الإثنين, ديسمبر 9
Banner

باسيل يحفظ “خط الرجعة” مع حزب الله.. والمطلوب نقلة نوعية!

غسان ريفي – سفير الشمال

تضغط التسويات والمصالحات والايجابيات الاقليمية على لبنان الذي ما يزال فيه بعض التيارات السياسية تعيش حالة إنكار لما شهدته المنطقة ويتصرف كما لو أن شيئا لم يكن، بالرغم من الكلام المباشر الذي سمعه هؤلاء من سفراء الدول المعنية بأن “المنطقة تتجه لأن تأخذ شكلا جديدا بعيدا عن التوترات والاستفزازات وضرورة أن ينسحب ذلك على الداخل اللبناني”.

في غضون ذلك، يتنافس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في رفع السقوف السياسية، حيث يحاول الأول إستدراج حزب الله لحوار جديد عله يستطيع طرح أسماء غير رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والثاني يواجه عين حمراء سعودية كونه لا يستمع الى نصائح السفير وليد البخاري الذي تؤكد جولته وتصريحاته الأخيرة أن لا فيتو سعوديا على فرنجية.

وإذا كان جعجع يعيش حالة قلق غير مسبوقة من إمكانية قبول السعودية بدعم ترشيح فرنجية والضغط عليه لتأمين النصاب أو أكثر من ذلك، فإن باسيل يعاني من إنسداد أفق في علاقاته المتوترة مسيحيا وشيعيا وسنيا ودرزيا، وهو يحاول اليوم بعد نصائح كثيرة تلقاها ألا يخسر كامل أوراقه لا سيما مع حزب الله، لأن ذلك قد يدفعه الى عزلة سياسية كاملة.

لذلك، وبالرغم من رفعه السقف السياسي وتوجيهه الرسائل الشديدة اللهجة الى حزب الله إلا أن باسيل ما يزال يحفظ خط الرجعة مع حليفه، ويترك بعض القنوات مفتوحة، فضلا عن إتصالات وتواصل ومشاركات في مناسبات مختلفة بين التيار والحزب الذي يلتزم بما قاله السيد حسن نصرالله بأنه لا “ينزع يده من حليفه إلا إذا نزعها هو”.

هذا الالتزام، لا يمنع إنزعاج الحزب من سلوك باسيل، وإنتظار نقلة نوعية يعود من خلالها الى رشده السياسي، خصوصا أن الحزب ليس لديه أي إستعداد للتراجع عن مرشحه سليمان فرنجية الذي بات يلقى قبولا عند أطراف عدة داخليا وإقليميا ودوليا، وهو ينتظر من باسيل أن يلعب دورا ما في الانتخابات الرئاسية وأن لا يستمر في عزل نفسه عن هذا الاستحقاق والاكتفاء بالصراخ الذي لن يؤدي الى أي نتيجة إيجابية ولن يبدل من المواقف.

وفي هذا الاطار، تشير المعطيات الى أن باسيل حاول في خطابه الأخير خلال زيارته مع الرئيس ميشال عون الى جزين، أن يكسر ويجبر في نفس الوقت مع حزب الله، عله يستطيع إحداث خرق لمصلحته، خصوصا أنه سارع بعد ذلك الى طلب موعد للقاء السيد نصرالله، لكن سها عن باله أن الحزب أوقف منذ مدة “الدلال السياسي”، وأن أي لقاء مع السيد بات يحتاج الى أرضية تفاهم وتوافق على النقاط الخلافية الأساسية لا سيما تلك المتعلقة برئاسة الجمهورية، وبالتالي يُفترض بباسيل أن يعالج تلك النقاط مع المسؤولين المعنيين في الحزب لكي يُبنى على الشيء مقتضاه.

Leave A Reply