علي ضاحي-
التطورات السريعة في المواقف الكلامية والتي ترجمت ترحيباً من الخارجية السعودية والكويتية ببيان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والذي أعلن فيه «التزام الحكومة إعادة العلاقات بين لبنان و دول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها»، لا يعني ان الامور «سالكة» نحو الحل. ويتردد، ووفق معلومات ديبلوماسية في بيروت، عن عودة السفيرين السعودي وليد البخاري والكويتي عبد العال القناعي خلال اسبوع .
وترى اوساط رفيعة في 8 آذار ، ان هذه العودة لن تحمل «المن والسلوى» للبنان او توقف «الغضب السعودي» على لبنان، وليس على الشيعة دون غيرهم. وتؤكد ان فريق 8 آذار غير مبال بالعودة السعودية والكويتية، والتي تأتي بشكل مفاجىء ومن دون مقدمات او تحقيق للمطالب المرتفعة والتعجيزية، والتي رفعتها الرياض ابان اعلان «الغضب» و»الحرد» من تصريحات وزير الاعلام المستقيل جورج قرداحي في 30 تشرين الاول 2021 .
وتسأل الاوساط: ما الذي تغير كي تعود السعودية؟ وتؤكد ان تفرد ميقاتي للمرة الثالثة ببيانات وتصريحات باسم الحكومة مجتمعة ليس مقبولا، وتضيف : ما يصرحه كرئيس للحكومة لا يعني انه يختصر السياسة الخارجية للبنان، وهذه السياسة يعبر عنها مجلس الوزراء مجتمعاً وليس رئيس الحكومة او وزير فيها.
وتؤكد الاوساط ان ما تضمنه بيان ميقاتي ايضاً، يشير الى «ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية، التي تمس سيادة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وامنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان»، يشير الى استمرارية الذهنية نفسها والذهاب الى تقديم اعتمادات، لم تصرف ولم تقرش ولن تؤتي اكلها ، خصوصاً انها محل انقسام، وكيف لا وهي متعلقة بكتم الحريات والتحكم بحرية العمل السياسي والحزبي، اكان متعلقاً بالمعارضة البحرينية والسعودية او غيرهما ليس مقبولاً ايضاً ولن يسكت عنه، والانشطة ستستمر كلما دعت الحاجة.
وتكشف الاوساط ان العودة السعودية والكويتية ان تمت قريباً، فإنها ستأتي بعد سلسلة لقاءات لشخصيات لبنانية في الرياض وفي فرنسا ، لا سيما للرئيس فؤاد السنيورة اولاً، ومن بعدها التقى النائب وائل ابو فاعور والوزير السابق ملحم رياشي بممثلين للخارجية السعودية. وخلال اللقاءات نصحت القيادات اللبنانية ، لا سيما موفدي النائب السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع بالعودة السعودية وعدم إخلاء الساحة امام «المد الايراني» و»هيمنة» حزب الله وحلفائه على الساحة السنية.
وتلفت الاوساط الى ان باريس نصحت الرياض ايضاً بالعودة من بوابة «المساعدات الانسانية» لبعض الجمعيات، وليس عبر الدولة او الحكومة وفي رشوة سياسية وانتخابية وتمويل غير مباشر. وتشير الاوساط الى انه قبل شهرين الا بضعة ايام من الانتخابات، لا يمكن للسعودية ان تؤثر في الانتخابات او ان تبدل في المزاج السني وان تعيد تحفيز الشارع السني ، لا سيما جمهور «المستقبل» ، خصوصاً ان الشارع السني يشير الى الرياض ومعراب ويتهمها بـ «اغتيال» الرئيس سعد الحريري سياسياً وانتخابياً واقصائه كل بطريقته ومسؤوليته ، وتخلوا عنه ، لا سيما داخلياً في العام 2017 و2019 و2021.
في المقابل، تؤكد اوساط سنية ان الجو السني العام ، لا سيما في المدن وخصوصاً داخل جمهور ومحازبي «المستقبل»، يتجه الى مقاطعة الانتخابات اقتراعاً بعدما قاطعها الملتزمون تنظيمياً والحزبيون في «المستقبل» بقرار الحريري بتعليق العمل السياسي والانتخابي ترشيحاً. وهذا التصميم السني «الازرق» والتضامن مع الحريري، لن يغيره اي تدخل سعودي، وذلك لضيق الوقت وعدم القدرة على اعادة توجيه بوصلة الشارع السني تجاه شخصية كبرى اخرى بحجم الحريري مع عزوف «نادي الاربعة».