أنطوان كرباج تحيّة إلى «الملك»

هالة نهرا – الاخبار

مَن منّا لم يشاهد أو يسمع «الملك» أنطوان إلى جانب السيدة العظيمة فيروز في مسرحية «ناطورة المفاتيح» (الأخوان رحباني)؟ مَن لم يشاهده في «صيف 840» لمنصور الرحباني؟ بعد الشائعة البغيضة التي تناقلتها وسائل الإعلام عن رحيل الفنان أنطوان كرباج (1935)، يوجّه أصدقاؤه ومحبّوه وزملاؤه (النجم جوزيف بو نصار، رائد التمثيل الإيمائي فايق حميصي، وابن مؤسِّس المسرح الوطني اللبناني نزار ميقاتي الفنان عمر ميقاتي، والفنان محمد عقيل، والنجم سمير شمص، والفنان أنطوان الصافي ابن وديع الصافي) هنا تحية حبّ وتمنٍّ بدوام الصحة والعمر المديد لـ «بربر آغا».

أنطوان كما يراه عقيل ركنٌ وعمودٌ من أعمدة التمثيل في لبنان عموماً والمسرح خصوصاً منذ قيامته حتى وقتٍ قريب مضى.

سمير شمص قال لنا إنّ صديقه أنطوان كان أستاذاً في التاريخ والجغرافيا، إضافةً إلى مكانته في الفن على اعتباره ممثلاً كبيراً شارك في أعمال معروفة جداً. أخبره أنطوان بأنه تعرّض في طفولته لخطر الموت على إثر حادثٍ فتوقّف قلبه عن النبض ثلاث دقائق وأصبح لا يرى ولا يسمع ولا يتحرّك! قال الأطباء يومذاك إنه سيموت لكن بإرادة الله شُفيَ. وأخبره أيضاً بأنه تعرّض لاحقاً في طفولته لخطر بتر رجله بعد سنوات إثر حادثٍ آخر لكنه تعافى بعد أعوامٍ عدّة. يقول شمص: «هذا الإنسان قدّم أعمالاً خلال تاريخه لطالما كان معروفاً أنّ أكبر الفنانين لا يقدّمونها، وكان مشهوراً بصوته الجهوريّ وتمثيله الجميل في المسرح والتلفزيون، إضافةً إلى نشاطاته الأخرى في نقابة الممثلين حيث انتُخب نقيباً. استناداً إلى العشرة بيننا في النقابة، لمستُ في شخصيته مدى حبّه لزملائه».

أفادنا أنطوان الصافي من تونس بأنه تعرّف إلى «الحبيب ذي السطوة» أنطوان كرباج من خلال ملاقاة والده وديع الصافي في المطار، وفي مناسباتٍ ثقافية وفنية متنوّعة جمعتهم. كان حضور كرباج يعبق كل مرّة بحرارةٍ إنسانية فريدة، ولا سيما في استقبال وديع واحتضانه. ثم جالسَ أنطوان الصافي كرباج ورافقه بعد ذلك في مناسباتٍ عدّة برفقة صديقهما أنطوان أبو جودة (رئيس «التجمّع الوطني للثقافة والبيئة والتراث») وكان يدعو أنطوان غندور، وجوزيف عنداري، ووليم حسواني، وشخصيات ووجوهاً ثقافية وفنية وأدبية، وشعراء من الجنوب والشمال وبعلبك… «بفضل أنطوان أبو جودة، رافقتُ هذه النخبة الرائعة وكان يقلّني بسيارته مع أنطوان غندور وأنطوان كرباج فكنا نذهب معاً إلى حدثٍ ثقافي أو تكريمي معيّن. كان حظي كبيراً بمرافقة كرباج. ما لا يعرفه كثيرون عن كرباج أنه كان شاعراً وصاحب كلمة»، كما يؤكّد أنطوان الصافي، موضحاً أنّ ذلك من ضمن ما ميّزهُ بتركيزه القويّ وفي أساس شخصيته. كان أيضاً متفاعلاً مع محيطه، ويكمن تميّزه في بيئته الثقافية والأخلاقية التي تكثّفت في نشأته في لبنان وقد نقلَها إلى خشبة المسرح. قلبُ هذه الثقافة هو الوفاء وعمودها القيم الإنسانية. حتى لو شتَمَ أحدهم أنطوان كان يسامحه في اليوم التالي ويجد طريقةً ليكلّمه لأنه مجبولٌ على القيم هذه، والوفاء قلبه ولُبّه. لم يكن يشبه وديع الصافي برفقته ومشاويره إلاّ أنطوان كرباج. كنّا نغنّي يوماً كاملاً ولم يكن يرتوي من المغنى! كنا نتلو «ردّاتٍ» في أفلاك الشعر ولم يكن يشبع من كل ذلك. إنسانٌ نادر، أطال الله عمره».

Follow Us: 

Leave A Reply