السبت, يوليو 27

هوكشتاين لم يحمل تهديداً و”الممانعة” لم تعترض عليه

في لحظة ترقّب لمسار تطور الاحداث العسكرية في غزة وجنوب لبنان، حضر الى بيروت كبير مستشاري الرئيس الاميركي آموس هوكشتاين في زيارة تحمل دلالات لجملة من الاعتبارات التي تخص واشنطن المستنفرة على اكثر من مستوى في وقوفها الى جانب اسرائيل ومساندتها لها، وهي على استعداد لفتح فوهات منصات صواريخها وقنابلها من فرقاطاتها في المتوسط ضد “حزب الله” اذا اشتد الخناق على اسرائيل. ويعرف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته حجم تأثيرهما على الحكومات الغربية بعد عملية “حماس” في غلاف مستوطنات غزة التي هشّمت صورة الجنود الاسرائيليين وحطمت معنويات المستوطنين.

وبعد تغيّر “قواعد الاشتباك” بين تل أبيب و”حزب الله” في الجنوب وتدحرجها في الايام الاخيرة، تبقى الامور مفتوحة على كل الخيارات بعد القفز فوق مندرجات القرار 1701 الذي لا يزال محل اهتمام ومتابعة عند الادارة الاميركية بحسب خلاصة محطة هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين، مع تشديده على مسألة عدم تطور المواجهات في الجنوب. واذا كانت بلاده لا تنظر بعين الرضا الى “حزب الله”، فانها تتوقف مع جهات دولية ومخابراتية عند خطورة تغلغل فصائل فلسطينية محسوبة على “الحزب” وتنفيذها عمليات من الجنوب واطلاقها راجمات من الصواريخ على مسافات بعيدة من البلدات الحدودية، الامر الذي يهدد الـ 1701 وينسفه من الاساس.

واذا كان حضور جزء من الاسطول الاميركي الى البحر المتوسط هو لردع ايران اولا بحسب معطيات مقربين من دوائر الاميركيين لتحقيق مصلحة اسرائيل التي لن تقصّر في استغلال واشنطن وكل الغرب لمساندتها عسكريا عندما تدعو الحاجة، فان مشاركة “حزب الله” في مواجهة كبرى قد تؤدي الى اشتعال المنطقة. وجاءت زيارة هوكشتاين الى بيروت قبل ثلاثة ايام من خطاب السيد حسن نصرالله السبت المقبل، الذي لا ينفك عن الاشارة الى شراكة الادارة الاميركية في تضامنها وتكافلها مع اسرائيل في حربها الحالية، لابلاغ الجهات اللبنانية وفي مقدمها الرئيس نبيه بري رسائل تحذيرية لـ”حزب الله” وعدم الاكتفاء بما اوصلته السفيرة دوروثي شيا. وبعدما حطّ وزير خارجية بلادها انطوني بلينكن في تل ابيب مرتين وفي اكثر من عاصمة في المنطقة بعد “7 اكتوبر” الفائت، حل هوكشتاين في بيروت وهو الذي يعرف طبيعة لبنان جيدا وفي اكثر من حقل. ولم يتحدث هذا المستشار الاميركي بأسلوب تهديد مع كل من التقاهم من المسؤولين. وهذا ما أكده لـ”النهار” نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، بل على العكس قدم طرحه بلغة ديبلوماسية مع تشديده على ما هو مطلوب لعدم تمدد الحرب الى لبنان رغم كل ما حصل في الجنوب حتى الآن. ولم يخفِ قلقه خلال لقاءاته مع الرئيسين بري ونجيب ميقاتي وبوصعب وقائد الجيش العماد جوزف عون من الخطر الذي تسببه اسرائيل في قتلها المدنيين وآخرهم ثلاث فتيات من آل شور وجدتهن. واعترف في معرض حديثه بهذه “الغلطة” بحسب توصيفه، وان ادارته طلبت من تل ابيب عدم تكرار مثل هذا الامر. وسمع من كل من التقاهم ان مفتاح التهدئة هو في يد اسرائيل والذي يتمثل بوقف النار واعمال القتل في غزة وتدميرها “وإلا سينزلق الوضع الى حرب اكبر”.

ولم يتم التطرق الى موضوع الاسرى الاسرائيليين وكيفية تبادلهم.

وكان رد بوصعب على هوكشتاين ان استمرار اسرائيل في عدوانها المفتوح لن يحقق لها ما تريد، ولن تربح في نهاية المطاف هذه الحرب، وان المطلوب من واشنطن ممارسة ضغوط على اسرائيل مع التوصل الى حلول حقيقية لا تكون على حساب الفلسطينيين.

زيارة هوكشتاين لم تلقَ اعتراضات عند فريق الممانعة رغم سخاء واشنطن في تزويد الجيش الاسرائيلي بكل ما يحتاجه اليه في الحرب على غزة، من احدث جيل من القنابل المدمرة التي تُرمى فوق ما تبقّى من أحياء غزة وعلى رؤوس سكانها من دون ان يحسم نتنياهو ما اذا كان قادرا على اجتثاث “حماس” ومقاومتها والقضاء على حضورها عند الفلسطينيين.

 رضوان عقيل – النهار

Leave A Reply