دراسة تظهر الحد الأقصى لمخاطر الإصابة بـ”كوفيد-19″ مع أقنعة الوجه ومن دونها

إن ارتداء أقنعة الوجه والحفاظ على مسافة التباعد أمر أصبح مألوفا لكثير من الناس في جميع أنحاء العالم خلال جائحة SARS-CoV-2 المستمرة.

وتشير الدلائل العلمية إلى أن هذه الطرق فعالة في تقليل خطر الإصابة بعدوى “كوفيد-19”. ومع ذلك، ليس من الواضح كيف يتأثر خطر الإصابة بالضبط بارتداء قناع الوجه أثناء اللقاءات الشخصية القريبة أو عن طريق التباعد الاجتماعي دون قناع.

وتظهر النتائج أن أقنعة الوجه تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بعدوى SARS-CoV-2 مقارنة بالتباعد الاجتماعي.

ووجد الباحثون خطرا منخفضا جدا للإصابة بالعدوى عندما يرتدي الجميع أقنعة الوجه، حتى لو لم يكن مناسبا تماما للوجه.

وتشير الدراسة الحديثة إلى أنه حتى على مسافة مترين، سيستغرق الأمر أقل من خمس دقائق لشخص غير محصن يقف مقابل أنفاس شخص مصاب بـ”كوفيد-19″ ليصاب بالعدوى بنسبة 100% تقريبا.

وأظهر فريق من معهد ماكس بلانك للديناميكيات والتنظيم الذاتي في غوتنغن أنه إذا كان كل من المصاب وغير المصاب يرتديان أقنعة مناسبة، فإن الحد الأقصى لخطر الإصابة بعد 20 دقيقة لا يزيد عن واحد في الألف، حتى في أقصر مسافة.

وإذا لم تكن أقنعتهما مناسبة بشكل جيد، تزداد احتمالية الإصابة إلى نحو 4%. وإذا كانا يرتديان أقنعة طبية مناسبة، فمن المحتمل أن ينتقل الفيروس في غضون 20 دقيقة مع احتمال أقصى قدره 10%.

وحدد الباحثون خلال الدراسة التي حققت في مدى حماية الأقنعة، الحد الأقصى لخطر الإصابة للعديد من المواقف، وأخذوا في الاعتبار عدة عوامل لم يقع تضمينها في دراسات مماثلة حتى الآن، على سبيل المثال، قام الباحثون بالتحقيق في كيفية ضعف ملاءمة القناع لإضعاف الحماية وكيف يمكن منع ذلك.

ويقول إبرهارد بودينشاتز، مدير معهد ماكس بلانك للديناميكيات: “عند مسافة عدة أمتار، يكون هواء التنفس قد انتشر بالفعل في شكل مخروطي في الهواء، ويتم تخفيف الجسيمات المعدية في المقابل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الجسيمات الكبيرة جدا، وبالتالي الغنية بالفيروسات، تسقط على الأرض بعد مسافة قصيرة عبر الهواء. ووجدنا في دراستنا أن خطر الإصابة بالعدوى دون ارتداء الأقنعة مرتفع للغاية بعد بضع دقائق فقط، حتى على مسافة ثلاثة أمتار، إذا كان لدى المصابين حمولة فيروسية عالية من نوع دلتا من فيروس SARS-CoV-2″.

ومثل هذه المواجهات لا مفر منها في المدارس أو المطاعم أو النوادي أو حتى في الهواء الطلق.

وأشار الباحثون إلى أنه بقدر ما يكون خطر الإصابة بالعدوى دون حماية الفم والأنف، فإن الأقنعة الطبية أو أقنعة FFP2 تحمي بشكل فعال.

وتؤكد الدراسة أن أقنعة FFP2 أو KN95 فعالة بشكل خاص في تصفية الجسيمات المعدية من الهواء الذي يتم استنشاقه، خاصة إذا كانت مغلقة بإحكام قدر الإمكان في الوجه.

وتؤكد الدراسة أيضا الافتراض البديهي بأنه من أجل الحماية الفعالة من العدوى، يجب على المصاب على وجه الخصوص ارتداء قناع ينقي الهواء بقدر الإمكان ويلائم الوجه بإحكام.

ويقول غلام حسين باقري، قائد مجموعة بحثية في معهد ماكس بلانك للديناميكيات والتنظيم الذاتي وهو المؤلف الرئيسي للدراسة الحالية: “إن مواد أقنعة FFP2 أو KN95، وكذلك بعض الأقنعة الطبية، ترشح بشكل فعال للغاية هواء التنفس. ومن ثم تهيمن على مخاطر العدوى في الهواء الخارج والداخل عند حواف القناع”.

ويوضح إيبرهارد بودينشاتز: “يمكن تكييف القناع بشكل ممتاز مع شكل الوجه إذا ثنيت حزامه المعدني على شكل حرف W قبل ارتدائه. ثم لن تتمكن جزيئات الهباء الجوي المعدية من تجاوز القناع، ولن تصبح النظارات ضبابية أيضا”.

وعلى الرغم من أن التحليل التفصيلي الذي أجراه باحثو ماكس بلانك في غوتنغن يظهر أن أقنعة FFP2 الضيقة توفر حماية أفضل 75 مرة مقارنة بالأقنعة الجراحية المناسبة وأن طريقة ارتداء القناع تحدث فرقا كبيرا، فحتى الأقنعة الطبية تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى مقارنة بالحالة التي لا تحتوي على أي حماية للفم والأنف على الإطلاق.

ويقول باقري: “لهذا السبب من المهم جدا أن يرتدي الناس كمامة أثناء الوباء”.

Follow Us: 

المصدر: ميديكال إكسبريس

Leave A Reply