الإعصار الأمريكي يوقف 92 % من إنتاج النفط في خليج المكسيك.. الأكبر منذ 15 عاما

يوجه الإعصار دلتا الذي يزداد قوة أكبر ضربة للإنتاج البحري الأمريكي في خليج المكسيك في 15 عاما، إذ يعطل معظم إنتاج النفط في المنطقة ونحو ثلثي إنتاجها من الغاز الطبيعي، وفقا لـ”رويترز”.

وتزيد شدة دلتا، وهي عاصفة كبيرة وقوية بالفعل، خلال اختراقها منطقة رئيسة منتجة للنفط في الخليج، ولا سيما بعد أن وصلت سرعة الإعصار إلى 195 كيلومترا في الساعة بحسب المركز الوطني للأعاصير.

وأوقف دلتا 1.67 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 92 في المائة، من إنتاج النفط في الخليج، وهو أكبر مستوى منذ 2005 حين دمر الإعصار كاترينا ما يزيد على 100 منصة بحرية وعرقل الإنتاج لأشهر.

وأخلى عاملون 279 منشأة بحرية في خليج المكسيك ونقل المنتجون 15 منصة حفر بعيدا عن منطقة الرياح الكبيرة والقوية لـ”دلتا”. ويقول المركز الوطني للأعاصير إن قوة الرياح الاستوائية تمتد إلى 160 ميلا من مركزها، في مؤشر على حجم الإعصار الكبير.

وإضافة إلى النفط، أوقف المنتجون نحو 62 في المائة، من إنتاج الغاز الطبيعي للمنطقة، أو ما يعادل 1.675 مليار قدم مكعبة يوميا. وتنتج الحقول البحرية في خليج المكسيك نحو 15 في المائة، من النفط الخام الأمريكي و5 في المائة، من إنتاج الغاز الطبيعي.

وتراجعت أسعار النفط أمس، لتهبط في نهاية أسبوع حققت فيه مكاسب كبيرة بفعل مخاطر احتمال انخفاض الإمدادات من النرويج بما يصل إلى 25 في المائة، بسبب إضراب عمال في القطاع.

وبحلول الساعة 07:40 بتوقيت جرينتش أمس، انخفض خام برنت ثمانية سنتات إلى 43.26 دولار للبرميل، بعد أن ربح ما يزيد على 3 في المائة، أمس الأول، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 41.14 دولار للبرميل بعد أن ارتفع ما يزيد على 3 في المائة أمس الأول.

والخامان القياسيان على مسار تحقيق مكاسب بنحو 10 في المائة، هذا الأسبوع، وهو أول ارتفاع في ثلاثة أسابيع، إذ صعدت الأسعار استجابة لإضراب عمال في قطاع النفط النرويجي. وقالت شركة نفط نرويجية ومسؤولون نقابيون إن هناك مساعي مع وسيط عينته الدولة لإنهاء الإضراب الذي أضر بإنتاج البلاد من النفط.

ويتأهب مراقبو السوق لتأثر الإنتاج الأمريكي بالإعصار دلتا، المتوقع أن يسبب أضرارا بعد وصوله ساحل الخليج، وجرى وقف إنتاج 1.5 مليون برميل يوميا تقريبا حتى الآن.

وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق لدى “أواندا” “الإنتاج من خارج “أوبك” سيتلقى ضربة كبيرة على مدى الأسبوعين المقبلين وسيستمر هذا في دفع إعادة التوازن في سوق النفط”.

وقال محمد باركيندو أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أمس الأول، إن الأسوأ لسوق النفط انتهى، عقب انهيار الأسعار والطلب هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا.

وأكدت “أوبك” أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع إلى 99.8 مليون برميل يوميا في 2022، ليفوق مستوي 2019، وسيصل إلى 102.6 مليون برميل يوميا بحلول 2024، مشيرة إلى أن انخفاض توقعات الطلب حاليا، يرجع إلى استمرار تأثيرات الجائحة وتداعياتها على الاقتصاد العالمي وسلوك المستهلكين.

وأفادت المنظمة في التقرير الدولي لتوقعات سوق النفط 2020 أمس الأول، أن استخدام النفط سيرتفع إلى 107.2 مليون برميل يوميا في 2030 من 90.7 مليون برميل يوميا في 2020، مؤكدة انخفاض 1.1 مليون برميل يوميا عن توقعاتها لـ2030 الصادرة العام الماضي وبما يقل عشرة ملايين برميل يوميا عن توقعها في عام 2007 للطلب في 2030.

وقالت إن الطلب العالمي على النفط سيبلغ الذروة في أواخر العقد المقبل وقد يبدأ في التراجع بحلول ذلك الوقت، في تحول كبير لمنظمة المنتجين تعكس التأثير المستمر لأزمة فيروس كورونا في الاقتصاد وعادات المستهلكين.

يأتي التنبؤ الصادر عن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، الوارد في توقعات النفط العالمي 2020 للمنظمة، في ظل تنامي عدد من التوقعات الأخرى بأن الجائحة ربما تمثل نقطة تحول لذروة الطلب على النفط.

وقال “جيه.بي مورجان” في مذكرة بحثية إن تدهور آفاق الطلب العالمي على النفط سيحفز “أوبك” على التراجع عن تخفيف مخطط لتخفيضات إنتاج النفط في 2021 مع عرض السعودية القيام بتخفيضات أكبر دون حصتها الحالية للإنتاج.

وقال محللون من بينهم كريستيان مالك في مذكرة “في مواجهة معنويات المستثمرين التي تميل إلى الهبوط نسبيا حيال آفاق الطلب في المدى القريب إذ تتسارع الإصابات المحتملة بكوفيد – 19 مع الاقتراب من الشتاء، نسلط الضوء على احتمال أن تقود السعودية تخفيضات إضافية في اجتماع “أوبك” المقرر في 30 تشرين الثاني (نوفمبر)”.

وقال “جيه.بي مورجان”، “الحالة الأساسية هي التراجع عن زيادة للإنتاج 1.9 مليون برميل يوميا مقررة في 2021 مع تصور صعودي تقلص السعودية بموجبه حصتها الخاصة حتى لمستوى أقل (في حالة تدهور توقعات الطلب”.

وعلى جانب الطلب، تبددت الآمال في ارتفاع آخر للطلب الأمريكي على الوقود، إذ أكد مسؤولون في البيت الأبيض الأربعاء أن مفاوضات التحفيز متوقفة بعد يوم من تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب محادثات بشأن حزمة واسعة النطاق للتخفيف من تداعيات كورونا.

وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة انخفضت بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي لتبلغ أدنى مستوياتها منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، كما تراجعت مخزونات نواتج التقطير، لكن إمدادات النفط الخام زادت 501 ألف برميل، إذ ارتفع الإنتاج والواردات.

من ناحية أخرى، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية بنحو 200 نقطة أمس الأول، بعد أن سجل مؤشر داو جونز الأربعاء أفضل يوم له منذ شهور حيث ينتظر المستثمرون تحديثات بشأن مناقشات خطة التحفيز المالي الجارية.

وارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 40.45 دولار للبرميل يوم الأربعاء مقابل 40.33 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” الخميس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي وأن السلة خسرت بضعة سنتات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي حيث سجلت 40.65 دولار للبرميل.

في سياق متصل، وقعت شركتا “سوناطراك” الجزائرية و”ناتورجي” الإسبانية اتفاقا في العاصمة الجزائر حول بيع الغاز يضع حدا لخلافاتهما وفق بيان مشترك أمس الأول، وجاء ذلك على هامش زيارة بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني.

وقال توفيق حكار الرئيس المدير العام لـ”سوناطراك” إنه “بعد خمسة أشهر من المفاوضات الصعبة مع “ناتورجي”، توصلنا إلى التوقيع على ثلاثة ملاحق لثلاثة عقود بين الشركتين”.

وأضاف في تصريحات صحافية أن “سوناطراك” يمكنها “تعزيز موقفها في السوق الإسبانية للغاز خاصة وفي السوق الإسبانية بصفة عامة ولا سيما خلال هذه الفترة المتميزة بمنافسة شرسة بين مختلف منتجي الغاز”.

ووفق حكار، تزود الجزائر إسبانيا بأكثر من 12 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، بينها ثمانية مليارات تسلم لمجمع “ناتورجي” في إطار عقود مع “سوناطراك”.

من جهته عد فرانسيسكو راينز الرئيس المدير العام لـ”ناتورجي” أن الاتفاق المبرم وضع “شروطا جديدة للإبقاء على الشراكة على المدى الطويل”، مضيفا: “أن الشركتين اتفقتا حول شروط تمديد مدة العقد، دون أن يقدم تفاصيل”.

وأفاد مصدر مطلع على المفاوضات أن الشروط الجديدة في العقد “شديدة التنافسية”. وتمثل الجزائر منذ أعوام طويلة أكبر مزود لإسبانيا بالغاز، خاصة عبر شركة “ميدغاز” التي تسير خط الأنابيب الرابط بين البلدين (تملك سوناطراك 51 في المائة، منها وناتورجي 49 في المائة).

لكن مع تراجع أسعار النفط والغاز نتيجة جائحة كوفيد – 19، قررت “ناتورجي” إعادة التفاوض حول جميع عقودها المتعلقة بالتزود بالغاز.

وقال بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية خلال مؤتمر صحافي “علينا مواصلة فتح مجالات تعاون اقتصادي جديدة، بينها الطاقات المتجددة والصناعات الغذائية المهمة جدا في إسبانيا التي لها إمكانات كبيرة في الجزائر”، داعيا إلى “عدم التركيز فقط على قطاع المحروقات”.

Comments are closed.