164 شهيداً بـ19 مجزرة في غزة وأكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى بقصف على رفح

لم يكترث الاحتلال الإسرائيلي بالتحذيرات الدولية من استهداف مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، التي تؤوي مئات آلاف النازحين الفلسطينيين، ونفّذ قصفاً عنيفاً بغارات ليلية حتى فجر الاثنين، استهدفت منازل ومساجد، وأسفرت عن سقوط مئات الشهداء والجرحى.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الاثنين، ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي 19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 164 شهيداً و200 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة الحرب على غزة إلى 28 ألفاً و340 شهيداً و67 ألفاً و984 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ورغم الرفض والتحذيرات الدولية، شنت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، التي تؤوي 1.4 مليون نازح، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى.

وقال شهود عيان إن طائرات إسرائيلية شنت أحزمة نارية وغارات عنيفة على عدة مناطق من رفح، ما أسفر، حسب مصادر صحية في المدينة، عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بينهم أطفال ونساء، وإصابة مئات آخرين، وصلوا إلى مستشفيات رفح إثر غارات إسرائيلية كثيفة على المدينة جنوبي القطاع.

وأضافت مصادر محلية أن طائرات حربية شنت سلسلة غارات عنيفة قُدرت بنحو 40 غارة استهدفت، على وجه الخصوص، عديداً من المنازل ومساجد تأؤوي نازحين، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف ومن بوارج حربية على مدينة رفح.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنه “نفَّذ سلسلة غارات ضد أهداف في جنوب قطاع غزة”.

واستهدف عدد من الغارات العنيفة محيط كل من المستشفى الكويتي وبعض المقرات الصحية في المدينة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إنهم يحاولون انتشال من تبقى من الشهداء من تحت الركام في رفح. وأكد أن الواقع الطبي والإنساني في رفح كارثي للغاية، وأن أعداد ضحايا القصف على رفح الليلة أكبر من طاقة المستشفيات.

وقال إن الأطباء يفترشون الأرض لعلاج الجرحى بسبب ضعف البنية التحتية الصحية، وإن القصف الإسرائيلي استهدف منازل ومساجد، مما تسبب في ارتفاع أعداد الضحايا. وحذر من مغبة تنفيذ الاحتلال عملية برية في رفح.

كما استهدف القصف مسجد الهدى وسط مخيم يبنا المكتظ بالسكان، ومسجد “الرحمة” في مخيم الشابورة.

وقصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية أكثر من 10 منازل بعضها مأهول بالسكان في غضون أقل من ساعة واحدة، في مناطق “مصبح وعريبة وخربة العدس ومخيمي الشابورة ويبنا”.

في السياق ذاته، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن مياه الصرف الصحي تغمر قسم الطوارئ وتعوق عمل الطواقم في مستشفى ناصر بخان يونس.

صعوبات تواجه عمليات انتشال المفقودين

وأفاد مراسل TRT عربي بأنه يجرى نقل أعداد كبيرة من جثامين الشهداء والجرحى إلى مستشفيات رفح ومستشفى غزة الأوروبي شرقي مدينة خان يونس، مشيراً إلى وجود صعوبات كبيرة في عمليات انتشال المفقودين من أسفل المنازل المستهدفة بالقصف.

من جهتها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن رفح تشهد استهدافات عنيفة جداً في مناطق متفرقة كان عدد منها في محيط مقر الجمعية وسط المدينة.

وأفادت الجمعية باستهداف منزل مأهول بالسكان مقابل مقرها، ما أدى إلى نشر الرعب بين المواطنين. كما أشارت إلى أن الطائرات المروحية أطلقت نيرانها الرشاشة على طول المناطق الحدودية.

ومساء الأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي صدّق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح.

وتشكل رفح، الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي المستمر في أماكن أخرى من قطاع غزة في إطار حرب إسرائيل المستمرة منذ 4 أشهر.

ويحتشد نحو 1.4 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكان القطاع المحاصر، في رفح، غالبيتهم العظمى فرّوا من العنف في شمال القطاع ووسطه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكانت حركة قد حماس حذّرت (السبت) من كارثة ومجزرة في رفح قد تُخلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، في حال شن عمليّة برية إسرائيلية فيها.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه “في ظل الظروف الحالية” فإن واشنطن “لا تستطيع دعم عملية عسكرية في رفح بسبب الكثافة السكانية”. وأضاف أن السكان المدنيين “ليس لديهم مكان يذهبون إليه”.

انتهاك أوامر محكمة العدل الدولية

من جهتها، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، الأحد، إن “إسرائيل تنتهك على ما يبدو القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني الماضي، التي تطالبها باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية حقوق الفلسطينيين وتجنب جميع الإجراءات التي يمكن أن تشكل جريمة إبادة جماعية”.

وعارضت ألبانيز، في تصريحها لصحيفة الغارديان البريطانية، تفسير بعض الحقوقيين وإسرائيل الأوامر القضائية التي أعلنتها محكمة العدل الدولية على أن الأفعال المذكورة غير محظورة “ما دامت إسرائيل ترتكبها دون نية الإبادة الجماعية”.

وأوضحت المقررة الأممية أن “العدل الدولية” قضت بوجوب امتناع إسرائيل عن جميع الأعمال التي يمكن أن تشكل جريمة إبادة جماعية.

وفي وقت لاحق، نشرت ألبانيز مقابلتها مع الغارديان على حسابها بمنصة “إكس”، مؤكدةً أن إسرائيل ملزَمة احترام قرارات المحكمة، ويتعين على الدول أن تتحرك بشكل حاسم لمنع وقوع مزيد من الظلم.

وفي أواخر عام 2023، رفعت جنوب إفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية، متهمةً فيها إسرائيل بالفشل في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.

وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي، أمرت المحكمة إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.​​​​​​​

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.

Follow Us: 

Leave A Reply