فضل الله : أنيس النقّاش ( شاهد على عصره بالكلمة والموقف )

الخسارة بالمجاهد (أنيس النقّاش)خسارة لكل الساحة الجهادية بكل عناوينها الاخلاقية والمعرفية والميدانية فهو النموذج الجهادي الذي لم تحكمه الا مكونات الهوية الايمانية الأصيلة وموجبات القضية ومواجهة الظلم والاحتلال في زمن الردة العربية والاسلامية والصفقات والتسويات المذلة، هو الشاهد على عصره بالكلمة والموقف والعمل الميداني المقاوم فقد كان المتميز بقدرته على الارتقاء الى مستوى المسؤولية برؤيته الثاقبة ووعيه المتقدم وسلوكياته المترفعة عن حيثيات التكسب والانتهازية والنفعية فلم يكن في كلماته الا شاهد الحق الذي لم ينهل الا من عصارة عقله المنفتح وفكره النيّر وقلبه الصافي وفي نهجه الا الثابت الذي لا يتغير والاصيل الذي لا يداري والوحدوي الذي لا يتعصب، كان الشاهد على عصره بالموقف وهو من جيل السابقين الأولين الذين تبنوا نهج المقاومة فحملوا هم العمل الفدائي من أجل تحرير فلسطين منذ الانطلاقة الأولى في القرى والساحات العاملية وكم حدثني عن ذكرياته في (جيل فريز) في #عيناثا التي كانت قاعدة لانطلاقة العمل الفدائي المقاوم، وهكذا بقي امينا على نهج المقاومة عندما انتمى الى ثورة الامام الخميني بلا حسابات وشروط فأعطاها من اصالة فكره وسعة ثقافته وعنفوانه الثوري وكل قدراته وطاقاته وبذلك كان نموذجاً للثوري الذي يعطي دون أن يأخذ ويبذل دون أن يتكسب وينتمي دون أن يتعصب

(أنيس النقّاش) بقي حتى الرمق الاخير شاهداً على نهج المقاومة وامينا على مسؤولية حراسة خطها وصون نهجها رغم كل التحديات،

في زمن التكفير والتطبيع والغلو والتحريف والزيف يبقي التنويري العربي الإسلامي المتألق

(أنيس النقّاش ) قهر الحياة فعاش حراً كريماً ويبقى بعد مماته نموذجاً قيماً حياً ينتصر على الموت تصديقا لقول الإمام علي (ع) الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين”.

Leave A Reply