كتبت صحيفة نداء الوطن تقول: بعد مسار تصعيدي تصاعدي “زنّر” فيه مفاوضات الترسيم الحدودي مع إسرائيل بخط نار بحري يصل إلى “ما بعد بعد” حقل كاريش النفطي، يعتلي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اليوم المنبر العاشورائي ليبلغ ذروة التصعيد والاستنفار في مقاربة الملف، تأكيداً على الجهوزية العسكرية لكل الاحتمالات والسيناريوات في القادم من الأسابيع بالاستناد إلى الجواب الإسرائيلي الذي سيحمله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، لا سيما وأنّ التقارير الإسرائيلية أكدت أنه موجود راهناً في تل أبيب لبلورة صيغة الرد النهائية على الطرح اللبناني حيال خطوط الترسيم.
وفي المعلومات المستقاة من أوساط مطلعة على أجواء “حزب الله”، أنّ نصرالله سيطلق اليوم ما يشبه “الإنذار الأخير” للإسرائيليين والوسيط الأميركي على حد سواء، لاستعجال “حسم الموقف وإنهاء حالة المراوحة والمراوغة” في عملية الترسيم، تحت طائل تجديد التهديد بأنّ “الوقت غير مفتوح ومهلة أيلول لا تزال سارية المفعول”، ليتوجه انطلاقاً من ذلك إلى كل من يعنيه أمن المنطقة برسالة واضحة مفادها: “عامل الزمن لم يعد في صالح أحد والعد العكسي بدأ على الجبهة الحدودية فلا تخطئوا التقدير”.
وإذ ستفرض المستجدات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة نفسها على مضامين خطاب نصرالله باعتبارها “تجسيداً جديداً لصلابة الموقف في مواجهة إسرائيل على مختلف ساحات وجبهات محور المقاومة”، فإنّ الأوساط نفسها رأت أنّ “القدرات الصاروخية لحركة “الجهاد” دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى الاستجابة لشروط الهدنة خلال 72 ساعة فقط من بدء المعركة، وهي قدرات متواضعة نسبةً للقوة الصاروخية الدقيقة التي يمتلكها “حزب الله”، وعليه سيكون على إسرائيل أن تعيد حساباتها ألف مرة قبل المغامرة باندلاع أي حرب جديدة مع لبنان”.
أما على مستوى المشهد الداخلي اللبناني، فاسترعى الانتباه أمس اجتماع عدد من نواب المعارضة في صالون المجلس النيابي حيث وضعت مصادر واسعة الاطلاع اللقاء ضمن إطار “جس النبض” لاستكشاف آفاق التعاون والتنسيق بين الكتل والأحزاب المعارضة والنواب المستقلين والتغييريين في المرحلة المقبلة، من دون استبعاد “تطور الأمور باتجاه عقد سلسلة من الاجتماعات الدورية الأسبوعية لمحاولة تقريب وجهات النظر المتنوعة داخل صفوف المعارضة حيال الاستحقاقات الداهمة على أن تبقى العبرة في هذا المجال بالموقف المرتقب من الاستحقاق الرئاسي”.
وإذ سُجّل تغيّب النواب بولا يعقوبيان وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة عن الاجتماع، نقلت مصادر نيابية موثوق بها أنه كان “تغيّبا متعمّداً” بنيما غاب عدد آخر من النواب التغييرين “لأسباب صحية أو لانشغالات طارئة مع إبداء استعدادهم للمشاركة في لقاءات مماثلة مستقبلية”، مشددةً على أنّ اجتماع الأمس “كانت أجواؤه جيدة بصورة عامة ويُبنى عليه من أجل التأسيس لعملية التوافق على مرشح رئاسي واحد لقوى المعارضة والتغيير”، وألمحت المصادر في هذا السياق إلى إمكانية انضمام نواب من كتلتي “القوات اللبنانية” و”اللقاء الديمقراطي” إلى الاجتماعات المقبلة، بعد مشاركة “الكتائب” والنواب المستقلين نعمة افرام وميشال معوض وأشرف ريفي وأديب عبد المسيح وفؤاد مخزومي في اللقاء التنسيقي الأول مع نواب التغيير.
وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قد جدد أمس دعوة كافة كتل المعارضة ونواب التغيير إلى توحيد الصفوف “من أجل تغيير واقع حياة ناخبيهم (…) وأي خطة إنقاذ في لبنان عليها أن تبدأ برئيس جمهوريّة “متل الخلق”، فالجميع يرى ما هو حاصل اليوم في قصر بعبدا والنتائج التي وصلنا إليها وإذا كنا نريد غير هذه النتائج فنحن بحاجة لرئيس بعكس الموجود اليوم”، وأضاف: “النواب الـ67، أي التغييريون، والجدد، نواب أحزاب المعارضة إن كانوا “قوات” أو “حزباً اشتراكياً” أو “كتائب” أو “أحراراً” أو غيرها من الأحزاب مدعوون إلى تكثيف اتصالاتهم في ما بينهم، وهذا ما نحن في صدده حالياً، من أجل أن يتمكنوا في أول محطّة عمليّة مطروحة أمامهم، وهي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من تحقيق التغيير لتكون محطّة ناجحة وليس كسابقاتها (…) فعلينا جميعاً التنبّه إلى أننا لا يمكننا أبداً التفريط بهذا الإستحقاق أو أن يمر مرور الكرام فإما “نضرب ضربتنا” الآن أو عندها لن يرحمنا التاريخ ولن يرحمنا ناخبونا ولن يعود هناك أي ثقة بأي شيء في لبنان”.