دار الفتوى ليست “ماكينة انتخابية”!

علي ضاحي-

تضج الصالونات السياسية والانتخابية في الايام الماضية بمعلومات واحاديث و «خبريات» من كل الاصناف والاشكال، وبعضها مختلق وآخر مضخم وبعضها والقليل القليل منها دقيق ومدعم بالمعلومات واللقاءات السياسية، وفق ما تؤكد اوساط معنية بملف الانتخابات.

وتشير هذه الاوساط الى ان كل القوى من دون استثناء زيتت ماكيناتها الانتخابية، وباتت في مرحلة متقدمة من التحضيرات واختيار المرشحين، وجاهزة للتحالفات حتى تكون حاهزة للاستحقاق اذا بقي مستمراً. لكن الجميع ينتظر وضوح «الضبابية الدولية» الحاصلة حالياً من لبنان الى سوريا وصولاً الى العراق فاليمن فأوكرانيا، وليس انتهاءاً بالتفاوض النووي الجاري بشكل غير مباشر بين ايران واميركا ومجموعة الـ4+1 للوصول الى اتفاق يعيد العمل بالاتفاق النووي الموقع بين واشنطن وطهران في العام 2015 .

وتضيف الاوساط نفسها ان الكل ينتظر ما بعد 15 آذار لمعرفة سير الامور، فـ 15 آذار تاريخ انتهاء مهلة الترشح، و21 آذار تنتهي مهلة الانسحاب ، علماً ان لا رد للبدل المادي البالغ 30 مليون ليرة للمنسحبين، كما ان هناك تاريخ 4 نيسان لتموضع كل المرشحين في لوائح وإلا يعتبر الترشيح لاغياً.

في المقابل، ومع ارتفاع منسوب التحليلات عن توجه دار الفتوى لقيادة مبادرة سنية وانتخابية، تؤكد اوساط سنية مطلعة على اجواء مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ان كل ما يحكى عن مبادرات وتوجهات وترشيحات لا اساس له من الصحة. وتؤكد الاوساط ان دار الفتوى صرح ديني ووطني جامع ليس فقط للمسلمين، بل لكل لبنان و «من المعيب حصرها وتصغيرها»، بالقيام بمبادرة انتخابية وكأنها اصبحت «ماكينة انتخابية» تدعم هذا المرشح وتقاطع ذاك.

وتشير الاوساط نفسها الى ان المفتي دريان كان ولا زال، يؤكد ان دوره ودور الدار الوطني وانه على مسافة من الجميع، ولن يكون داعماً لأي مرشح، كما لا يمنع احد من الترشح. وتضيف ان المفتي دريان لم يتوقف عن هذا الدور ليبادر ويقوم بجمع السنة. وكأن هناك محاولات للقول ان دار الفتوى لم تكن تقوم بدورها واليوم «تذكرت» دورها مع عزوف الرئيس سعد الحريري الانتخابي والسياسي، وتؤكد الاوساط ان المفتي يعتبر ان الانتخابات النيابية استحقاق وطني ودستوري مفصلي ويجب القيام به على اكمل وجه، وهو اكد بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي منذ فترة انه يحث السنة وكل اللبنانيين على الترشح والاقتراع.

بدورها تؤكد اوساط سنية بيروتية ان عزوف الرئيس الحريري، لا يعني اغلاق كل البيوتات السياسية السنية في بيروت، وترفض بشدة «الصاق تهمة» بالمقاطعة بسُنة بيروت، وان لم يعد لديهم الحافز كسنة المدن، على عكس الاطراف. وتشير الاوساط الى ان عزوف الرئيس تمام سلام والرؤساء السابقون للحكومة عن الترشح، لا يعني انهم تخلوا عن دورهم او اغلقوا بيوتهم في وجه الناس، بل على العكس فإنهم سيخوضون الانتخابات إما بأفراد من العائلة او دعم لوائح سنية تمثل العائلات البيروتية، وهذا لا يمنع مثلاً من ترشيح تمام سلام لنجله صائب.

كما تنفي الاوساط علمها بتوجه السفير السابق نواف سلام الى الترشح النيابي او ترؤس لائحة بيروتية على عكس ما يتردد.

Leave A Reply