السعودي يتحرك لبنانياً في “الوقت الضائع” بوهج المبادرة الفرنسية

علي ضاحي-

منذ انتهاء الانتخابات النيابية وصدور نتائجها، والذي «تسرّع» بعدها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بإعلان «الانتصار» فيها على حزب الله وحليفه البرتقالي، يتحرك البخاري ضمن مروحة لقاءات شملت معظم القوى السنية السياسية والحزبية والنيابية، باستثناء القوى الحزبية التابعة ل «تيار المستقبل». كما التقى معظم القيادات الدينية المقربة من دار الفتوى، وتعمل «تحت جناح» مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، واستثنى المشايخ والقوى الدينية المقربة من 8 آذار وحزب الله.

وتؤكد اوساط سنية واسعة الإطلاع على حركة البخاري، ان الاخير استهل جولاته المناطقية وبدأها من طرابلس، وكانت البداية من المستشفى الحكومي في طرابلس، من ضمن «سلة» الصندوق السعودي- الفرنسي لانماء لبنان.

ومن ضمن المبادرة الفرنسية واستكمالها، يكمل البخاري مشوار لقاءاته مع كل الشخصيات السنية والنيابية، حيث التقى على هامش زيارة مركز الصفدي ولقائه الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، وعلى مأدبة غداء جمعت الطيف الطرابلسي، عشرات الشخصيات السنية ايضاً. ولم يكتف البخاري بذلك، بل خص الوزير والنائب السابق فيصل كرامي في زيارة لمنزل والده الرئيس الراحل عمر كرامي وليس في منزله، كما التقى البخاري عمه معن عبد الحميد كرامي، كما التقى رجل اعمال مقرب من السعودية و»المستقبل» وكذلك شخصية مسيحية خارج الاضواء.

واللافت وفق الاوساط، ان البخاري لم يوزع اي خبر من نشاطاته، كما لم يحمل معه اي طرح جديد او استراتيجية سعودية جديدة او رسائل محددة لفيصل كرامي وغيره. وتشير الاوساط الى ان الحراك السعودي يأتي ليملأ «وقت الفراغ» اللبناني والفاصل عن نهاية عهد الرئيس ميشال عون، حيث يتعامل السُنّة مع عهد الرئيس عون على انه راحل، مع لفظ عهده الاشهر الاربعة الاخيرة، وبات عملياً «خارج الحسابات السياسية» للسعودية وحتى «للمستقبل» و»القوات» وقدامى «المستقبل» ايضاً.

وتؤكد الاوساط ان زوار البخاري ومن التقوه، شعروا ان للرجل مهمة محددة ودقيقة للغاية، وهي لمّ شمل السنّة والتواصل معهم جميعا، بعدما كان يحصر السعودي تواصله مع السنّة مع شخص واحد او شخصين مع مرجعية او مرجعيتين، ومع تعليق الرئيس سعد الحريري لعمله السياسي، لم يعد هناك من «زعيم سني» اوحد.

كما يلمس زوار البخاري، انه بات لا يعول كثيراً على كتلة سنية او «وطنية» تجمع السنّة «المستقلين» و»الحراك» و»القوات» واللواء اشرف ريفي في كتلة واحدة، لان هناك عوائق كثيرة وصعوبات، ولكنه يشدد على استمرار القطيعة مع العهد وحزب الله والنائب جبران باسيل.

في المقابل، تؤكد اوساط قيادية في «المستقبل» ان البخاري لم يلتق اية قيادات في «المستقبل»، لكنه التقى نواب «قدامى المستقبل» ومن ضمن لقاءاته مع كل النواب السُنة الجدد والقدامى.

Leave A Reply