رفع الدعم يضغط على التأليف وينسف الإيجابيات «المصطنعة»

هيام عيد – الديار

بدأت تنحسر الأجواء التفاؤلية التي سادت على مدى الأسبوع الماضي في الوقت الذي بدأ يشتد فيه خناق الأزمات على اللبنانيين في كل المجالات، ما دفع أوساطاً نيابية مطلعة إلى طرح تساؤلات حول مسار البحث الحكومي، وطبيعة المعلومات الإيجابية التي تحدث عنها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أمام الإعلاميين غداة الإجتماع الأخير مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وذلك على الرغم من أن تأخير وعدم تحديد موعد الإجتماع المقبل بينهما، زرع الشك لدى العديد من القوى السياسية المعنية بالحراك الجاري من أجل تسريع عملية التشكيل.

وكشفت هذه الأوساط أن عدم الإعلان عن لقاء وشيك بين الرئيسين عون وميقاتي، في الساعات الـ48 المقبلة، يعني من الناحية العملية، أن التفاهم على توزيع الحقائب على الطوائف من دون المساس بتوزيع الحقائب السيادية الذي سيبقى على حاله السابقة، لم يصمد من أجل الإنتقال إلى المرحلة تحديد الأسماء المرشحة للدخول إلى الحكومة. ومن هنا يأتي الحذر من عودة التباينات ما بين طرفي التشكيل، خصوصاً في ضوء المواقف الصادرة أخيراً من بعض الأطراف السياسية والتي نسفت كل المناخات الإيجابية والتي وصفتها بـ»المُصطنعة»، والتي يجري تسريبها من أجل منح المزيد من الوقت للعاملين على خط الوساطات، قبل الوصول إلى الإعلان عن تعثر التوافق، مع العلم أن تشكيل الحكومة كان قد شارف مرحلة الولادة وخصوصاً أن الجلسة الأخيرة أتاحت البحث بصورة غير نهائية في بعض الأسماء المرشحة للدخول فيالحكومة.

وكشفت المصادر نفسها، عن دخول مساع دولية مباشرة على خط البحث الحكومي، وباريس دخلت في اليومين الأخيرين بقوة على خط الإتصالات لتهيئة الظروف أمام الإسراع في تشكيل الحكومة بعدما أدرك المجتمع الدولي أن عدم تدخّله سيأخذ لبنان إلى الإنفجار الشامل . ومن هنا فإن المصادر نفسها، ترى أن التحسن المحدود الذي جرى تسجيله، لن يدوم طويلاً، وذلك على الرغم من تأكيد الرئيس المكلف، على أن الضمانات الدولية ما زالت متوافرة وأن الأيام المقبلة ستبلور التوجهات النهائية ومدى تأثير الدور الفرنسي في إطلاق مبادرته وإعادة الحياة إليها مرة جديدة.

وخلصت المصادر النيابية نفسها إلى التأكيد أن التحدي المقبل في مسار التأليف، بات اليوم يتركز في مسألة التسميات والترشيحات ، في ضوء إشارات بدأت تتوالى من قبل أطراف سياسية وحزبية، تعلن أنها لن تشارك في الحكومة ولكنها تطرح مرشحين من قبلها لتولي حقائب معينة، وهو ما قد يرفع من منسوب التعقيدات في المرحلة الآتية من المباحثات المرتقبة بين الرئيسين عون وميقاتي، وذلك على الرغم من أن ما من مؤشرات واضحة اليوم على هذا الصعيد بسبب التطورات الميدانية الدراماتيكية والتحركات الشعبية الغاضبة احتجاجاً على انقطاع الكهرباء والمحروقات كما الدواء والخبز. ولذا من الطبيعي، وفق هذه المصادر، أن تتم عملية إعادة نظر أو بحث بالأولويات لدى العديد من الأطراف مما ينذر بمشهد جديد، تسقط فيه كل الوساطات والمبادرات لتسريع وإنجاز التفاهمات الحكومية.

Leave A Reply