الشهيد الرئيس صالح الصماد..”يد تحمي ويد تبني”

عدنان عبدالله الجنيد

الحمد لله القائل(مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )،الأحزاب- آية (23).

رجل المرحلة، المسؤولية، حارس البحر الأحمر “ليست دماؤنا أغلى من دمائكم، وليست جوارحنا أغلى من جوارحكم وجوارح زملائكم في الجبهات ..، مسح الغبار عن نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا ” ، النموذج للمدرسة التي ينتمي إليها مدرسة الإمام علي عليه السلام.

في ذكرى استشهاد الشهيد الرئيس صالح الصماد “أبو الفضل” رضوان الله عليه نوجز الآتي:

أولاً : الشهيد الرئيس في سطور:

صالح علي محمد الصماد، ولد في عام 1979م _ بني معاذ _ مديرية سحار_ محافظة صعدة، انطلق في المسيرة القرآنية من بدايتها الأولى، وشد إلى الشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، وسمع منه الدروس والمحاضرات، كان حافظاً للقرآن الكريم على ظهر قلب، وحاصل على شهادة البكالوريوس علوم قرآن، كان محاضراً بليغاً وأديباً وشاعراً ومثقفاً واسع الأطلاع ومستوعباً للثقافة القرآنية فكراً وسلوكاً وتطبيقاً.

تولى الكثير من المسؤوليات الكبيرة والاعمال الجهادية في أنصار الله، ترأس المجلس السياسي لأنصار الله بتكليف من قائد الثورة بعد ثورة رفض الوصايا 21 من سبتمبر 2014م ،شغل منصب مستشار رئيس الجمهورية اليمنية في 2014/9/24م ،أنتخب رئيساً للمجلس السياسي الأعلى بتاريخ 2016/8/6م ،وصفته دول قوى الاستكبار العالمي وعملائهم المطلوب الثاني بعد السيد القائد على لائحة الاستهداف، أطلق مشروع لبناء الدولة الحديثة والعادلة تحت شعار ” يدً تحمي ويدً تبني ” في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء في الذكرى السنوية الثالثة  للصمود الوطني في وجهه العدوان بتاريخ 2018/3/26م ،استشهد بغارة جوية في جريمة إغتيال سياسية ظهر يوم الخميس بتاريخ 3 شعبان 1439 هجري الموافق 2018/4/3م.

ثانياً: في حضرة الشهيد الرئيس:

الصماد اسم يعني استمرار الصمود وتكراره وثباته،عنوان الصدق مع الله والثبات في موقف الحق وبذل النفس والمال والجهد، نموذجاً ومثالاً رائعاً في النزاهة المالية ” صالح الصماد لو استشهد غد ما مع جهالة وين يرقدوا إلا يرجعوا مسقط رأسهم وهذه نعمة بفضل الله “، عاش صالحاً نزيهاً نظيف اليد مخلصاً لمبادئه ووطنه ومسيرته.

أطلق على العام الرابع للصمود الوطني في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي بالعام الباليستي، وقال إن هذا العام سيكون عاماً باليستياً بامتياز ” اليمن الآن هو يمثل يوسف العرب في هذا الزمان، وكما احتاج العرب في يوم من الإيام، سيأتي اليوم الذي يفهم العرب أنهم تامروا على إبناء اليمن، وأنه لن ينجيهم ولن يكن لهم دافعاً وحامياً ودرعاً حصيناً إلا إبناء اليمن في مواجهة المؤامرات الصهيونية الأمريكية ” .

استشهد في محافظة الحديدة وهو في مواجهة مع الأمريكي، رحل الشهيد الصماد جسداً ،لكنه ظل روحاً وقيماً ومبادئاً نزداد كل يوم فينا رسوخاً ويقيناً بصوابيه المنهج والمسار،بالانتماء المتجذر للقيم التي جسدها الرئيس الشهيد رضوان الله عليه بأرقي مثال ونموذج يلهم من بعده أن يسيروا على ذات الطريق والمشروع والمنهج.

ثالثاً: القضية المركزية والمحورية للشهيد الرئيس:

أن القضية المركزية والمحورية للشهيد الرئيس رضوان الله عليه هي فلسطين ،وكان الشهيد الرئيس مهتماً بها اهتمام بالغ الآثر، ويرى أن القدس هي المعيار الذي نقيس من خلاله مستوى تقدم العرب والمسلمين أو تراجعهم،وكان الشهيد الرئيس يترأس الحضور المليوني لشعب الإيمان والحكمة في يوم القدس العالمي ” أن ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار مستمر هو إمتداد لمشروع العمالة والأرتهان، الذي يمثل كبره النظام السعودي في استهداف كل حر وشريف يتحرك لاستنهاض الأمة، وأن النظام السعودي ينصب نفسه درعاً حصيناً وحامياًللكيان الصهيوني، ويعمل كل ما بوسعه للوقوف في وجه الشعب اليمني لاثنائه عن تبني المشروع الحضاري والتنويري لمواجهة الخطر الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن عنفوان هذا الشعب العظيم وقيمه وإصالته تجاوزت كل هذه المؤامرات ليجعل من فلسطين هي القضية الأولى في اهتماماته، نحن الآن نتصدر قضية الأمة العربية والإسلامية، نحن الآن ندافع عن كل حر في هذه الأمة على مستوى الجغرافيا العربية بإسرها لأننا نحمل مشروعاً تحررياً وهذا الذي يزعجهم ” ، نعم هذا ما ازعج العدو الإسرائيلي وباين هذا الإزعاج في تصريحات المجرم بنيامين نتنياهو بأن باب المندب في خطر، في وجود هذه القيادة في اليمن، وهذا ماأكده قائد الثورة يحفظه الله في خطابه في ذكرى استشهاد الشهيد الرئيس صالح الصماد رضوان الله عليه في 3  شعبان 1445هجري.

رابعاً: مشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد:

رسم الشهيد الصماد بمبادئه وطموحاته خارطة طريق وطنية وعالمية لتحقيق طموحات الشعب اليمني في بناء الدولة بعيداً عن مشاريع الوصاية والتبعية، وكان نموذج فريداً في أدارة الدولة رغم كل المخاطر والمعوقات والتحديات في ذلك الفترة وأثناء مواجهة العدوان الصهيوأمريكي ومخاطر فتنة عفاش وهذه المرحلة كانت من أصعب المراحل التي مرت بها البلد،وهذا ماجعل تحالف العدوان الأمريكي والإسرائيلي السعودي الإماراتي يضع الشهيد الرئيس صالح الصماد على قائمة المطلوبين والمستهدفين.

مثل المشروع الوطني للشهيد الرئيس تحت عنوان ” يدً تحمي ويدً تبني ” مشروع كفيل بحماية البلاد من العدوان الخارجي وبناء الدولة الحديثة وتوحيد صف الأمة، مستنداً إلى منهجية الشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ” القيادة والمنهج ” ،مشروع يهدف إلى ترسيخ دعائم الثبات والبناء والنهوض والتطوير وتعزيز الشراكة في إدارة الدولة، رسم معالم الطريق لمواجهة مشروع قوى دول الاستكبار العالمي المتمثل باللوبي الصهيوني اليهودي، وقد نجح هذا المشروع وعليه أعلن قائد الثورة يحفظه الله عن التغيرات الجذرية، فكان أول تغير جذري تنفذه القوات المسلحة اليمنية هو منع السفن المتعددة الجنسيات ذات العلاقة بالكيان المغتصب بالمرور ذهابا وإياباً من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب إلى الموانئ الإسرائيلية، وأن العمليات النوعية والعسكرية اليوم في مواجهة ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والعدو الصهيوني في مناصرة الشعب الفلسطيني ماهي إلا ثمرة من ثمار مشروع الشهيد الرئيس.

خلف الشهيد الرئيس الآلاف من المجاهدين يحملون صفاته ومؤهلاته وجيشاً قوياً وشعباً واعياً غير معالم المنطقة ويتوعد الأمريكي بالاستقبال على خناجر البنادق مؤكدين قول الشهيد الرئيس صالح الصماد رضوان الله عليه.

وعهداً منى شعب ومجاهدين للقائد والشهيد الرئيس أن نمضي قدماً قدماً في المشروع ومستمرين في المزيد من التغيرات حتى أنتصار القضية الفلسطينية وإزالة الغدة السلطانية والهيمنة لدول قوى الاستكبار العالمي، ومناصرة المستضعفين والمحروميين في العالم، حاملين أمانة قائد الثورة عنوان الشهيد الرئيس “يدً تحمي ويدً تبني ” أمانه في اعناق مسؤولي الدولة وأحرار البلد ولابد أن يتحرك الجميع في هذا السياق.

Leave A Reply