‏حزب المناضلين والمفكّرين لا حزب الشخص ـ كتب الصحافي فراس الشوفي

إن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حركة صراعية أعضاؤها مناضلون، وزعيمها مفكر تنويري شهيد وقائد فذّ، قدّمت الشهداء والمفكّرين المبدعين على مدى 90 عاماً، وهو ليس حزباً إقطاعيّاً تابعاً لشخص أو عائلة، كما يعتقد النائب اللبناني أسعد حردان.

من المعيب أن يقوم مناضل سابق، بتخيير رفقائه بين أن يكون هو على رأس الحزب وبين أن لا يكون الحزب ويفنى (طبعاً سينكر ذلك في حلقة الميادين اليوم)، لمجرّد أنه خسر بانتخاباتٍ داخليّة، بسبب تعنّته وسوء إدارته الحزبية وتشاوفه على رفقائه طوال هذه السنوات وتعمّده تهجير القوميين‏فنهج الاستزلام الذي حاول هذا الشخص تدجين الحزب عليه في

العقود الماضية، لا يستقطب المناضلين بل التابعين والسُّذَج. ومع ذلك، صبر المئات داخل الحزب وصمدوا التزاماً بالعقيدة، بينما هجر الآلاف من أبنائهم الخلّص بعدما ضاقت بهم الأحلام وابتعد عنه الجيل الجديد.

‏أما اليوم، يكفي ما نراه ونسمعه من القوميين، في الوطن وفي المغتربات، وهم يعقدون الأمل على مستقبلٍ واعدٍ لنهضتهم في عزّ حاجة البلاد لها، لندرك كم وقع الخسارة على الشخص ـ النرسيس ـ، الذي وصل به الأمر إلى الحنث بقسم الانتماء وإفشاء أسرار حزبه وكشفه أمام القضاء.

‏إن أي قومي اجتماعي، أو مواطن، في روحه نثرات من الإيمان بعقيدة سعاده، وأي مواطن حقيقي في هذه البلاد، يدرك أهمية حركة وطنية علمانية مقاتلة كالحزب القومي في عاصفة التفكيك والتقسيم والتطبيع، لا بدّ أن ينبذ حردان بسبب الأذية التي يسببها لحزبه

‏وإذا عدنا إلى كتابات سعاده، نلاحظ كيف هاجم السلوك الفردي الأناني الشخصي وكأنه يتحدّث مع حردان اليوم وغيره من عبدة الذات المنتشرين في هذه البلاد، ويعيقون تطوّرها. لا بل إن النزعة الفردية على بلادنا قد تكون أخطر ما نواجهه منذ قرون طويلة.

وللمفارقة، فإن مؤسس هذا الحزب أنطون سعاده، قدّم درساً بالفداء والتضحية، حين أقبل على الاستشهاد، لكي يبقي حزبه، وكان هذا شرطاً لانتصار قضيّته. بينما نرى حردان اليوم، يضحّي بحزبه ليبقى هو، و«الهو» عند سيغموند فرويد هي الغريزة.

‏أزمة حردان اليوم، أنه لا يستطيع اتهام رفقائه «بالعرفاتية» والأوسلوية لكي يجرّدهم من قوميتهم فيسهل له استهدافهم، مع أنه لم يوفّر أي شائعة ممكنة لكي يتهم غيره من قطر إلى الإمارات إلى…

‏أزمة حردان أن الذين ينتفضون عليه اليوم باسم آلاف القوميين سبقوه إلى ساحات المواجهة في حلب ودير الزور والسويداء ودمشق وكسب واللاذقية.

حردان لم يشيّع شهيداً واحداً طوال عشر سنوات، لم يزر جبهةً واحدة طوال عشر سنوات، وحين زار المعسكر التدريبي زاره بالجاكيت والبذلة كأي مسؤول

‏فيما لم يغب الرئيس السوري بشار الأسد عن موقع واحد، وخطط للحرب وقادها، وهو تحت كل هذه التهديدات الشخصية اليومية بالاغتيال من أميركا وغيرها، ومثله فعل السيد حسن نصرالله. فما هو عذر حردان لكي يرمي مهام الموت على غيره من رفقاءه ويتنعّم هو ب”جنان” السلطة (جنونها بالاحرى)…

‏أيها القوميون، ثقوا بحزبكم وبعقيدتكم وبرفقائكم واثبتوا. إن المستقبل لكم وليس لأبناء الماضي المتمسّكين بالمظاهر والألقاب أبناء الأنانيات والمصالح الشخصية والفردية، واعملوا تحت طبقة الثرثرة والصياح بصمتٍ وطمأنينة.

Comments are closed.