الخميس, مايو 23
Banner

“طوفان الأقصى” نموذج تمهيدي لما يوجد في جعبة المـــقـــاومة!

بعدما إقتنعت شرائح واسعة من الفلسطينيين بسخافة تلك الكذبة الكبيرة التي ابتدعها الــعــدو الـــإســـرائيـــلي ودعمه فيها الغرب، والتي تقول بأن المفاوضات هي الطريق الأسلم لحل القضية الفلسطينية، وجاءت إتفاقات أوسلو في مطلع تسعينات القرن الماضي لتثبت أن الــعــدو ما ذهب إلى تلك المفاوضات إلاّ لتذويب القضية الأم في هموم هذا الشرق!

وبعدما لمست تلك الشرائح بأن المـــقـــاومة في لبنان يجب أن تكون “المثال الأعلى” من أجل تصويب الإتجاه لإعادة الحقوق لشعب تُرك وحيداً في هذه المنطقة، جاءت أحداث العام ألفين والتحرير الذي حصل في الجنوب اللبناني نموذجاً يمكن أن يُحتذى به، لتليه حرب تموز عام 2006 التي أثبت فيها المـــ قـــ اومون أنهم قادرون على إعطاء الدروس في تقهقر أعتى الجيوش وأحدثها تسليحاً بما فيه السلاح النووي!

عزمت المـــقـــاومة في غزة (التي عاشت أياماً عسيرة جداً ومطوقة من جميع الجهات) أن تسير على الطريق القويم الذي يوصل الى إجتراح المعجزات، وليس الحروب الجانبية التي تدمر الأخوة والأصدقاء، فحفظت الدروس والأمثال مما عبر.

وقررت القيام بما يُبهر الــعــدو في وضح النهار فإتخذت من “يوم سبت عيد الغفران” (كما فعل الجيش المصري قبل خمسين عاماً حين عبر قناة السويس) موعداً لإطلاق عملية “طوفان الأقصى” لتسجل سابقة في التاريخ العربي من مـــقـــاومة تمتلك الإرادة والتصميم الصحيح قبل اي سلاح آخر.

لتُطلق عملية سيذكرها التاريخ ليس في كتبه المعرفية وحسب، وإنما في عملياته العسكرية غير المسبوقة من منطقة تفتقد أبسط مقومات العيش، تجاه دولة تدعي انها بين أكثر الدول تسليحاً ليس في المنطقة الشرق أوسطية فقط وإنما على الصعيد العالمي.

فنجحت في إسقاط كل المفاهيم السائدة في العلوم العسكرية وسقطت معها خلال ساعات قليلة تلك الهالات التي رسمها ذلك الكيان المغتصب حول استخباراته وخططه الدفاعية والهجومية وجيشه الجبار.

ولذلك ترسخت القناعات لدى المراقبين من مختلف مستوياتهم أن مقاومة غزة كانت نسخة أصيلة -لا بل ربما امتداداً للمـــقـــاومة في لبنان التي تابعت عن كثب الاوضاع الميدانية بإهتمام بالغ، وكانت على إتصال مباشر مع قيادة المـــقـــاومة المتحدة في غزة، فواكبت سير العمليات وأعطت ما يلزم من إستشارات.

والأهم أنها كانت على أهبة الإستعداد لأي طارئ، ما لبثت أن أعطت مؤشرات له في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الأمر الذي أجبر كيان الـــإحتـــلال على إخلاء عدد من المستوطنات من المتمترسين فيها.

وجميع المراقبين يدركون أن “طوفان الأقصى” ليس سوى نموذج تمهيدي لما تختزنه المـــقـــاومة في جعبتها من مفاجآت.

وأثبتت الأيام والظروف أن توصيف أمين عام حـــزب الـــلـــه الســــيـــد حـــســن نصـــرالـــلــه للكيان الــــإســـرائيــلي بأنه”أوهن من بيت العنكبوت” كان صائباً جداً وتثبت المستجدات المتلاحقة على يد المـــقـــاومة دقته!

مرسال الترس

Leave A Reply