انطلاق معرض العراق للكتاب غداً

بعد تأجيله العام الماضي بسبب المظاهرات الاحتجاجية التي عمت بغداد والمحافظات العراقية، ثم بروز وباء «كورونا» الذي عطل كل النشاطات الثقافية في العراق، تنطلق غداً (الأربعاء) فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، الذي يستمر حتى 19 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ومن المتوقع أن يكون المعرض الأهم في بغداد، بحجمه ونوعية العناوين المشاركة فيه.

والمعرض الذي يقام لأول مرة في بغداد تقيمه مؤسسة «المدى للإعلام والثقافة والفنون»، وهي مؤسسة إعلامية وثقافية انتقلت إلى بغداد بعد عام 2003. بعد أن كان مقرها دمشق، وقدمت نشاطات ثقافية مهمة، كما رعت عدداً من المواهب الثقافية، وكانت الجهة الراعية لمعرض أربيل للكتاب 14 دورة، مما أكسبها خبرة ودراية في تنظيم المعارض والإشراف عليها؛ وسيحمل المعرض اسم الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب عنواناً له، كما يقول إيهاب القيسي مدير المعرض.

يضيف القيسي: «أن (مؤسسة المدى) رعت الكثير من النشاطات الثقافية على مدى 17 عاماً منذ انطلاقها في بغداد عام 2003… وستكون إقامة هذا المعرض كمشروع ثقافي امتداداً لتلك النشاطات، ولا بد هنا من الإشارة إلى أنها المرة الأولى في العراق، وفي المنطقة، التي يقام فيها معرض غير ربحي».

وعن تزامن إقامة المعرض مع ظروف انتشار وباء «كورونا»… والاحتياطات التي ستتخذها إدارة المعرض لمواجهة آثار هذه الجائحة، أشار إيهاب القيسي إلى أن إدارة المعرض أخذت هذا الأمر بجدية كبيرة، حيث ستتخذ إجراءات لمواجهة هذا الوباء اللعين. وأضاف أن من بين هذه الإجراءات اعتماد مبدأ التباعد الاجتماعي، ووضع علامات دالة كلافتات وستيكرات ستتوزع في كل قاعات العرض، كذلك توفير ما يكفي من أجهزة تنقية الهواء، وتوفير معقمات الأيدي في كل زاوية من زوايا المعرض، والأهم من كل ذلك أننا سنوفر عند كل باب من أبواب المعرض أجهزة متطورة.

وأشار القيسي إلى أن هناك كثيراً من العروض التي سيقدمها هذا المعرض، منها المشاركة المتميزة لدور النشر، في الوقت الذي لم تكن مشاركاتها في المعارض تتعدى عرض الكتب وبيعها، ووفر المعرض طريقة جديدة لحضور المعرض، وإطلاق اسم بلد عربي تنتمي إليه دور النشر. وأضاف: «ستكون هناك نسبة خصم تفرض على دور النشر على المطبوعات (المدى) ستكون ابتداء من 25 في المائة، بينما ستفرض على الدور المشاركة نسبة خصم تصل إلى 25 في المائة من مبيعاتها، كما سيقدم تخفيضات كبيرة للجامعات والمؤسسات العلمية، دعماً لرسالتها. وسيعتمد المعرض، ولأول مرة أيضاً، خصماً على فاتورة الشراء تصل إلى 10 في المائة، إضافة إلى الخصومات التي تحدثنا عنها، والتي ستذهب لاقتناء عدد إضافي من الكتب». وعن حمل دورته الأولى اسم الشاعر مظفر النواب، قال مدير المعرض: «كما هو متعارف عليه، فإن كثيراً من معارض الكتب تمارس هذا التقليد الثقافي، ومن جهتنا اخترنا أحد أبرز الأسماء في المشهد الثقافي العراقي على مدى أكثر من خمسين عاماً، الذين كان لهم دور إبداعي ونضالي مهم. وبهذه المناسبة ستتم إعادة نشر دواوين النواب، وتقديم جلسات نقدية عنه، إضافة إلى فعاليات فنية، من ضمنها عرض مسرحي عن سيرته. إن جمهور المعرض سيفاجأ بالشخصيات الثقافية التي ستلبي دعوة المعرض من مثقفين ومفكرين وفنانين، فضلاً عن كتب حديثة سيجري توقيعها في المعرض والاحتفاء بكتابها».

وأعدت إدارة المعرض منهاجاَ ثقافياً متميزاً يجري مصاحباً لأيام المعرض، يقول عنه مدير المعرض: «هناك نشاطات متميزة ستقوم على هامش المعرض هي جديرة بمهرجان ثقافي وفني كبير؛ حيث تم الاتفاق على إقامة نشاطات ثقافية وفنية، بشكل يومي وطيلة أيام المعرض، تتضمن جلسات وندوات بعناوين تستلهم تفاصيل الحراك الفكري والثقافي، وسيساهم فيها أبرز الأسماء في المشهد الثقافي في العراق والعالم العربي، إضافة إلى حوارات مع أبرز المسؤولين في الدولة العراقية، عن أبرز المستجدات في الوضع السياسي، كما ستتضمن نشاطات فنية وترفيهية متنوعة، إضافة إلى نشاطات يسهم فيها زوار المعرض، وتنطوي على كثير من المفاجآت… ومن هذه النشاطات ندوة (وعي الجمهور) يناقش فيها أبرز القضايا في الساحة العراقية، والجديد في هذه الندوات، أن إدارتها ستكون للجمهور بحضور الشخصية المعنية التي سترد على أسئلة الحضور».

Leave A Reply