(إلى الدكتور حسّان العكره، رئيس مجلس إدارة، مدير عامّ المكتبة الوطنيّة في بيروت)
تحصدُ الجوائز تباعًا أخي، وتتكرّم في المحافل من موقعكَ الرسميّ والأكاديميّ، ما قد يعتاد الناسُ عليه، مولّدًا إعجابًا في مكانات، وغيرةً في أكثرها…
لكنّ خياركَ ارتيادُ العلوَ. تكنْ فوق، وللناسِ ردّاتُ فعلهم، ما لكَ فيها شأنٌ!
لأجل قناعاتكَ وقدراتكَ حسّان، تقوم بما يؤتيكَ العظائم، وفي هذا كلّ خدمةٍ للفضاءاتِ التي تحلّق فيها.
دعني أقولُ يا حبيبُ إنّكَ فخرٌ لمراكز وناسٍ، يشعرون ويرتفعون، بكَ دائمًا وأكيد. وإنْ حصدتَ إجحافًا أحيانًا، لا يغرّنّكَ البتّة. في صغرهم، البعض هكذا يعبّرون. ثقْ أنتَ أنْ “ما حدا بيجوي إلاّ محلّ النضيف”. ولن يذكر التاريخ إلاّكَ دونهم. ما تنجزه فقط يبقى واهجًا في خلود.
وأنا الذي أحببتُكَ كما نفسي، وأعرف إهداءاتكَ الفكريّة والثقافيّة، في قيمتها وإفاداتها، لا أنثني عن حبٍّ ولا أتوانى عن تشجيع! أنا أدركُ وحسْبي، أنتَ ساكنُني في ما أنتَ وفي ما تتجلّى. حسّانُ أقبلْ إلى العُلى، ليس إلّاه يليقُ بالعارفين… شهاداتُ الدنى اعترافاتٌ أنّكَ ما أنت، ترقى بكَ، وإليكَ مرجعًا…
ولا ننسيَنّ أنّكَ في كلّها، وفوقَ كلّها، حائزٌ رتبةَ إنسان. لم تغيّرْكَ مقاماتُ ولم تغرّرْكَ مناصب! عرفتَ، في مكانتكَ الإنسانيّة الأعلى، أن تموضعَ آتياتِ القدرات، وتبقى أنت في كلّ فوق، أكبر!
حسّان، لا تكبرُكَ الجوائزُ… حسبُها تكبرُ بها… ويكبرُ بكَ قلبي وأكبُر!!