الجمعة, نوفمبر 1

هل يكون جهاد أزعور نسخة منقحة عن ميشال معوض؟

غسان ريفي – سفير الشمال

يغرق المهتمون بالشأن الرئاسي في جمع الأصوات النيابية التي يمكن أن يحصل عليها المرشحان رئيس تيار المرده سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، في حال عقدت جلسة الانتخاب، في وقت ما تزال فيه الصورة ضبابية لا سيما حول أزعور الذي يعتري التوافق على تبنيه من القوى المسيحية الكثير من الأخذ والرد وإنعدام الثقة.

قد يكون جهاد أزعور نسخة منقحة عن النائب ميشال معوض الذي رشحته القوات اللبنانية وحشدت له بعض المعارضة، لا لإيصاله الى قصر بعبدا، وإنما لترى مدى قدرتها على جمع الأصوات التي يمكن في لحظة سياسية دولية وإقليمية أن تجيّرها لرئيسها سمير جعجع، وقد تبين ذلك بوضوح من خلال السلوك القواتي الذي لم يتعاط بجدية مع ترشيح معوض وهو ما يزال حتى اليوم يستخدمه للمناورة أو لشد العصب المسيحي أو لاستدراج بعض الخصوم.

ما يميز أزعور عن معوض هو إمكانية إنضمام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى المحور الداعم له، وهو كاد أن يفعلها قبل أشهر مع ميشال معوض عندما أراد أن يوجه رسالة سياسية الى حزب الله عندما شارك في إجتماعات الحكومة، لكنه عدّل موقفه في اللحظة الأخيرة وطلب من نوابه التصويت لـ “الشراكة” التي لم تحصل حينذاك إلا على 9 أصوات، ما أحرج باسيل الذي يبدو أنه لم يعد يمون إلا على 10 أو 11 صوتا في حال لم يكن سائر النواب على إقتناع بخياره.

يبدو واضحا من خلال السلوك السياسي لجميع أركان المحور الداعم لأزعور بأن الهدف من تسميته ليس إيصاله الى قصر بعبدا، بقدر ما هو سعي حثيث لقطع طريق القصر أمام سليمان فرنجية، حيث لكل منهم نواياه المبيتة ومواقفه التي تدل على ما يرمي إليه.

يكاد دعم جبران باسيل لأزعور يشبه قصة “الراعي الكذاب” الذي “طلب مرات عدة من أهالي القرية إغاثته من الذئب الذي هاجم قطيعه وكانوا في كل مرة يكتشفون أنه يكذب عليهم، وعندما هاجم الذئب قطيعه فعلا لم يصدقه أحد ووقع في شر أعماله”.

فباسيل دعم أزعور ثم تراجع عن ذلك وأكد أنه لن يسير في مرشح إستفزازي وسارع نوابه الى التحدث بذات اللغة، قبل أن يتراجع مجددا ويتبنى ترشيحه، علما أن السمة الوحيدة بين باسيل وجعجع هي إنعدام الثقة بينهما، الأمر الذي يتطلب من باسيل موقفا حاسما، يستبعد بعض المقربين أن يتمكن من إتخاذه، خصوصا أنه لا يريد أزعور وما يسعى إليه يهدف إما لاستدراج الثنائي الشيعي الى مرشح ثالث أو الى تمديد مساحة الفراغ بإنتظار مناخات إقليمية جديدة تعيد إنعاش فرصته الرئاسية، إنطلاقا من قناعة راسخة لدى الجميع أن باسيل لا يريد رئيسا سوى باسيل.

أما القوات ومعها الكتائب فتراهنان على عدم إكتمال الايجابيات الاقليمية، وتعثر الاتفاقات الحاصلة، ما يبدل من المواقف التي يمكن أن تصب في مصلحتهما، علما بأن الفريقين على طرفيّ نقيض في كثير من الأمور السياسية، إلا أن جعجع يحاول إستمالة رئيس الكتائب لصوبه في معركة إستدراج باسيل الذي يرى كثيرون بأنه في حال أقدم على السير معهما بدعم أزعور فإن الأخير وبحسب كل الاحصاءات لن يحصل أكثر من 50 صوتا وبالتالي سيتعذر إنتخابه، في حين لن يربح باسيل الكتائب والقوات وسيخسر حزب الله وسيتحول تكتله النيابي الى أكثر من تكتل بفعل حالة الرفض الحاسمة من قبل عدد لا يستهان به من النواب لترشيح أزعور.

Leave A Reply