السبت, يوليو 27

بحر صور ينتظر رواده «رغم الحرب».. مساحات للفرح والتجديف!

حسين سعد – جنوبية

ليس حال بحر صور في هذه الأيام، كما هو حاله في بداية الموسم البحري من كل عام، حافلاً بالوافدين من كل صوب، للتمتع بمياهه الدافئة والإستلقاء على رماله الذهبية، التي تلوحها الشمس .

بحر صور أكمل إستعداده، رغم أجواء الحرب، ورفعت فيه الخيم ال49، قبل أكثر من إسبوعين، على شاطئه الجنوبي ومنطقة حي الخراب، المعروف بمنطقة الجمل، إيذاناً برفع سقف التحدي وعدم الإنكسار، أمام العدوان الإسرائيلي وترهيب

جدارات الصوت .

الشاطىء في صور

بالنسبة لموسم بحر صور، الأكثر شهرة وجذباً على طول الشاطىء اللبناني نظراً إلى خصائصه المتنوعة، ومنها مساحته الواسعة ونظافته وتنوع القادمين إليه، فإنه مرتبط إلى حد كبير بالتطورات الأمنية والعمليات العسكرية، التي شارفت على إنتهاء شهرها الثامن، والتي عطلت الحياة في مناطق واسعة من مدن وبلدات وقرى الجنوب، وأرخت بثقلها الكبير، على مدن أخرى، ومنها مدينة صور، التي تحتضن مع قراها عشرات آلاف النازحين .

لا يقطع المستثمرون في الخيم البحرية وغيرها، التي تقام بشكل مؤقت سنوياً على الشاطىء، إبتداء من اوائل شهر أيار وحتى اواخر أيلول، الأمل بتحريك النشاط البحري، أقله على مستوى أبناء المنطقة، وهم يربطون تحسنه بنوع وحدة العمليات العدوانية الإسرائيلية، التي لم تعد تستثني بقعة من الجنوب، ومنها محيط مدينة صور.

وأكد علي ل”جنوببة”، وهو أحد المستثمرين، على شاطىء صور الجنوبي، منذ عقود، “لقد كانت إرادتنا إطلاق الموسم البحري، على الرغم من كل التحديات، لإبقاء نافذة مفتوحة على الحياة، وإثبات ثقافة التحدي والإرادة.

وأضاف “:إنه في الوقت الراهن، يعد النشاط ضعيفاً جداً، وهذا الأمر ليس مستغرباَ، في ظل الإعتداءات والغارات العنيفة وعمليات الإغتيال، وأيضاً عمليات خرق جدار الصوت الأخيرة، التي ترعب المواطنين، وتدفع الكثيرين منهم إلى عدم التنقل سواء كانوا أفراد او عائلات.

بحر صور

وعلى بعد مسافة مئات الامتار من هذه الخيم، من ناحية الغرب وتحديداً عند الكورنيش الجنوبي لمدينة صور، يمارس الكثير من المواطنين السباحة والإستجمام، متأبطين خيمهم الصغيرة وكراسي، يطرحونها على الشاطىء، إلى جانب نراجيلهم.

ويقوم آخرون من الشباب والشابات، بممارسة رياضات وهوايات مختلفة، لا سيما هواية” التجديف”، بقارب صغير، يطلقون عليه “حسكة”، لإمتطاء الأمواج قليلة الإرتفاع عند الشاطيء، فيغمرهم الفرح والراحة الجسدية والنفسية، وهم يصوبون وجوههم، نحو ساحل الناقورة، على مرمى حجر من فلسطين.

Leave A Reply