الديار : الفتنة كادت تنفجر في خلدة لولا ضبط النفس عند حزب الله… والجيش ‏انتشر بكثافة اتصالات سياسية وامنية على اعلى المستويات لضبط الامور وتفادي ‏الاعظم

جاء في صحيفة ” الديار ” : هل ما حصل في خلدة بعد ظهر امس هو الذي كان متوقعا من قبل بعض السياسيين والديبلوماسيين ‏عربا واجانب عن احتمالات عالية لانفجار الوضع الامني واحداث فوضى عارمة على الساحة ‏الداخلية؟

ان جهود الاطراف المعنية وخصوصا حزب الله ستعمل على وأد الفتنة في مهدها وقطع طريقها كما ‏يرغب بعض اللاعبين في الخارج والداخل بتحويل لبنان الى ساحة اقتتال داخلي.‏

فما حصل امس دق ناقوس الخطر واظهر ان لبنان على فوهة بركان اذا لم يتم تدارك الامور بالعقل ‏والحكمة لان الاسلحة التي استعملها مسلحو عشائر “عرب خلدة” تؤكد ان ما حصل تم التخطيط له بعناية ‏تامة حيث ادى الى سقوط 6 قتلى وعدد من الجرحى وتسبب بهلع بين السكان من المحلة بسبب كثافة ‏اطلاق النار من مصادر متعددة وقد شوهد بعض المواطنين يتركون سياراتهم وسط الطريق ويركضون ‏خوفا من الرصاص الذي كان يناهل عليهم.‏

وفي المعلومات ان قيادة حزب الله لعبت دورا كبيرا في التهدئة وفي ضبط النفس رغم سقوط 3 شهداء ‏ينتمون الى الحزب حيث دعت القيادة العناصر الى عدم الانجرار نحو الفتنة مهما بلغت التضحيات.‏

كما تؤكد المعلومات ان اتصالات سياسية وامنية جرت على اعلى المستويات لضبط الامور وتفادي تطور ‏الحادث الى ما لا تحمد عقباه.‏

وفي مواقف الاحتكام الى العقل، فقد طلب رئيس الجمهورية الى قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات الفورية ‏لإعادة الهدوء الى خلدة، وتوقيف مطلقي النار، وسحب المسلحين، إضافة إلى اجتماع العشائر العربية ‏الداعي الى ضبط النفس،كما صدرت بيانات من مسؤولين دعت الى تسليم المطلوبين، فهل يتم تسليم الجناة ‏؟ وهل بدأ سريان التهدئة وتثبيتها في خلدة ؟

كمين مدبر

كيف بدأت حادثة خلدة؟

اثناء توجه موكب تشييع القيادي في حزب الله علي شبلي الذي قضى يوم السبت على يد شاب من آل ‏غصن ينتمي الى “عرب خلدة”، الى منزله في خلده في محيط “سنتر شبلي”، تعرض الموكب لكمين ‏مدبر حيث اطلقت النيران باتجاهه من عدد من الابنية المحيطة فوقع 6 قتلى عرف منهم: د. محمد ايوب، ‏علي حوري وحسام حرفوش اضافة الى عدد كبير من الجرحى ووجهت مناشدات للصليب الاحمر لارسال ‏سياراته الى نقطة الاشتباك بهدف اجلاء الجرحى الممددين على الارض.‏

يذكر ان شبلي سينقل الى مسقط رأسه في كونين الجنوبية ليُدفن اليوم.‏

تعزيزات للجيش

وبعد اشتداد التوتر عزز الجيش انتشاره تحت جسر خلدة وسير دوريات راجلة ومؤللة وثبت حواجز سيارة ‏كما انه منع دخول الدراجات النارية الى المنطقة.‏

كما نفذ الجيش ومخابراته حملة مداهمات واسعة لمنازل مطلقي النار في احياء خلدة.‏

الى ذلك اجلت عناصر الجيش جثمان علي شبلي و15 فردا من عائلته كانوا محتجزين في منزل شبلي وتم ‏نقلهم الى خارج المنطقة بالسيارات العسكرية والملالات.‏

ولاحقا اصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه البيان الاتي: “اثناء تشييع المواطن علي شبلي في منطقة ‏خلدة اقدم مسلحون على اطلاق النار باتجاه موكب التشييع مما ادى الى حصول اشتباكات اسفرت عن ‏سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين واحد العسكريين وقد سارعت وحدات الجيش الى الانتشار في ‏المنطقة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة”.‏

وحذرت بأنها “سوف تعمد الى اطلاق النار باتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة وكل من ‏يقدم على اطلاق النار من اي مكان اخر”.‏

قطع طرقات

هذا وقطع اوتوستراد خلده بيروت بالاتجاهين لكثافة اطلاق النار كما قطع مسلحو “عرب خلدة” طريق ‏الناعمة بالاتجاهين وطريق السعديات كما اقدم اهالي تلة العرب في انفة على اقفال الاوتوستراد ‏بالاتجاهين عند مفرق انفة تضامنا مع “عرب خلدة”.‏

حزب الله: لايقاف القتلة وتقديمهم الى المحاكمة

بدورها اصدرت قيادة حزب الله بيانا نعت فيه الشهيد شبلي وحذرت من التفلت والعصبية البعيدين عن ‏منطق الدين والدولة رافضا استباحة الحرمات والكرامات ومطالبا الاجهزة الامنية والقضائية بالتصدي ‏الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم وملاحقة المحرضين الذين ادمنوا النفخ في ابواق الفتنة ‏واشتهروا بقطع الطرقات واهانة الموطنين…‏

وفي بيان اخر اصدرت العلاقات الاعلامية في حزب الله البيان الاتي: “اثناء تشييع الشهيد المظلوم علي ‏شبلي الى مثواه الاخير في بلدة كونين الجنوبية وعند وصول موكب الجنازة الى منزل العائلة في منطقة ‏خلدة تعرض المشيعون الى كمين مدبر والى اطلاق نار كثيف من قبل المسلحين في المنطقة مما ادى الى ‏استشهاد اثنين من المشيعين وسقوط عدد من الجرحى.‏

ان قيادة حزب الله اذ تتابع الموضوع باهتمام كبير ودقة عالية تطالب الجيش والقوى الامنية بالتدخل ‏الحاسم لفرض الامن والعمل السريع لايقاف القتلة المجرمين واعتقالهم تمهيدا لتقديمهم الى المحاكمة”.‏

‏8 اذار: الهدف تهجير الناس من بيوتها

وتشير اوساط في 8 آذار ومطلعة على اجواء حزب الله لـ”الديار” ان حادثة القتل وهي عملية جبانة مدانة ‏ومستنكرة وطالت احد الوجوه المقاومة والمناضلة في خلدة والشهيد المظلوم علي شبلي ليس له اي علاقة ‏بمقتل الفتى غصن وكل التحقيقات الامنية التي جرت تؤكد ذلك ولكن هناك من يعتقد انه يمكن جر حزب ‏الله واهالي المنطقة من الطائفة الشيعية الى حرب مذهبية واشكالات والهدف منها في نهاية المطاف تهجير ‏الناس من بيوتهم والقول انه غير مرغوب بهم لكونهم من الشيعة او يؤيدون حزب الله والمقاومة وكذلك ‏ممنوع عليهم ان يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية وهذا المنطق مرفوض.‏

وتقول الاوساط ان ما حصل من قتل جبان ليس مرتبطاً لا بأحداث لتخريب 4 آب او غيرها وهو محصور ‏وفق ما يزعم القتلة بأخذ الثأر وانهم لا يريدون التصعيد، وتشير الاوساط الى ان المفاجأة كانت امس عبر ‏استهداف موكب التشييع وهذا من المحرمات ومن الامور الكبيرة والتي تخالف كل الشرائع الدينية وحتى ‏اعراف العشائر. وتقول انه كان هناك رصد لتحركات مسلحة لعناصر من العشائر وتحسباً لاي ردة فعل ‏على قتل شبلي ولكن لم يكن متوقعاً ان يتم الاعتداء الجبان

وتؤكد الاوساط ان التعليق الرسمي لـحزب لله هو بالبيانين الصادرين عنه وهناك انتظار لنتيجة التحقيقات ‏التي تجريها القوى الامنية والحل يبدأ من تسليم القتلة ومحاكمتهم.‏

وتشير الاوساط الى ان حتى الساعة ينتظر قرار قيادة حزب الله في كيفية التعامل مع الجريمتين وسط ‏تنبيهات للعناصر بعدم القيام بأي ردة فعل او التنقل بين المناطق.‏

مواقف: لا للفتنة

اكدت المرجعيات الرسمية والحزبية والدينية في لبنان “على ضرورة درء الفتنة في موضوع الجريمة ‏التي ارتكبت بحق موكب تشييع شبلي وطالبت بتدخل الجيش اللبناني والقوى الامنية لفرض الامن وايقاف ‏القتلة”.‏

عون: على الجيش توقيف مطلقي النار

تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاحداث الامنية المؤسفة التي شهدتها منطقة خلدة،وطلب من ‏قيادة الجيش اتخاذ الاجراءات الفورية لاعادة الهدوء الى المنطقة، وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين ‏وتأمين تنقل المواطنين بأمان على الطريق الدولية.‏

واعتبر أن “الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في ‏المهد، ولا بد من تعاون جميع الاطراف تحقيقا لهذا الهدف”.‏

دياب: لتفويت الفرصة على مشاريع الفتنة

كما أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب سلسلة اتصالات في سياق متابعة الحوادث ‏الأمنية في منطقة خلدة.‏

وشدد على “ضرورة تفويت الفرصة على مشاريع الفتنة والعبث بالاستقرار الأمني.”‏

وشملت اتصالات الرئيس دياب كلا من الرئيس سعد الحريري ووزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال ‏زينة عكر ووزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ‏وحزب الله، مؤكدا ” اتخاذ كل التدابير والاجراءات من أجل قطع الطريق على الفتنة وفرض الأمن.‏

ميقاتي: لضبط النفس حقنا للدماء

واجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا بقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي اكد ‏ان “الجيش سيعزز تواجده في المنطقة لضبط الوضع”، ودعا ميقاتي ابناء المنطقة الى الوعي وضبط ‏النفس حقنا للدماء وعدم الانجرار الى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه”.‏

جنبلاط: لصلح عام عشائري وطريق صيدا لكل الفئات والمذاهب

واكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه “لا بد من توقيف الذين أطلقوا النار اليوم قبل ‏الغد، وأن تأخذ العدالة مجراها. ولاحقا مع العقلاء من الطائفة الواحدة المسلمة، الطائفتين الشيعية ‏والسنية، لا بد من صلح عام عشائري لأن طريق صيدا هي طريق الجميع من كل الفئات والمذاهب”.‏

وقال: “انا مستعد لاقامة الصلح الى جانب الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري ومفتي الجمهورية ‏الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتي عبد الأمير قبلان، ولكن بداية لا بد للجيش أن يوقف مطلقي النار وثم ‏إحالتهم الى المحاكمة، فعلى الدولة أن تتحرك أولا”.‏

وذكر جنبلاط بحادثة الزيادين قائلا: يومها كان لي موقف مع مفتي الجمهورية في جامع الخاشقجي.‏

وردا على سؤال قال: “لا أخاف من جر البلد الى فتنة، ولكن هناك أمور لا بد من معالجتها بسرعة. وأدعو ‏العشائر العربية أيضا الى التحلي بالهدوء، فطريق خلدة الناعمة صيدا هي لجميع اللبنانيين بدون استثناء”.‏

وتابع: ندعو الى الصلح العشائري بعد أن تأخذ العدالة مجراها، رافضا التشكيك بالعدالة من موضوع ‏المرفأ وصولا الى خلدة.‏

ونفى جنبلاط أن يكون الشيخ عمر غصن ينتمي الى الحزب التقدمي الاشتراكي.‏

فضل الله: لسنا عاجزين امام هذه العصابات المجرمة

بدروه شدد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله على ان ما حصل في خلدة هو اعتداء ‏على المواطنين وفيه رسالة للعابرين الى الجنوب بأسلوب عصابات ونحن لسنا عاجزين امام هذه ‏العصابات المجرمة.‏

واشار في حديث تلفزيوني الى اننا قادرون على اجتثاث هذه الفئة من الناس في 5 دقائق لكننا نفضل ‏المسير عبر الدولة التي عليها التصرف والا فلن نستطيع ان نضبط شارعنا لافتا الى ان التشييع لم يكن ‏سرا وكان بعلم مخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات وهناك تقصير من قبل القوى الامنية.‏

العشائر العربية: ما يحصل حذرنا منه سابقاً ولسنا دعاة حرب

صدر عن إتحاد أبناء العشائر العربية في لبنان البيان التالي: إن ما يحصل في خلده الأن سبق وحذرنا منه ‏وبقينا خلال عام ونحن نناشد ولم نوفر جهداً لعدم دخولنا في معركة لا ناقة ولا جمل لنا فيها وكنا نرفض ‏بأن ندفع فاتورة معركة سلاح حزب الله وهنا نتوجه لقيادة الحزب ما زال لدينا الوقت لتفويت الفرصه ووأد ‏الفتنة والاحتكام للغة العقل والقانون لن ندخل بالتفاصيل ولدينا الوقت لاحقا إنما يجب على الجميع التحلي ‏بالصبر وايقاف الفتنة في ظل الظروف الراهنة والفتنة الاعلامية لا نتمنى ولم نكن دعاة حرب وليس ‏بمقدورنا ضبط الشارع في باقي المناطق وعلى امتداد مساحة الوطن أمام الاعلام المضلل ومواقع ‏التواصل الإجتماعي التي تتناقل الاخبار الكاذبة والمحرضة على الفتنه.‏

‏”الهيئات المستقلة للعشائر العربية”:

منفذوا اعتداء خلدة مجموعة من المندسين

ولفتت الهيئات المستقلة للعشائر العربية في بيان الى ان الحادثة المفجعة التي جرت اليوم في خلدة بما ‏حملت من اعتداء على المواطنين وانتهاك حرمة الجنازة لا شأن لها بقيم العشائر العربية الاصيلة ولا ‏تمثلها ولا تنسجم مع رؤيتها والذين نفذوا هذا الاعتداء الغريب عن سلوكنا ليسوا سوى مجموعة من ‏المندسين تعمل لاشعال فتيل فتنة لا تخدم سوى اعداء الوطن.‏

واضاف البيان اننا اذ نعلن براءتنا من هذه الممارسات الشاذة والخطيرة ندعو الجيش اللبناني والقوى ‏الامنية الى التحرك الفوري لمعاقبة المجرمين والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن ‏المواطنين في مرحلة هي من اسوأ المراحل واخطرها التي تمر على لبنان.‏

المستقبل: للإبتعاد عن إثارة النعرات

بدوره لفت “تيار المستقبل” في بيان الى أن “القيادة تتابع تطورات الوضع الأمني الخطير في خلدة، ‏وتجري اتصالاتها مع الجهات المعنية والمختصة، لا سيما مع مرجعيات العشائر العربية للعمل على ‏التهدئة وعدم الإنجرار وراء أي فتنة، كما أجرت قيادة “المستقبل” اتصالات مع قيادة الجيش وسائر ‏الأجهزة الأمنية، للعمل على ضبط الوضع والحؤول دون تطور الأحداث، داعيةً كل المعنيين الى ‏التضامن على مساعدة الاجهزة والقوى الامنية الرسمية على معالجة الوضع.‏

وعبر التيار عن أسفه الشديد “لسقوط قتلى وجرحى وفلتان زمام الامور بالشكل الذي يحصل”، داعياً ‏‏”وبتوجيه مباشر من رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، جميع اللبنانيين الى الوعي والابتعاد عن كل ‏ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الامور في أي منطقة، وتجنب ‏نشر أي أخبار أو تعليقات غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي.‏

أرسلان دعا الجيش لفرض حظر التجول

أكّد رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، أنّ “ما يحصل في خلدة فعل مستنكَر ‏ومدان، ويَعكس خطورة ما وصلنا إليه”، ودعا، في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قيادة الجيش ‏اللبناني والأجهزة الأمنية إلى “التدخّل الفوري وتطويق المنطقة وفرض حظر تجوّل للساعات المقبلة”، ‏مشيرًا إلى أنّ “التواصل قائم مع الجميع لفرض التهدئة، وعلى الجميع التجاوب مع الأجهزة الأمنية. رحم ‏الله “الشهداء” والشفاء العاجل للجرحى”.‏

وهاب: نتمنى أن يعالج الوضع بالهدوء

ولفت رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ ‏‏”ما نتمنّاه أن يعالَج الوضع في خلدة – الساحل بالهدوء والعقل، ونضع أنفسنا بالتصرّف للمساعدة”، ‏مشيرًا إلى “أنّنا متأكّدون أنّ “حزب الله” يرفض الإنجرار إلى أيّ مشروع فتنة داخليّة، وسيعالج الأمر ‏بالطريقة المناسبة”.‏

Leave A Reply