عشرات الشهداء في قصف إسرائيلي على غزة.. و90% من سكان القطاع نازحون

سقط عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية منذ صباح الخميس استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن سكان غزة يواجهون انتشار الجوع الحاد واليأس، في وقت أعلنت “أونروا” أن نحو 90% من سكان القطاع نازحون حالياً.

لليوم 83 توالياً، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن سلسلة غارات الجوية على مناطق مختلفة في قطاع غزة، مخلفا نحو 65 شهيداً، بينهم صحفيان وجرحى آخرون.

وكشف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن قوات الاحتلال ارتكبت 20 مجزرة بحق عائلات بكاملها راح ضحيتها 210 شهداء و360 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشار القدرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 21320 شهيداً و55603 إصابات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأوضح أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 312 كادراً صحياً بعضهم من” الطاقات التخصصية النادرة”.

واستهدف الاحتلال في وقت سابق محيط مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر في خان يونس 3 مرات الخميس، مما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة 10 آخرين.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستشهاد الصحفي محمد خير الدين، والمصور أحمد ماهر خير الدين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلَي عائلتهما في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، لترتفع حصيلة عدد الشهداء الصحفيين منذ بدء العدوان إلى 105 صحفيين.

وأفادت الوكالة باستشهاد أكثر من 30 فلسطينياً في قصف الاحتلال مربعاً سكنياً في مشروع بيت لاهيا لعائلات خير الدين والكرد والقاضي، كما قصفت طائرات الاحتلال منزلَين لعائلتي المناعمة وعيد، ومنازل في محيط عيادة الوكالة شرق مخيم المغازي، وسط القطاع، ما أدى إلى ارتقاء سبعة شهداء على الأقل، وعشرات الجرحى.

نازحون دون مأوى

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا الخميس، إن أعداد النازحين في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، تجاوز 657 ألفاً، يعيش جزء كبير منهم بلا مأوى.

وأفادت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام والتواصل في أونروا بمدينة غزة، إيناس حمدان، بأن أوامر الإخلاء التي يوجهها الجيش الإسرائيلي إلى الفلسطينيين في وسط القطاع “تزيد الضغط على الأونروا في تقديم الخدمات خاصة بمدينة رفح التي بلغ عدد النازحين فيها أكثر من 657 ألف نازح”.

وحول أعداد النازحين في مراكز “أونروا” بالقطاع، قالت حمدان، إن “ما يقارب من 1.4 مليون شخص نازح يلتجئون الآن في 156 منشأة تابعة للوكالة”، وبشكل عام أشارت إلى أن نحو 90% من سكان القطاع نازحون حالياً.

وأضافت أن “عديداً من العائلات يفترش الأرض حول مراكز الأونروا التي تعاني أصلاً من اكتظاظ هائل وفاقت طاقتها الاستيعابية بالنسبة إلى أعداد النازحين والخدمات التي تُقدَّم”.

وتابعت بأن “قدوم مزيد من النازحين يشكل تحدياً آخر لفرق الأونروا التي تعمل على مدار الساعة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين”.

وذكرت حمدان أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة أقل ما يقال عنها إنها كارثية، وحدّة الأعمال العدائية لا تزال مستمرة وأعداد الضحايا في ازدياد بشكل يومي.

وأوضحت أن الظروف المعيشية صعبة للغاية مع ازدياد أعداد النازحين من مختلف المناطق إلى جنوبي القطاع، ومعظمهم لا يجد أماكن يحتمي بها في ظل أن مراكز الإيواء التابعة للوكالة “مكتظة بشكل مهول بالنازحين وتستقبل عشرات أضعاف طاقتها الاستيعابية”.

وأشارت المتحدثة إلى محاولات أونروا إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة والشمال لكن استمرار الحرب يمنع الوصول الآمن لهذه المساعدات.

وطالبت حمدان بضمان دخول كافٍ وواسع للمساعدات ومنتظم حتى تلبي احتياجات النازحين، ودعت إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى مدينة غزة ومحافظة الشمال.

انتشار الجوع الحاد واليأس

في السياق، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من أن سكان غزة يواجهون “خطراً جسيماً”، متحدثاً عن انتشار الجوع الحاد واليأس في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سلمت إمدادات إلى مستشفيَين الثلاثاء، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب، وأن 21 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة توقفت تماماً عن العمل.

ودعا غيبرييسوس المجتمع الدولي لاتخاذ “خطوات عاجلة لتخفيف الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوّض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض”.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن موظفيها أفادوا بأن الحاجة إلى الغذاء “ما زالت ماسة” في جميع أنحاء قطاع غزة، في حين أن “الجياع أوقفوا قوافلنا مرة أخرى اليوم على أمل الحصول على الغذاء”.

وأضافت أن “قدرة منظمة الصحة العالمية على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات تواجه قيوداً على نحو متزايد بسبب الجوع واليأس لدى الناس داخل هذه المستشفيات وهؤلاء الذين في طريقهم إليها”.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى الأربعاء، 21 ألفاً و110 شهداء و55 ألفاً و243 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة. ​​​​​

Follow Us: 

Leave A Reply