سعد الحريري الى رئاسة الحكومة على بساط الريح السعودي / غسان همداني

يبدو ان التسويات التي تحصل في المنطقة والانفراجات السياسية بدأت رياحها تلفح الساحة اللبنانية، وبدأت تباشير غيوم شتائية تلوح في سماء لبنان، بانتظار أمطار الحلول.
ومع عودة الاهتمام السعودي بلبنان، بعد انكفاء مدروس عنه، بدأت ملامح تغيرات سياسية على الواقع السياسي اللبناني وتحديدا السنية منها، تجلت في عودة حراك حريري بشكل متواضع الى حينه، في انتخابات “اتحاد جمعيات العائلات البيروتية “ودخول السيد أحمد الحريري على الخط وبقوة، اكتسحت اللائحة المدعومة من تيار المستقبل ب14 صوتا من أصل 18، لتظهر سيطرة طيف الرئيس الحريري على ” مفاتيح الساحة البيروتية” ، وبعث رسالة لمتمردي تيار المستقبل وغيرهم من القوى سواء في بيروت وباقي المناطق أن الرئيس سعد الحريري وإن علق عمل تيار المستقبل الا أنه لم ينتهي سياسيا، وأنه ما زال الأكثر شعبية وتمثيلا وحضورا على الساحة السنية في لبنان، ترافق ذلك مع جولات للسيد أحمد الحريري على طرابلس وغيرها، والادلاء بتصاريح سياسية قد تكون مؤشرا لعودة متدرجة للرئيس الحريري الى لبنان.
ويبدو أيضا أن “الحرم السعودي” سيرفع قريبا عن الرئيس سعد الحريري، وقد وردت إشارة قد لا تكون ذات أهمية عندما أطل خطيبا في حفل تخرج ابنه عبد العزيز من مدارس نجد بالرياض في أيار الماضي، يضاف الى ذلك موقف كتلة الاعتدال الوطني من انتخاب الوزير جهاد زعور، وما يحكى عن التنسيق التام مع الرئيس سعد الحرير بهذا الموضوع.
لقد أظهرت الانتخابات النيابية الأخيرة تشظي قوى الطائفة السنية بعد غياب الرئيس سعد الحريري، وتضعضع الموقف السني نتيجة هذا التشظي، وانعكاس هذا التضعضع على موقع رئاسة مجلس الوزراء، واقتناع المملكة العربية السعودية بضرورة لم شمل هذه الطائفة في اطار سياسي قوي، يستطيع مواكبة التسوية القادمة خصوصا في ظل تنامي حظوظ الوزير سليمان فرنجية للوصول الى قصر بعبدا، ما يفترض وجود رئيس حكومة قادر على إقامة التوازن مع رئيس الجمهورية الماروني ورئيس مجلس النواب الشيعي، والوحيد القادر على لعب هذا الدور هو الرئيس سعد الحريري، ويؤكد هذا التحليل الحديث عن تعديل التسوية التي طرحتها فرنسا: سليمان فرنجية — نواف سلام لتصبح : سليمان فرنجية – سعد الحريري، علما ان فرنسا من أشد الداعمين لعودة الحريري الى رئاسة الحكومة .
مع هبوب رياح التسوية على لبنان هل يعود الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة على بساط الريح السعودي مصحوبا بأمطار الفرج؟ سؤال ستكشف عنه قابل الأيام.

Leave A Reply