المقاومة تقدم نماذج من قدراتها العسكرية.. إسقاط المسيّرة “هرمز” يُربك العدو!

حدثان بارزان سيطرا على مشهد المواجهات المستمرة بين المقاومة الاسلامية في لبنان وبين العدو الاسرائيلي.

الأول، هو تمدد العدوان الصهيوني الى البقاع وتحديدا الى بعلبك التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية نحو مئة كيومترا، ما أدى الى سقوط شهيدين وأربعة جرحى.

والثاني هو العملية النوعية التي أسقطت من خلالها المقاومة الطائرة المسيّرة “هرمز 450” بصاروخ أرض جو، ما أدى الى إحتراقها أمام مرأى ومسمع المواطنين الذين إلتقطوا لسقوطها المدوي الصور بهواتفهم الخليوية، الأمر الذي أربك إسرائيل التي إعتبرت أن إستهداف المسيّرة يشكل ضربة قوية لسلاح الجو وللطلعات الاستطلاعية التي تهدف الى جمع المعلومات.

لا شك في أن إسرائيل المأزومة داخليا على المستويين السياسي والشعبي، وخارجيا على مستوى المفاوضات المتعثرة مع حماس، وفي غزة التي لم يعد لديها ما تقوم به عسكريا بعد فشلها في تحقيق أهداف الحرب، وفي رفح التي تخشى تداعيات إجتياحها في ظل جهوزية المقاومة والرفض الدولي لذلك، تتهيب شهر رمضان المبارك الذي تدرك إستحالة إستمرار العمليات العسكرية فيه، كون ذلك سيعرضها لإنتفاضة جديدة قد تنطلق من المسجد الأقصى.

لذلك تسعى إسرائيل للوصول الى هدنة بشروطها خلال الشهر الكريم، وأبرزها هي عدم وقف إطلاق النار بشكل كامل، خصوصا أن نتنياهو يدرك أن توقف الحرب يعني هزيمته وإنتقاله الى مرحلة المساءلة والمحاكمة، لذلك فإنه يحرص على إبقاء أبواب الحرب مفتوحة ولو بغارة واحدة يوميا ليبعد عنه الكأس المرّ الذي ينتظره.

وفي الوقت الذي تضغط فيه الدول المعنية بالمفاوضات أميركا وفرنسا ومصر وقطر للوصول الى الهدنة المرجوة قبل شهر رمضان المبارك وسعيها الى إقناع الطرفين بتقديم تنازلات يمكن البناء عليها لتحقيق هذا الهدف، يبدو أن إسرائيل التي وضعت بنك أهداف لها في لبنان، تريد أن تقوم بأكبر عدد من الغارات لضربها في محاولة ترمي الى تحقيق أمرين:

الأول، إستدراج حزب الله الى مواجهة واسعة تؤمن إستمرار الحرب التي تحمي نتنياهو، في حال توقف العدوان على غزة.

والثاني، الضغط على المقاومة في حال شملت الهدنة لبنان، للاستجابة للشروط الاسرائيلية التي ينقلها بعض الموفدين الدوليين وتتضمنها الورقة الفرنسية، لا سيما ما يتعلق بتطبيق القرار 1701 وضرورة تراجع المقاومين ما بين 3 الى 7 كيلومترا بما يضمن عودة آمنة للمستوطنين الى مناطق شمال فلسطين المحتلة، وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا على الصعيد اللبناني.

وفي الوقت الذي يبدو فيه الموقف اللبناني موحدا، لجهة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وخصوصا القرار 1701 وبإرسال الجيش الى الجنوب وإعادة الوضع الى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر، كما يؤكد هذا الموقف على ضرورة تطبيق إسرائيل للقرار بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف خروقاتها البرية والبحرية والجوية، وعدم إستخدامها الأراضي اللبناني لضرب سوريا.

وفي ظل الأخذ والرد، حول الشروط الاسرائيلية والموقف اللبناني منها، برز تطور كبير على صعيد الميدان، تمثل بإسقاط مسيّرة “هرمز 450” وإسمها بالعبري “زيك” والتي يبلغ ثمنها نحو مليونيّ دولار، وتقوم بمهام متعددة لجهة الرصد والاستطلاع والرقابة والهجمات والتصوير وإعطاء الاحداثيات، وذلك في رسالة وجهتها المقاومة للعدو الاسرائيلي عن القدرات التي تمتلكها ولم تسخدمها بشكل واسع حتى الآن.

ويبدو واضحا، أن المقاومة تحرص في كل فترة على تقديم نماذج عن القدرات العسكرية التي تمتلكها وذلك في محاولة لتعزيز قوة الردع وتوازن الرعب، ومن بينها الصاروخ الذي أسقط المسيّرة، حيث يفترض بالعدو أن يحسب ألف حساب قبل إطلاق مسيرات جديدة من هذا النوع، فضلا عن إلتزام المقاومة باستهداف القواعد العسكرية وكان آخرها أمس قاعدة نفح في الجولان التي تبعد 19 كيلومترا عن الحدود وهي تلقت 60 صاروخا حققت أهدافها وأصابت أقسامها بشكل مباشر.

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply