتسوق داخل المتاجر ثم الدفع عبر التطبيق في المتجر الذي يقبل الدفع بهذه الطريقة.
نهج جديد
وتابعت الدكتور لورا حديثها بالقول: «يمثل هذا الدخول إلى مجال العملة الافتراضية نهجاً تدريجياً أكثر بكثير من مشروع العملة المشفرة ليبرا، حيث إن التغيير في النهج كان حتمياً من أجل تجنب الرقابة التنظيمية. ومن غير المرجح أن تكون العملة الجديدة المخطط لها قائمة على تقنية بلوك تشين، بل ستستخدم الرموز داخل تطبيق بدلاً من ذلك، وهو ما يشبه نظام عملة روبلوكس».
واختتمت لورا قائلة: «هناك شائعات أيضاً تشير إلى أن ميتا تفكر في إمكانية تقديم خدمات الإقراض الرقمية، مركزة على قروض الأعمال الصغيرة. لكنّ شركتَي Tencent وAlipay تقدمان هذه الخدمة منذ وقت طويل، وقد دفع هذا المشرعين إلى التدقيق في الأمر».
Follow Us:
