“أدونيس” أشعلت ليل بعلبك

“إذا رح موت، مش كرمال ملوك أو كرمال حدود تقاسمتها ملوك”… يردّد فضاء بعلبك صدى حناجر عطشى إلى الحبّ والفرح، تُحطّم صمت المعابد. هذه الجملة تُلخّص حفل الفرقة اللبنانيّة “#أدونيس”، ليلة أمس ضمن فعاليّات المهرجان الدوليّ. يُدرك المغنّي الرئيسيّ أنطوني خوري كيف يُشعل المسرح من دون تكلّف، وكيف يُدغدغ المشاعر التّعبة والمثقلة برماد المرفأ وهزّات بيروت، من دون استجداء أو استغلال للمصاب. ضربة معلّم تُحتسب لفرقة “بلديّة” تحتفل بعامها الـ11.

كيف يمكن أن يكون ما عشناه في بعلبك ليلة أمس حقيقيّاً، وتكون بشاعة أيّامنا حقيقيّة أيضاً؟ ساعة ونصف الساعة زيّنها شبّان لبنانيّون، فأنسونا الجنون والفظاعة، وسرقت “أدونيس” خلالها من الحلم جوّاً وموسيقى تخترق العظم.

“أدونيس” مُطالَبة بالمزيد، فليلة أمس رفعت السقف عالياً. لا يحقّ للفرقة الانكفاء والاكتفاء، فلبنان بحاجة إليها وإلى موسيقاها تصدح فيخرس الظلم. “ما بينخاف عليك لتلاقي السعادة، الدنيا بين إيديك كتاب وراقو فاضية”.

قلّما نخرج من حفل شاعرِين باكتفاء وشبع، وأنّ ما شاهدناه لم يكن مجموعة رقصات وموسيقى، بل كان أقرب إلى نمط الحياة. فأغنيات “أدونيس” مُثقلة بالهموم اليوميّة والتفاصيل البسيطة والأفكار الرومانسيّة وتقلّبات المشاعر في بيروت التي سُرقت منّا مراراً، واسترددناها مراراً.

حفل “أدونيس” عمل اختصاصيّين، يستحقّ التصفيق والحناجر التي بُحّت مُطالبةً بالمزيد، حتّى استجاب لها أنطوني خوري وجوي أبو جودة (غيتار) وجيو فيكاني (باس) ونيكولا حكيم (درامز)، وكان للجمهور ما استحقّوا: أغنيتان اشتعلت بهما القلعة المُضاءة بألوان الحياة.

شكراً يا الله على لبنان. شكراً على بعلبك وعلى “أدونيس”. نستحقّ يا ربّ، بلا كفر، مزيداً من لحظات الهناء.

Follow Us: 

النهار

Leave A Reply