عز الدين رحّبت بالبطريرك الراعي في صور: وجودكم بيننا يساهم بأن نشعر أن الجنوب والجنوبيين ليسوا وحدهم وأن لبنان لا يمكن أن يبتسم وجنوبه يتألم

رحّبت النائب الدكتورة عناية عز الدين بغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي باسم دولة الرئيس نبيه بري وباسم كل الجنوبيين المسلمين والمسيحيين، في كلمة ألقتها في دار الإفتاء الجعفري في صور وقالت: “اهلا بكم غبطة البطريركية ما بشارة بطرس الراعي في صور وفي الجنوب حيث تتكثف الكثير من المعاني والقيم الانسانية والروحية والإيمانيّة والوطنية التي نؤمن ان لبنان يتميز بها. واولها ايماننا بالإنسان وبكرامته وبحقه في العيش بعدال وكرامة.

-كلامكم اليوم يا غبطة البطريرك أعادنا الى لغة ومنطق سماحة الامام السيد موسى الصدر امام الوطن وامام صور في الكنيسة عندما رفع شعار “اجتمعنا من اجل الانسان” وعندما دعى إلى “كلمة سواء” وعندما اعتبر ان “السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدسات الاسلامية والمسيحية، سعي لتحرير الانسان، سعي لعدم تشويه سمعة الله في الأرض”.

-كلامكم ايضا اعادنا إلى ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني عن “لبنان الرسالة”

نحن اليوم بأمس الحاجة لاستعادة هذه المفاهيم ولتكريسها ولرفع الصوت بها لنعيد التوازن والاتزان لبلدنا الصغير ولنحافظ على معنى وجوده الحقيقي”.

و أضافت عز الدين: “زيارتكم اليوم تأتي في لحظة تاريخية تمر بها المنطقة حيث نشهد مجزرة متواصلة منذ اكثر من شهرين على مقربة منا في غزة وعلى مقربة من قانا الجليل ومن بيت لحم. هذه الارض، ارض السلام التي ولد فيها عيسى المسيح وعاش فيها من اجل السلام تشهد على المجزرة وعلى النكبة المستمرة منذ العام ١٩٤٨ من قبل العدو الاسرائيلي والتي لم تتوقف يوما وتمظهرت بالقتل والتهجير والتطهير العرقي والإبادة.

-لم يوفر العدو الاسرائيلي احدا من اعتداءاته. عبر تاريخه الاجرامي شملت الاعتداءات المسلمين والمسيحيين والكنائس والمساجد والمدارس والمستشفيات والكبار والصغار والمقاتلين والمدنيين.

قبل الحرب الحالية بأيام قليلة شاهدنا صور البصق على المؤمنين المسيحيين تحديدا في القدس ومنذ ايام قليلة شاهدنا الاعتداء على رجال الدين المسيحيين في بيت لحم وقبل ذلك عشنا حصار كنيسة المهد في العام ٢٠٠٢”.

وأكملت: “لذلك رسالتك يا غبطة البطريك مهمة لانها صوت الانسان وحقه بارضه وحقه بالعيش بكرامة وحقه بمقاومة المحتل وحقه بان يعيش بأمن وسلام حقيقيين. سلام يعيد لأصحاب الحق حقهم ويوقف المجرم عند حدوده ونحن امام عدو لم يحترم حدا ولا قيما إنسانية او قانونية او دولية. وساهمت جرائمه للأسف بتوجيه ضربة قوية لكل منظومة الحقوق التي عمل عليها المجتمع الانساني منذ الحرب العالمية الثانية. لقد ضرب بها العدو الاسرائيلي عرض الحائط وسجل سوابق ستجعل الارتكابات امراً يسهل تمريره بكل اسف”.

-وتابعت: “اما عن لبنان والجنوب وما تعانيه القرى الحدودية فهذه ليست المرة الاولى التي نشهد فيها الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان. تاريخ هذه الاعتداءات قديم منذ مجزرة حولا في ٣١ تشرين الاول ١٩٤٨ وهذه الاعتداءات هي ترجمة للأطماع الاسرائيلية منذ ما قبل العام ١٩٤٨ عندما كتب بن غوريون عن حدود “دولته” التي حددها بنهر القاسمية وهو اعتبر صور حيث نحن الجليل الاسفل. ونحن في هذا الجنوب عايشنا وشهدنا ودفعنا الاثمان الباهظة لهذه الاعتداءات ولكننا في نفس الوقت قاومنا وانتصرت دماؤنا على سيفه والته العسكرية الأجرامية. ولم نبخل في هذه المسيرة. قدمنا الشهداء والجرحى والاسرى والممتلكات وأثبتنا ان مقاومتنا وصمود اهلنا أثمرا تحريرا وقوة للبنان نتمنى ان نحافظ عليها وان نبني عليها. واليوم نواصل هذه المسيرة مع جيشنا الذي ارتقى منه بالأمس شهيد ومع شعبنا المضحي والصاير والصامد”.

وقالت: “مرة جديدة اهلا بكم غبطة البطريرك، وجودكم بيننا يساهم بان نشعر بان الجنوب والجنوبيين ليسوا وحدهم وان لبنان لا يمكن ان يبتسم وجنوبه يتألم وبأننا وطن العيش الواحد والشركة والمحبة ( كما تحبون ان تقولوا دائما ) وليس فقط العيش المشترك وهذا ما أثبتناه في صور وفي الجنوب ونتمنى ان يعم كل لبنان. احيانا تكون العبارات شعارات واحيانا تكون توصيفاً للواقع واحيانا تكون تعبيراً عن حلم وطموح. ونحن في لبنان وعلى الرغم من كل الصعوبات والتحديات والامتحانات، بعض العبارات تعبر عن حلم.

وختمت: “نحن في لبنان ” لدينا حلم” حلم بلبنان الرسالة ولبنان الكلمة السواء ولبنان الشركة والمحبة، لبنان لاجل الإنسان”.

Leave A Reply