الذهب عند أدنى مستوياته منذ أربعة أشهر

استقرّت أسعار الذهب في الأسواق العالميّة يوم أمس عند أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربعة أشهر، بعدما لامست حدود 1907 دولار أميركي للأونصة، في حين هبطت أسعار العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتسجّل مستوى 1915.8 دولار للأونصة. وكان الذهب قد تلقّى في الأسبوع السابق أكبر خسارة أسبوعيّة له، منذ شهر شباط الماضي، بعدما استقرّ في ختام ذلك الأسبوع عند حدود ال1911.32 دولار أميركي.

وجاءت تطوّرات يوم أمس مدفوعة بالبيانات الاقتصاديّة التي عكست متانة مؤشّرات الاقتصاد الأميركي، وهو ما طمأن المستثمرين إزاء احتمالات دخول الولايات المتحدة الأميركية في أزمة اقتصاديّة أو ركود طويل الأجل. ومن المعلوم أنّ الذهب غالبًا ما يسجّل زيادة في الطلب عليه خلال فترات الأزمات، بينما ينخفض هذا الطلب خلال فترات الاستقرار الاقتصادي.

وفي الوقت نفسه، زادات البيانات الاقتصاديّة الإيجابيّة التوقّعات باستئناف الاحتياطي الفيدرالي الزيادات في الفوائد قبل نهاية السنة، نظرًا لارتباط توقّف زيادات الفوائد بخشية الاحتياطي الفيدرالي من التباطؤ الاقتصادي المحتمل نتيجة هذه الزيادات. وهذا ما ساهم بدوره في دفع أسعار الذهب للانخفاض إلى مستويات متواضعة، إذ أنّ الذهب غالبًا ما تقل جاذبيّته مع ارتفاع معدلات الفوائد وتنامي قوّة الدولار في الأسواق الماليّة العالميّة.

وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد رجّح في وقت سابق يوم الخميس الماضي بأن يرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة مرّتين أخريين على الأقل، قبل نهاية العام، وهو ما أثار خشية المستثمرين من مآلات سعر الذهب حتّى ذلك الوقت.

وبشكل عام، سجّل الذهب حتّى اللحظة معدّلًا سنويًا قارب ال1934.48 دولار أميركي، للعام 2023، مقارنة بسعر لم يتجاوز ال1801.87 دولار أميركي كمتوسّط سنوي للعام الماضي، وسعر 1798.89 دولار أميركي للعام 2021. وجاء ارتفاع الأسعار هذا العام مدفوعًا بالقلق من أزمة ماليّة عالميّة جديدة، وبحثًا عن ملاذ آمن في ظل معدلات التضخّم العالميّة المرتفعة. إلا أنّ البيانات الاقتصاديّة الإيجابيّة عادت لتهدّئ من مخاوف المستثمرين، فيما تبشّر ارتفاعات الفوائد المرتقبة بالمزيد من الانخفاض في معدلات التضخّم العالميّة.

Leave A Reply