الأنباء : كورونا لا يزال في مرحلة “الإنتشار القوي”.. ولا نتائج بعد للتدابير المتّخذة

جاء في صحيفة ” الأنباء ” : فيما تراوح الحركة السياسية على حالها في المواقف وجمود الاتصالات، دون تسجيل أي خرق على صعيد حلحلة ‏العقد التي أدّت لتأجيل الاستشارات النيابية الملزمة إلى الخميس المقبل، وبعد فشل الوساطات التي سعت بعيداً عن ‏الأضواء للاتصال بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل، استمرت معارضة الأخير لتكليف الحريري ‏تشكيل الحكومة الجديدة، ورغم كل ذلك يبدو أن بصيص أمل تظهّر في الساعات القليلة الماضية تمثّل بدعم أميركي ‏للمبادرة الفرنسية للعمل على تشكيل حكومة مستقلة برئاسة الحريري، وتجلّى ذلك من خلال اللقاءات التي عقدها ‏مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر مع القوى السياسية، مستثنياً باسيل منها، ‏فهل يمكن أن تبقى الاستشارات النيابية دون تأجيلها مرة جديدة، وبالتالي يتم تكليف الحريري وترحيل الأزمة من ‏التكليف إلى التأليف؟‎ ‎

مصادر متابعة تحدثت عبر “الأنباء” عن مجموعة عوامل أدت الى نوع من التفاؤل باتجاه الحلحلة، وأن ورئيس ‏الجمهورية ميشال عون لن يلجأ الى تأجيل الاستشارات مرة أخرى كي يدفع عن الرئاسة الأولى خطيئة التعطيل ‏وتضييع الوقت‎.‎

هذه العوامل مجتمعة، بحسب المصادر، حدَت برئيس مجلس النواب نبيه بري للإعلان عن تفاؤله ببقاء ‏الاستشارات في موعدها، وهو مؤشر ايجابي كي تأخذ الأمور مسارها الطبيعي‎.‎

توازياً، كررت مصادر بعبدا عبر “الأنباء” الحديث عن “حرص عون على تطبيق الدستور واجراء الاستشارات ‏النيابية في موعدها المحدد”، معتبرة أنه “لو كانت الأمور على ما يرام الأسبوع الفائت لما أرجأها الى هذا ‏الأسبوع، وأن لا نية لديه لتأجيلها مرة جديدة لأن مواقف الكتل النيابية أصبحت معروفة والتأجيل لن يقدم ولا ‏يؤخر‎”.‎

بدورها، مصادر عين التينة التي سبق وتحدثت لـ”الأنباء” عن اتصالات بعيدة عن الاعلام يجريها بري مع القوى ‏السياسية كافة ومع رئيس الجمهورية، وعلى ضوء المعلومات التي توفرت لديه، أكدت المصادر بأن الاستشارات ‏ستجري في موعدها‎.‎

ورداً على سؤال حول تمرير التكليف ونقل الأزمة الى التأليف الذي لن يتم قبل الانتخابات الأميركية، استغربت ‏المصادر هذا الكلام وذكّرت بما قاله شينكر بهذا السياق عندما سأل “لماذا تحاولون دائما ربط أموركم وقضاياكم ‏الداخلية بالتطورات الدولية، ولماذا لا تستفيدون من الوقت؟ وما شأن تشكيل الحكومة عندكم بالانتخابات ‏الأميركية؟‎”.‎

مصادر عين التينة شددت على “وجوب الاستفادة من الوقت وأن يباشر الرئيس المكلف باتصالات التأليف فوراً”، ‏معتبرة أنه “من الممكن تشكيل الحكومة قبل الثالث من تشرين الثاني موعد الانتخابات الأميركية‎”.‎

مصادر تكتل “لبنان القوي” اشارت من جهتها عبر “الأنباء” الى أنه “إذا تمكن من تشكيل حكومة مستقلين كما ‏وعد، فإن التكتل قد يعيد النظر في جلسة الثقة‎”.‎

مصادر “المستقبل” لم تعلّق على كل ما يشاع حول الاستشارات النيابية وما اذا كانت ستبقى في موعدها أم ‏ستؤجَّل مرة جديدة، معتبرة ان “الصمت افضل من الكلام في هذه المرحلة، وهي لن تعلن أي موقف بانتظار ‏التكليف وبعدها لكل حادث حديث‎”.‎

بدورها، نفت مصادر حزب الله عبر “الأنباء” ما يقال إن الحزب قرر ان يستدرج الحريري الى التكليف وعند ‏التأليف لن يتردد بوضع العصي في طريقه، معتبرة أن هذا الكلام بأنه “عار من الصحة جملة وتفصيلا، وكل ‏المواقف التي تصدر من عين التينة تعبر ايضا عن موقف حزب الله أي عن موقف الثنائي الشيعي‎”.‎

في الشأن الصحي، ومع استمرار عداد كورونا بالارتفاع وبعد اقرار وزير الداخلية محمد فهمي الخطة الثالثة من ‏اقفال البلدات والقرى المصابة والتي تمثلت بـ79 قرية مع ابقاء التدابير المشددة على حالها، أشار رئيس قسم ‏الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي البروفيسور بيار أبي حنا عبر “الأنباء” الى ان النتائج ‏العملية للتدابير المتخذة من قبل وزارتي الصحة والداخلية بالاقفال الجزئي ولمدة اسبوع فقط لما يزيد عن 200 بلدة ‏حتى الآن “لن تظهر فاعليتها قبل عدة أسابيع ومعرفة مدى التزام سكان هذه البلدات التي شملها قرار الاقفال ‏بالتدابير الوقائية اللازمة”. وقال: “المشكلة تكمن في تداخل المناطق مع بعضها البعض، فما يحصل يعيق تطبيق ‏التدابير الوقائية بالشكل المطلوب لا بل يزيد مخاطر الاصابات أكثر وبالأخص اذا لم يكن هناك تعقيم فعلي ‏للداخلين والخارجين من وإلى هذه البلدات‎”.‎

وعن وضع كورونا بشكل عام، أشار أبي حنا الى “اننا ما زلنا في مرحلة الانتشار القوي، فعدد الحالات مرتفع ‏جدا والمستشفيات تتعرض لضغط كبير ولا قدرة لها على الاستيعاب أكثر”، واصفا الوضع بالدقيق الحساس، ‏قائلا: “لا حل الا بالالتزام الكامل بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وعدم التجمعات ووقف كل المناسبات ‏الاجتماعية وبالأخص في الأماكن المغلقة، والمصاب يجب ان يعزل نفسه في مكان خاص به لأن عدم الالتزام ‏بالعزل يتسبب بمشكلة كبيرة‎”.‎

واقترح ابي حنا “تخصيص برامج تلفزيونية لتوعية المواطنين بشكل يومي تستضيف أحد المسؤولين الصحيين ‏فيقدم ملخّصا عن ارقام كورونا وطريقة انتقال العدوى من انسان الى اخر، فهذه العملية ربما تساعد على ترسيخ ‏الوعي أكثر عند الناس ودفعهم الى الالتزام باجراءات الوقاية من الفها الى يائها وبغير ذلك سنبقى نشهد على مزيد ‏من الاصابات‎”. ‎

Comments are closed.